الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعض الكلمات قبور| الإعلام اللبناني يرفع راية العصيان في وجه تهافت الساسة وإرهاب حزب الله..فيديو

الإعلامية اللبنانية
الإعلامية اللبنانية ريمي درباس على شاشة قناة إل بي سي

"أتعرف ما معنى الكلمة؟ مفتاح الجنة في كلمة. دخول النار على كلمة. وقضاء الله هو كلمة. الكلمة لو تعرف زاد مزخور. الكلمة نور. وبعض الكلمات قبور. وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري. الكلمة فرقان بين نبي وبغي. بالكلمة تنكشف الغمة. الكلمة نور. ودليل تتبعه الأمة".


في رائعته "الحسين ثائرًا"، وعلى لسان الحسين بن علي سبط النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) نظم الكاتب عبد الرحمن الشرقاوي كلمات في خطر الكلمة. ما كان الذي أسلم الحسين لمصيره سوى كلمة. وبكلمة قد يُراق دم أو تشتعل حرب أو تندلع ثورة أو يغير الله ما بقوم. كل مرة تغير فيها وجه الأرض كانت البداية كلمة.


في لبنان، صارت الكلمة أعظم خطرًا من البارود، وفي لبنان لا يحتاج البارود إلى شرارة نار كي يشتعل، تكفيه كلمة، على أن من الكلمات في لبنان ما يستدعي السخط، لا بسبب عنفوانها، إنما بسبب غثاثتها وتهافتها وركض أصحابها وراء الضيق من المصالح. هذا ما يدعوه اللبنانيون "طق حنك".




انفجار مرفأ بيروت فتح جرحًا جديدًا في قلب لبنان وترك ندبة جديدة في قلوب اللبنانيين الطافحة بالغضب والإحباط على تهافت الساسة وإمساك كل منهم بتلابيب الآخر، وانشغالهم عن البلد باقتطاع ما يستطيعون من خيره.


حتى الإعلام، هو الذي صناعته وحرفته الكلمة، لم يتحمل هذا الخذلان ممن كان يُفترض بهم النهوض بعبء لبنان الثقيل، وببادرة نادرة قررت واحدة من ألمع منصات لبنان الإعلامية وأذيعها صيتًا حرمان هؤلاء من سلاحهم الأمضى: الكلمة.


فعلى شاشة قناة "إل بي سي" اللبنانية، أطلت الإعلامية ريمي درباس تعلن قرار المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناسيونال، المالكة للقناة، وقف البث المباشر لخطابات الزعماء والساسة اللبنانيين.


وأطلت درباس تقول "صارت الساعة 4، وعلى الساعة 4 كان مفترض ننقل مباشرة على الهواء الحديث يللي صار بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والصحافيين بقصر بعبدا، وعلى 5 ونص كمان كان مفترض ننقل كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مباشرة على الهوء. بس المؤسسة اللبنانية للإرسال قررت إنه ما بعد 4 آب (أغسطس) ليس كما قبله".


وتلت درباس "لأن ما بعد 4 آب ليس كما قبله. لأن ما بعد الزلزال ليس كما قبله. لأن إهمالكم وتخاذلكم هو أحد الأسباب الرئيسية لِما وصلنا إليه ... لأنه بعد 4 آب المطلوب "فعل وليس حكي". إنجازات وليست خطابات. أعمال وليست أقوال. لا خطابات ومؤتمرات ودردشات وبيانات مباشرة من اليوم. تَغيِّروا لنٌغيِّر. دعوا إنجازاتكم تتحدث عنكم ... ولا تُلهوا الناس في الحكي. ونقول للناس ختامًا: فيما تنتظرون خطابات زعمائكم على أحر من الجمر ... هناك أمهات ينتظرن عودة أبنائهن على أحر من الردم .. الأولوية لهنَّ وليست لكم".


سبق ذلك بيان أصدرته قناة "إم تي في" اللبنانية، أعلنت فيه قرارها مع قنوات أخرى الامتناع عن غذاعة كلمة ألقاها اليوم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

وجاء في بيان "إم تي في" أنه "جرى التنسيق منذ صباح اليوم بين محطات mtv وLBCI و"الجديد" لإصدار موقف مشترك من تغطية كلمة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، وقد رحّبت mtv بهذا الأمر، علمًا أنّها كانت تمتنع حصرًا عن نقل إطلالات السيّد المسائيّة، بسبب البرمجة الليليّة التي لا يجوز للسياسيّين احتكارها" قبل أن يتراجع تلفزيون "الجديد" ويقرر نقل كلمة نصر الله.

وأكدت "MTV" أنّ "مواقفها مبدئيّة وليس استلحاقيّة، ولا، خصوصًا، شعبويّة. وهي لا تتراجع خوفًا ولا تقدم ارتجاليًّا. كما تؤكد أنّها ترفض مبدأ المقاطعة، وهي، وإن لم تنقل كلمة نصرالله إلا أنّها متمسّكة بنقل الخبر الى جمهورها، عبر نشراتها الإخباريّة وموقعها الالكتروني الإخباري وتطبيقها الهاتفي، من دون أن تتردّد بالتعبير عن خطّها السياسي في نشراتها الإخباريّة. وهي ستبقى كذلك، في أزمنة الاحتلال والوصاية، كما في زمن فشل السلطة السياسيّة".


المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناسيونال "LBCI"، بحسب ما تعرف نفسها على موقعها الإلكتروني، تأسست عام 1992، وهي أول مؤسسة إعلامية خاصة في لبنان، يملكها رجال أعمال لبنانيون.


وقد أطلقت LBCI في العام 1996 البث الفضائي في العالم العربي، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وأفريقيا وأستراليا عبر قنوات LBC America و LBC Europe و LBC Australia وLBC Africa.


على أن التأسيس الأول لقناة "إل بي سي" سبق بسنوات تأسيس المظلة الجامعة "المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناسيونال".


وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، أنشأت "القوات اللبنانية" - التي تحولت فيما بعد إلى حزب يحمل ذات الاسم - وسيلتها الاعلامية الخاصة تحت اسم «المؤسسة اللبنانية للارسال» التي اصبحت تعرف باسم LBC وكانت أول من خرق الحق الحصري الذي منحه القانون اللبناني لتلفزيون لبنان بامتلاك كافة قنوات البث حتى عام 2012.


وفي العام 1992 بدأت الـLBC تحضير نفسها لمرحلة ما بعد اتفاق الطائف الذي نص على ضرورة إصلاح الوضع الإعلامي، وانتهاء مرحلة الحرب الأهلية فأنشأت شركة خاصة اسمها المؤسسة اللبنانية للارسال انترناسيونال LBCI منفصلة بذلك عن الدائرة الإعلامية للقوات ماليًا وإداريًا.


واتخذت LBC مقرًا لها مبنى دار المعلمين في منطقة جونية على الساحل شمال بيروت. وفي 23 يوليو 1996استعادت الدولة المبنى وأخلته من دون سابق انذار، خلال عرض فيلم «دكتور زيفاكو» للنجم المصري العالمي عمر الشريف، لكن المحطة تابعت البث بعد ساعات قليلة من شاحنة حولتها الى استديو بانتظار إنهاء تجهيزات سريعة لمبناها الحالي في منطقة أدما.


وفي العام 1997 نالت الـ LBCI الرخصة الرسمية من الدولة اللبنانية للبث الأرضي بعد أقل من عام على صدور قانون الإعلام المرئي والمسموع. وفي العام 1998 بدأت الـ LBCI البث الفضائي الموسع باتجاه مناطق أوروبا والأمريكتين وأستراليا.