الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إكرام فايق يكتب: الوجود المقلوب.. وتبدل القيم والعهود

صدى البلد

«إنمـا الأمم الأخـلاق مـا بقيت.. فـإن همو ذهبت أخلاقهم ذهـبـوا».. أبـيـات شهيرة لأمير الشعراء أحمد شوقي..تؤكد أن التمسك بالأخلاق سبب بقاء واستقرار الدول وتقدمها وازدهـارهـا،..فـالأمم تضعف إذا ما تراجعت فيها الأخـلاق..وتـهـاوت القيم والمبادئ الراسخة..وتعتبر ظاهرة الانحلال الأخلاقي ظاهرة خطيرة جدا..وخاصة في السنوات الأخيرة..وتكمن خطورتها في انها تُلقي بظلالها على كل الأفراد وعلى المجتمع وعلى الدولة..ما معنى الإنحلال والفساد الأخلاقي..هو ببساطة شديدة..فقدان بعض الشباب والشابات جوهر القيم والمبادئ الاخلاقية والإنسانية وقيامهم بكل ما يتنافى مع الآداب العامة والإنسانية خاصة.

والجدير بالذكر أن الكثير من شبابنا وشاباتنا واعون ومدركون لخطورة هذه الظاهرة المقيتة..ولا ينطبق عليهم تعريف الانحلال والفساد الأخلاقي..لأنهم ملتزمون بالقيم والسلوكيات القويمة..والسؤال الذي يطرح نفسه هو..ما هي أسباب هذا الانحطاط السلوكي..ولم ينتج هذا التدهور الأخلاقي من فراغ..بل له أسباب متنوعة وأهمها..سوء التربية الأسرية للأبناء..والمقصود بها التربية السلوكية السليمة..منذ نشأة الأبناء.. مثال البراعم الصغيرة..يلزمها العناية منذ نعومة أظفارهم..وتطوير مفهوم القيم الإنسانية بما يتناسب مع أعمار هؤلاء الأبناء..فمثلا حض وتشجيع الأبناء على احترام الجيران ومساعدتهم وخدمتهم اذا لزم الأمر..وتعليم الأبناء الصدق..وقول الحق..وإنماء مثل هذه الصفات الطيبة في عقولهم.

فإن لم يكن الآباء والأمهات قدوة حسنة احدهما أو كليهما..فسوء الأخلاق يثبت في عقول وسلوكيات الأبناء..غياب قانون الثواب والعقاب داخل الأسرة..المفروض أن يُثاب الأبناء على السلوكيات الحسنة..ويعاقبوا على السلوكيات السيئة..أما الإهمال في هذا القانون الأُسَري..سوف يدفع الابناء لتقليد سلوكيات أخلاقية غير مثمرة وغير مرغوبة..التطور التكنولوجي الهائل الذي خلق للشباب والشابات متاهات كثيرة..وعندما يتعمقون فيها يزدادون ضياعا وخسرانا مبينا..

الشبكة العنكبوتية ( الانترنت..عالم ملئ بالمغريات والمتاهات..التي حتى تُفسد البالغين..ومن أخطر مظاهر التطور التكنلوجي..المحطات الفضائية التي لا تحترم دين ولا أعراف..وتُفسد من يشاهدها ويداوم على مشاهدتها..إن انقلاب الموازين..وانحسار الأخلاق..عن حياتنا..هي أزمة كبيرة من أزمات الضمائر..التي جعلت القاضي يحتال على القانون..والطبيب يزور على المريض..ويقرر عكس الواقع بحثا عن الربح..لا يبالي بحياة الناس..ولا يحسب أقدار ظروفهم المادية..وجعلت التاجر..يحتكر ويزور ويرفع الأسعار..وجعلت الزارع..يخفي حقيقة المحصول؟هروبا من أداء الزكاة..وجعلت المصانع..تزور في مقادير الجودة بحثا عن الربح السريع غير عابئة بمخاطر الدواء على حياة الإنسانية الخ..ثم يأتي السؤال الصعب ألا وهو……..ما هو الحل.

الحل يبدأ من الأسرة..التي عليها واجب التركيز على التوجيه والإرشاد..وتقديم النصح وتبيان الصحيح والخطأ بدون الصراخ والعويل..بل عبر الحوار الهادئ المتزن والهادف...كما يجب على الآباء والأمهات..أن يراقبوا الأبناء بحذر..لكي يعرفوا ما يشاهد الأبناء على التلفاز..وعلى وسائل التواصل الاجتماعي..المتوفرة لدى الأسرة..أما الثقة المطلقة..في استقامة الأبناء..فهذا خطأ فادح..ويجب أن لا نغفل عن دور الأسرة التعليمية لمراقبة إنحراف السلوكيات في المدارس في جميع مراحلها..وحتى الجامعات..بودّي أن أقدم أحصائية حقيقية عن الزواج العرفي الذي غزا الجامعات..أعتقد أن الرقم مخيف.

يعمل القائمون على التعليم بحشو أدمغة الطلبة بالمعلومات لاجتياز الاختبارات..ولكن لماذا لا يحشون أدمغتهم بأنماط السلوكيات المرغوبة والهادفة والمحبوبة..ومن أهم الركائز لتقويم السلوكيات للشبان والشابات..دور الإعلام الذي يجب ان يلعب دورا هامًا وحاسما في رفع مستويات السلوك القويم..يجب على المحطات الفضائية والصحافة..أن يتعاملا بجدية مع الفساد الأخلاقي والسلوكي..وعدم التستر على من يتسببوا في افساد المجتمع على القنوات الفضائية..ان تقدم برامج هادفة ومركزة على حسن الخلق والتربية الصالحة والقدوة الحسنة..فلا بد الاهتمام بمثل هذه النماذج..بدلا من التنافس العقيم على المسلسلات الغير هادفة سوى التسلية..لا يمكن للحياة أن تستقيم بدون دوافع ذاتية..تنبثق من عمق النفوس..فتعمل على إبراز الوازع..الذي يكبح النفس عن شهواتها..ويرد الأفعال إلى استقامتها..بعيدا عن الانحراف والتساقط على عفن الزيف ومهاوي الاعوجاج..فهناك عوامل شتى تعمل على ترسيخ القيم سلبا وإيجابا..وتعلي أو تخفض نواميس الفعل وأقدار الحياة نحو الخير أو الشر..على أساس الطريق المعمول في إطار العمل..ولعل خوفنا قد ازداد هذه الأيام..فالمشاكل التي كنا نعاني منها في مجتمعنا الصغير..من تبدل وانحلال للقيم الأخلاقية وغيابها.

قد بدأ ظهوره علي العديد من الدول التي تمارس سياسة البلطجة والسرقة والنهب والظلم..وامداد قوي ظلامية بالسلاح والعتداد والتمويل لتخريب انظمة وتدمير دول لصالح مشروع وهمي..فالقيم خارجه من الانسان..وما هو العالم الآن إلا إنسان كبير..لك الله ياسوريا وليبيا ولبنان واليمن والعراق..فيما فعله فيكي الإنسان الكبير..وحفظ الله مصر من شر تبدل وانعدام القيم..وانار الله قلوب الكثيرين..لمعرفة الحق والبعد عن الباطل.

تحيا مصر..وحفظ الله شعب مصر.