استكمل الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الحديث عن مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والتي تشرفت وتشرف أهلها بالنبي الكريم، واضطربت جبالها تحت قدميه فرحًا، وحن الجذع فيها شوقًا إليه، وضوعف أجر الصلاة في مسجدها، وشرع شد الرحال إليه، تمرها وترابها شفاء، بعض أجزائها من الجنة، أهلها جيران رسوله، من مات فيها كان آمنًا.
وقال « جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع « فيسبوك» أتكلم في هذه المرة عن بعض أماكنها المقدسة الشهيرة، فأهم ما يشرف المدينة النبوية الحرم النبوي الشريف الذي يشتمل على المسجد النبوي والروضة الشريفة التي تضم الجسد الطاهر، ويلي الحرم النبوي في العظمة البقيع، هو المقبرة الرئيسة لأهل المدينة المنورة منذ عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
وأوضح عضو هئية كبار العلماء أن البقيع أقرب الأماكن التاريخية إلى مبنى المسجد النبوي، ويقع في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي من سور الحرم النبوي، وقد ضمت إليه أراض مجاورة وبني حوله سور جديد مرتفع، وتبلغ مساحته الحالية 280 ألف متر مربع، مبينًا: « البقيع هو تلك المقابر التي ضمت الأجساد الطاهرة من آل البيت الكرام كالسيدة فاطمة الزهراء، وابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إبراهيم، وعمه العباس.
وتابع المفتي السابق: وعمته صفية، وحفيده الحسن بن علي -رضي الله عنهم- أجمعين، وكذلك يضم أجساد زوجات رسول الله -صلى الله عليه وسلم -عدا خديجة وميمونة، كما يضم أجساد العديد من الصحابة أمثال عثمان بن مظعون، وأسعد بن زرارة، وغيرهم الكثير وقد يصل عدد من دفن في البقيع من الصحابة إلى عشرة آلاف صحابي.
ونبه الدكتور على جمعة إلى أنه تستحب زيارة هذه المقابر لما في ذلك من صلة وبر وبركة بأصحابها، واتباعا لسنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث كان يزورها ويدعو لمن دفن فيه، فقد وردت الآثار الكثير في ذلك منها : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يخرج من آخر الليل إلى البقيع، فيقول: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غدًا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد»، [رواه مسلم].