الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بدأ قبل 50 عامًا.. رحلة التيار الناصري من مقال هيكل إلى حلم الحزب الموحد

الرئيس جمال عبدالناصر
الرئيس جمال عبدالناصر ومحمد حسنين هيكل

لم يكن لفظ "الناصرية" وليد اللحظة، بل ظهر قبل نصف قرن تقريبا على يد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل -الذي رافق الرئيس جمال عبد الناصر إبان حكمه- في مقال له بجريدة الأهرام في 14/1/1972، تبعه بعدها بأربع سنوات السياسي كمال رفعت، أحد ضباط تنظيم الضباط الأحرار وأصدر عام 1976 كتيبا بعنوان ناصريون ذكر فيه مبادئ الناصرية وأهدافها.

تبلور المصطلح على أرض الواقع عندما وافق القضاء على إعلان الناصرية كحزب باسم "الحزب الديمقراطي الناصري"، وذلك عام 1992 برئاسة ضياء الدين داود المحامي، وعضو مجلس الشعب السابق، والذي يعد الحزب الرسمي المعبر عن التيار القومي الناصري في مصر.

يأتي الحديث عن الناصرية بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ 68 من ثورة 23 يوليو 1952، التي نظمها الضباط الأحرار، وعلى رأسهم جمال عبدالناصر، ثاني رئيس لمصر -خلفا لمحمد نجيب-، والذي أصبح رمزا وقدوة للتيار الناصري من بعده.
  
تضمن التيار الناصري العديد من المبادئ، أهمها: 
- الحرية والاشتراكية والوحدة للقضاء على مشكلات العالم العربي الأربعة: وهي الاستعمار والتخلف والطبقية والتجزئة بين أقطار العالم العربي.
- حرية الشعب بكامله.
- الاشتراكية أساس التقدم الاقتصادي وهي أساس بناء مجتمع الكفاية والعدل، والمجتمع الذي ترفرف عليه الرفاهية.
- نادت الناصرية بتوزيع الثروة الوطنية لتحقيق التغيير الاجتماعي.
- كما نادت بالاشتراكية العلمية.
- الوحدة هي أساس القوة العربية، والعروبة أو القومية العربية هي أساس قيام الوحدة.

وتميزت مواقف الحزب الناصري بالدفاع عن القطاع العام، ورفض سياسة الخصخصة، فضلا عن التحذير باستمرار من خطورة تدخل مستثمرين أجانب، لشراء المصانع المصرية المعروضة للبيع، وبالتالي التحكم في السوق المصري. 

كما انتقد الناصريون سياسة العولمة، وحذروا من مخاطرها على الدول النامية، حيث تضمن برنامجهم الانتخابي عددا من القضايا، مثل العدالة الاجتماعية وحرية الرأي وبناء الوطن على عاتق أبنائه وتوفير فرص العمل المناسبة، وحماية القطاع العام، ومجانية التعليم والعلاج، وإطلاق حرية تشكيل الأحزاب، وإصدار الصحف.
جريدة العربي الناصري
اسقاط الديون على الجريدة
الغاء دعم الاحزاب السنوي بقانون الاحزاب

ظهرت بعد ذلك العديد من الأحزاب الناصرية وأهمها:

1. حزب الكرامة، الذي تأسس في 1997 على يد السياسي حمدين صباحي وحصل على شرعيته القانونية في 28 أغسطس 2011 بعد ثورة 25 يناير، حيث خاض الحزب انتخابات مجلس الشعب المصري 2011-2012 كأول انتخابات تشريعية بعد تأسيسه رسميا، وذلك ضمن التحالف الديمقراطي من أجل مصر الذي تزعمه حزب الحرية والعدالة المنبثق من جماعة الإخوان المسلمين، والذي حلّ المركز الأول بعد حصاده 235 مقعدًا من أصل 498 مقعد (أي ما يساوي نسبة 47.2%)، كان نصيب الكرامة منها 6 مقاعد.

2. حزب الوفاق القومي برئاسة المحامي محمد محمود رفعت، والذي تأسس في 2 مارس 2000 بقرار من لجنة شئون الأحزب السياسية، حيث كان يسعى الحزب إلى السعي لتحقيق العدل الاجتماعي، الحوار الحر بعيدا عن الإرهاب والعنف والصراع الدموي وعن السيطرة الرأسمالية، الدعم، وحرية الوطن والمواطن، والمساواة والحريات العامة خصوصا حق المواطنين في إقامة منظمات المجتمع المدني، بما فيها الأحزاب.

3. المؤتمر الشعبي الناصري، حزب آخر ناصري يمثل -بحسب أهدافه- طليعة عربية ثورية تسعي لتحرير الوطن والمواطن، وتحقيق الاشتراكية والوحدة العربية ، لصالح قوى الشعب العامل، حتي يحتل الوطن العربي مكانه اللائق به بين شعوب الارض، كما يسعى لبناء الحركة العربية الواحدة لتقود نضال الجماهير من المحيط إلي الخليج تجسيدا لحلم الثورة العربية.

وفي ذكرى ميلاد الرئيس عبدالناصر، منتصف يناير 2013، نظمت الأحزاب الناصرية الأربعة السابقة "الكرامة"، "العربي الديمقراطي الناصري"، "الوفاق القومي" و"المؤتمر الشعبي الناصري"، مؤتمرا صحفيا بنقابة التطبيقيين، لإعلان الاندماج الرسمي لها تحت مسمى "الحزب الناصري الموحد"، وذلك كخطوة لإعادة إحياء دور هذه الأحزاب ولتوحيد الجهود والعمل، إلا أن هذا الحلم لم يتحقق حتى الآن بسبب اختلاف وجهات النظر والرؤى الخاصة بهذه الأحزاب حول رئيس الحزب الموحد.