الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم جمع الدم وتخزينه وتوزيعه.. دار الإفتاء تجيب

نقل الدم
نقل الدم

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يستفسر عن حكم الشرع في تنظيم عمليات جمع وتخزين وتوزيع ونقل الدم ومركباته.

وأوضحت دار الإفتاء، أن من مظاهر تكريم الله للإنسان أنه اعتبر جسده أمانة ائتمنه عليها فلا يجوز لأحد أن يتصرف فيه بما يسوؤه أو يرديه حتى ولو كان هذا التصرف صادرًا من صاحب هذا الجسم نفسه، ولذا حرمت الأديان السماوية والقوانين الوضعية إتلاف البدن وإزهاق الروح عن طريق الانتحار أو ما يؤدي إليه؛ دليل ذلك قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾.
وأضافت، أن شريعة الإسلام قد كرمت الإنسان تكريمًا عظيمًا وأمرت بالمحافظة عليه من كل ما يهلكه أو يسوؤه، ونهت عن قتله أو إنزال الأذى به، كما أنه لا يجوز له أن يتصرف في جسده تصرفًا يؤدي إلى إهلاكه أو إتلافه أو ضرره؛ لأن كل إنسان وإن كان صاحب إرادة -بالنسبة لجسده- إلا أن هذه الإرادة مقيدة بالحدود التي شرعها الله تعالى، وفي النطاق المستفاد من قوله عز وجل: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]، وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29].

وذكرت أن الإنسان مطالب بالمحافظة على بدنه وجميع أعضائه؛ فلا يعرض نفسه لما يؤذيه بأي حال من الأحوال، منوهة أنه إذا لم ينقذ الإنسان من هلاك محقق إلا بأخذ جزء من أجزاء غيره، ولم توجد وسيلة أخرى لمنع هذه الهلاك إلا بذلك، وقال أهل الخبرة الطبية العدول إن ذلك يحقق النفع المؤكد للآخذ، ولا يؤدي إلى ضرر بالمأخوذ منه، ولا يؤثر على صحته وحياته وعمله، فلا مانع شرعًا من الترخيص في ذلك إن خلا من الضرر، ويعد ذلك من باب الإذن الشرعي الذي فيه إحياء للنفس التي أمر الله بإحيائها، وهو من باب التضحية والإيثار وهو ما أمر به القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾