الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. ضحى بركات تكتب: الرد الوافي على 10 انتقادات لطبيب الغلابة

صدى البلد

لكم أحزننى ما قرأته على صفحات بعض الزملاء من انتقادات للدكتور  محمد مشالى الشهير" بطبيب الغلابة "   لتقليل قيمته وقيمة رحلة العطاء التى خطاها عشرات السنين ..لذلك أمسكت قلمى للدفاع عن هذا الرجل ...بكلمة حق لعلها توضح الأمر على من التبس عليه الأمر وهذا حقه علىّ كإنسان وهب حياته للخير وكطبيبة تعرف حيثيات المهنة وكصاحبة قلم أظن أنه موهوب بفضل الله فى سرد العظات ودرء الشبهات..


- أولا.. من ينتقد عيادة الرجل لأنها ليست عالية التشطيب أقول له إن المريض الفقير يخشى من المظاهر البراقة لأنه يعلم أن تكلفتها تدفع من جيبه الخالى ..وكذلك..تعود المكان قد يجعلك لا تدرى عيوبه وقد اعتاد الرجل العمل فى المكان منذ خمسين عاما كافية بمنتهى التعود على ما نراه غريبا.. وأيضا..انشغال الرجل بالكشف على عشرات الحالات  يوميا جعله لا يلتفت لهذه الأشياء فلديه أهم منها وهو علاج أكبر عدد من المرضى الفقراء..


- ثانيا .. ملبس الرجل.. الرجل كبير السن وهذه الملابس تتناسب مع شخصيته وسنه ..كما أن العمل يستهلك كل طاقته فهو يدور فى رحى العطاء ربما لا ينظر فى المرآة وإذا نظر ربما لا يدله بصره الذى ضعف من عوامل العمر وجهد العمل باتساخ فى ملبس أو تكسير فى رداء .


- ثالثا.. قيامه بالكشف على الأطفال والكبار فهذا معهود فى الزمن الذى تخرج فيه الرجل ونحن نعرف أن الطبيب العام يتعامل مع كل الحالات ومن حقه فتح عيادة خاصة ..وطبيب الوحدة الريفية الذى تخرج أمس يقوم بذلك بتكليف من الوزارة .وللعلم أكثر من ٨٠ %من الحالات يعالجها الطبيب العام ولا تحتاج لمتخصص.


- رابعا .. قيام الرجل بالتحليل فى عيادته وهو ليس متخصصا فهو لا يتقاضى عليه أجرا ويعتبرها خدمة إضافية للمريض حتى لا ينهشه جزارو المهنة فى الخارج وكلنا كأطباء نعرف كيف نتعامل مع الميكروسكوب  ونعرف أن الأمر خبرة وفنى المعمل هو من يقوم بأغلب عمل المعامل بالتدريب والخبرة  فالأمر ليس بخطأ أو زلة لرجل طبيب خبير.


- خامسا ... رفضه المعونات فالرجل لم يخطئ ربما خشى من فتنة المال وهى فتنة شديدة وكثير من الصالحين  لم يصمد أمامها ولكم مراجعة سيرة الانبياء .منهم ثعلبة فى زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومنهم بلعام فى زمن موسى عليه السلام . والرجل وجهها للتبرع بها لجمعيات خيرية .


- سادسا... العجب لما ناله الرجل من شهرة..هذا قدر الله ورحمته وربما كانت بشارة خير  له من الله قبل انتهاء الأجل وربما كانت دليل قبول  له بأن يفنى جسده ولا يفنى ذكره لما بذله فى سبيل إسعاد الآلاف من المرضى الفقراء.. ولا نتناسى أن الرجل لم يطلب الإعلام ولا التكريم ولكن هؤلاء جميعا جاءوا إليه وألحوا عليه وربما كان هذا اختبارا من الله فنجح فيه ولم يفتن بشهرة ولا ثناء ..بل تجلى ثباته على طريق الخير وإخلاصه لله عز وجل.


- سابعا ...  من يضرب المثل بالطبيب النوبتجى ويحسب أجره بأنه أقل من طبيب الغلابة د. مشالى .. أذكره وأنا طبيبة مثله أن لا مجال للمقارنة . فهو مجبر على ذلك  ود. مشالى يقوم به عن حب واختيار ...وأذكره أننا جميعا قضينا هذه الفترة وكنا  سعداء بها كنا شبابا والفترة مؤقتة وكانت للتدريب لنكون أطباء أكفاء فالتعليم وحده  باهظ الثمن ولنتذكر كم يدفع طبيب الامتياز خريج الجامعات الخاصة وكذلك النائب الزائر ليتدرب فى مستشفيات الحكومة لكثرة الحالات ..أما د. مشالى كان يفعل ذلك دوما منذ الشباب إلى الهرم منذ بدء العمل وبعد اكتساب الخبرة وظل كذلك  حتى لقى ربه .


- ثامنا  أن الرجل لا يستحق هذا الاهتمام وله أمثال كثير ...نعم ولكن هذا الرجل كان له القبول ببساطة حديثه وزهد نفسه وبراءة قلبه لذا أحبه الله فأحبه الناس ..وربما تحقق فيه قول النبي ﷺ : إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض،....إلى آخره .


- تاسعا .انعدام الهيبة فى مظهره  فأذكركم بقول رسول الله ﷺ: رُبَّ أشعثَ أغبرَ مدفوعٍ بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره ، رواه مسلم.


- عاشرا .. توالى الأمثلة التى تشبه الرجل بمواصفات ترونها افضل فى الهندام والمكان فأقول : لقد ثبت الرجل وعاش حياة الأولياء فليثبتوا ولن يضيع الله اجر من أحسن عملا.


هذا بعض عن  الرجل الذى ملأ القلوب .وشهد له العدول فى كل مكان ... فلا تنتقدوا رجلا عاش حياة الزهد متوكلا على الله فآواه الله وتولاه...قال تعالى..  {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [سورة يونس:62] من هم؟ {الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ  لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [سورة يونس:63-64.


وانتبهوا قال تعالى فى حديث قدسي "من عادى لى وليا آذنته بالحرب ...إلى آخره...
أيها الناقدون لا تكونوا كالمنافقين والمشركين لما عجزوا أن يؤمنوا بالله حاربوا أهل الإيمان  فخسروا الدنيا والآخرة ... ادعوا للرجل بالرحمة وكفاكم عن الحق شرودا.. وعلموا أولادكم قصة الرجل علهم يعيدون جيل العطاء بلا حدود.