الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد البياع يكتب: هل ينقذ ماكرون لبنان؟

صدى البلد

التفاف اللبنانيين حول رئيس دولة أجنبيه، إن دل على شيء، فإنما يدل على مدى افتقاد الشعب لدولة ذات سيادة وعدالة، واعتبار ماكرون طوق نجاة لها من طبقة حاكمة يذكر شعب لبنان أنها نهبت البلد  وأوقعت به في أزمة مالية عميقة، لدرجة أنها تحتاج الى ما يقرب من 93 مليار دولار للتخفيف من حدتها، ومعالجة تفاقم المشكلات الاقتصادية للمواطنين الناجمة عنها  والتي أدت إلى مظاهرات شعبية مستمرة منذ شهور بلا توقف ،وفقا لتقارير مؤسسات اقتصادية دولية. 

ولعله من السذاجة الاعتقاد أن زيارة ماكرون خطوة منفردة من الإدارة الفرنسية تجاه لبنان، فالحقيقة أن هذه الزيارة يجب أن تُقرأ بأنّها تتمّ باسم الاتحاد الأوروبي وبالتنسيق مع المجتمع الدولي، وبالتأكيد بمباركة  من الولايات المتحدة الأمريكية. 

ولا خلاف أنه حقًا لأمر مشين أن يصبح إيمانويل ماكرون أكثر شعبية من أي زعيم لبناني، وأن يتجول بكل ثقة في الأحياء البيروتيه المنكوبة، وإنها لنكبة أخرى، ألا يتمكن أي وزير من زيارة أي حي في بيروت أصيب بخسائر جراء الأنفجار المروع الذي سجل على مقياس ريختر 4.5 درجة، ووصل مداه إلى جزيرة قبرص، لأنه ببساطة سوف يرشق أى وزير  ويطرد ويلعن أي مسئول أين كان انتمائه الحزبي أو الطائفى، وليس أكيدًا أنه سيبقى سالما. 

إن اللبنانيون الذين وقعوا على وثيقة تطالب فرنسا بالتدخل رسميا في لبنان, هم من انقطع بهم الأمل في جماعة السلطة الحاكمة أو الفصائل المتحكمه فى مفاصل الدولة الحيوية ، فهم في نظرهم مجرد أبواق ينادون بالوطنية ويطلقون الوعود بالإصلاح، لكنهم فاسدون، ويرهنون البلد للخارج ، ويدمِّرون الدولة، وأن الأمل الحقيقي يبقى في أن يكفَروا بهم، ففى قناعة هؤلاء الناس ورسالتهم إلى ماكرون، آلا تُجرِّبوا المجرَّب، وإذا أردتم فعلًا إنقاذ لبنان، ساعدونا للتخلّص منهم. 

إنه حقا  لشئ مخزى أن يكون الشعب اللبناني أسير بين خيارين كلاهما مر ،الاول فساد الإدارة والمشكلات الاقتصادية الطاحنة والمصائب الأمنية المدمرة، والثانى طلب إعادة الإنتداب الفرنسي من اجل إدارة شئون  لبنان ، وإنقاذها بما تملكه الدولة الفرنسية من أدوات فرض السيادة المفقودة في لبنان بسبب نزاع وتعدد التيارات والأحزاب والطوائف المتناحرة على المكاسب المادية أكثر من المكتسبات الوطنية التي تعود على المواطن اللبناني بالاستقرار الاقتصادي والأمن والامان، والشعور بقدر من العدالة. 

ولا أحد غير الشعب اللبنانى "صاحب الشأن"  يحق له أن يقبل أو يرفض زيارة ماكرون ولا أن يثمن  مقترحاته ، لكن بكل تأكيد  يتعين على جميع الدول العربية دراسة تأثير هذة الزيارة والنتائج المتوقعة منها ، ومدى تأثير التدخل الفرنسي على المصالح العربية والقومية ، وعلى الأمن القومي العربي، والعمل على مجابهة اى مخاطر او خطط قد تضر بالوطن العربي وبقضايا المنطقة الشائكة. 

ولعل قوة مصر على كافة الاصعدة تشكل صمام أمان لا يستهان به أبدا ضد اى أخطار قد تكون محتملة وذات صلة بالملف اللبنانى او بدول شرق المتوسط  والمنطقة العربية بوجه عام ،الأمر الذى يدعونا دائما للفخر بمصر وسيادتها وقوتها وثقلها الاستراتيچى فى المنطقة،
تحيا مصر دائما بقيادتها الوطنية الحكيمة وشعبها الكريم.