الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجب الشرنوبي يكتب: قانون تنظيم الانتظار.. إستعادة لهيبة الدولة

صدى البلد

مع تصديق الرئيس السيسي علي القانون رقم ١٥٠ لعام ٢٠٢٠ والخاص بتنظيم ساحات إنتظار السيارات في الميادين والشوارع ونشره في الجريدة الرسمية ، سيختفي مظهرًا آخر من المظاهر التي صاحبت المشاهد العبثية التي عانت منها مصر علي مدي سنوات طويلة بعد أحداث يناير ٢٠١١، فقد انتشرت بشكل مخيف عصابات البلطجة وفرض مايشبه الإتاوات علي أصحاب السيارات إذا ماأراد أحدهم أن يترك سيارته في مكان من الأماكن اللي كانت مخصصة لهذا الغرض من قبل أو علي أحد جانبي الشوارع أو الميادين لقضاء حوائجه لبعض الوقت، بصدور هذا القانون شديد الأهمية سيعود شكل آخر من أشكال ظهور هيبة الدولة.

مع إصدار هذا القانون تكون الدولة قد بدأت بالفعل في إعادة التنظيم لنشاط من الأنشطة العشوائية التي ينتمي لها في الواقع عددًا ليس بالقليل من الشباب الباحث عن لقمة العيش، خطورة هذه المهنة "السايس" من قبل أنها كانت تُمارس دون ضابط أو رابط وبعيدًا عن أعين القانون، مما جعل من ساحات الإنتظار ميدان من ميادين ممارسة البلطجة والابتزاز، مع صدور القانون بهذا الشكل ستكون أماكن وساحات الانتظار تحت سيطرة كاملة من الدولة ممثلة في وحدات الحكم المحلي "المحافظة ووحداتها المحلية" وكذلك أجهزة المجتمعات العمرانية الجديدة.

أهم ما جاء في القانون أنه سيفرض علي من يرغب في ممارسة هذه المهنة أن يكون ذلك من خلال الحصول علي رخصة لمزاولة هذا النشاط مدتها ثلاث سنوات ستُصدِرها لجنة  مُشكلة لذلك مقابل رسوم إصدار واضحة، وبالتالي ستكون هناك بيانات كاملة علي هؤلاء العاملين بذلك ومن خلال شركات متخصصة تشرف علي توظيفهم ، بعد أن تحصل هذه الشركات علي حق إستغلال الساحات والأماكن المخصصة لذلك من الأجهزة المختصة وتجهيزها وتوقيع عقود عن الخدمات التي تقدمها وأسعار تقديم الخدمة للمواطنين ، وبذلك يكون طالب العمل قد حصل عليه وهو مؤهل لذلك ومتدرب علي كيفية التعامل مع الرواد لهذه الساحات وفي ذات الوقت تكون السيارات بعيدة عن أي عبث بها وبمحتوياتها.

مع مرور الوقت بدأ المواطن يشعر أن الدولة ماضية بعزيمة قوية علي إعادة شاملة لتنظيم الحياة علي أراضيها، بشكل يتناسب مع بلد تضرب جذوره في التاريخ لآلاف السنين، هذا مشهد من مشاهد كثيرة يجب أن تختفي من شوارع وميادين مصر التي ساهمت علي مر العصور بنصيب كبير في الحضارة الإنسانية.

فأكوام القمامة مثلًا التي تنتشر في الشوارع أمام المطاعم والمحلات يجب أن تتبخر في أقرب وقت ، لما لذلك من تأثير كبير  علي الصحة العامة وكذلك علي الذكريات السلبية التي تظل عالقة بذاكرة السائحين عن مصر ، حينما يعود هؤلاء السائحين  لبلدانهم ويبدأون في الحديث مع أقرانهم عما شاهدوه بشوارع وميادين مصر ، وكذلك ظاهرة آخري لا تقل خطورة عن القمامة وهي ظاهر  التسول التي أصبحت منتشرة بشكل مخيف، حتي أصبح  وجودها متأصلًا في شخصية الكثير ممن يمارسونها وكأنها مهنه ونشاط إقتصادي عادي وطبيعي، هذه المشاهد السلبية يمكن أن يتوافر لها حلولًا سريعة وعملية إذا مانظرنا إليها ببعض الإهتمام والجدية ، نتمني مع مرور الوقت أن ترجع لشوارع مصر  وميادينها الواجهه الحضارية التي تستحقها ، فمصر بلد كبير والمصريين يملكون من العراقة مايستحقون عليه الكثير .