الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المندوس .. حكايات وذكريات العمانيون داخل صندوق من القلب والتاريخ

المندوس
المندوس

كالسفر عبر الزمن وكرحلات اختزلت داخل ذاكرة أبت أن ترحل، تعاند تجاعيد الزمن وصراع التكنولوجيا المتسارعة لتصارع من أجل البقاء كرفيق فى البيت لا ينال منه الزمن.

المندوس .. حكاية صندوق الذكريات فى بيوت العمانيين ..تغير الزمن ولم يتغير ظل صامدا حتى وإن تسللت الشقوق بجدرانه الخشبية العفية ليفوح من جدرانه صخب الشقوق المحمل بعبق الحكايات التى أخفيت بداخله بعيدا عن مرمى العيون .

المناديس فى سلطنة عمان .. عبارة عن صندوق خشبى مستطيل متعدد الأغراض ذو تصميم فريد يحمل نقوشا مميزة وزخارف من المسامير المنمقة بشكل هندسي ، يستخدم لحفظ الأشياء الثمينة سواء كانت ملابسا أو أوراقا أو رسائل أو نقودا أو غيرها من المستلزمات الشخصية

 وتستخدم المناديس كذلك لنقل مستلزمات العروس إلى بيتها الجديد إلى درجة أن البعض يرى في الأعراف والتقاليد العمانية إن العرس لا يكتمل ألا بمندوس العروس.

ولم يقتصر استخدام المناديس فى سلطنة عمان على حفظ المقتنيات من مجوهرات ثمينة وملابس و أنواع البخور  بل كان أشبه بـ  "خزنة " لحفظ النقود إلى أن تحول إلى قطعة جمالية فى البيت تحن للزمن البعيد وتهمس بحزن دفين بعدما كانت قطعة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها . ومع تطور الحياة وأدواتها تراجع أهمية  المندوس عند العمانين ليبقى صورة في الذاكرة .


وتتعدد تصميمات المندوس القديم عن الحالى حيث كانت تآسر تصميماته العين لدقة تصميمه وروعة تفاصيله فضلًا عن نوعية الخشب الذى كان يستخدم فى صناعته حيث كان يُجلب من جنوب إفريقيا والهند، وفى المقابل يعتمد المنتجون الأجانب على شكل واحد وربما لم يعد يستخدم المندوس كالسابق  ولكن صناعته ما زالت باقية ومازال البعض يقتنيه .

ومن أنواع المندوس المتميزة في جمالياتها “ابو النجوم” الذي تغطيه تشكيلات النجوم الزخرفية ، بينما يسمى الصندوق الصغير الذي توضع فيه أدوات الزينة والتجميل والعطور والمجوهرات “السحارة”. وكانت المناديس تصنع من عدة أنواع من الأخشاب تتميز بغلو ثمنها وعادة ما كانت تجلب من الهند او زنجبار او مناطق أخرى في أفريقيا.

ومن أكثر أنواع الأخشاب استخدامًا في صنع المندوس “الساج” و”السيسم”، وكانت زخارف المندوس تطعم بأشكال هندسية من النحاس وتطلى باللون البني الفاتح او الداكن او الأسود وصناعته كانت تستغرق في بعض الأحيان أكثر من شهر، وبعضها كان المندوس يثبت على أربعة قوائم خشبية منعًا لوصول الرطوبة إلى الخشب.

ومع إنفتاج المجتمع العمانى وتتعدد أنماط الحداثة أصبح كقطعة ديكور داخل البيت، واحيانًا ما يقدم هو ذاته كهدية ثمينة في قيمتها وجمالياتها . إنه قطعة من القلب والتاريخ والذكرى والجمال هو المندوس.