عواقب الخلاف الأمريكي ـ الأوروبي
ومؤخرًا، لم يفلح الجانبان الأمريكي والأوروبي في بناء رؤية توافقية مشتركة حول تفعيل آلية "سناب باك"التي تتيح فرض عقوبات أممية على نظام الملالي الإيراني، ما دفع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى اتهام
يقول شركاء الاتفاق النووي الأوروبيين (فرنسا وبريطانيا
هذا الموقف كاشف لحجم الخلاف حول الملف النووي الإيراني بين الجانبين الأمريكي والأوروبي، ولكن التساؤل الأكثر إلحاحًا في هذه الجزئية يتعلق بماهية الجهود الأوروبية لدعم الاتفاق أو بالأحرى محاولة إنقاذه رغم كل المؤشرات والشواهد التي تؤكد وفاته "أكلينيكيًا"بحكم أن الولايات المتحدة هي الطرف الأكثر تأثيرًا وارتباطًا بهذا الملف الحيوي، ومن ثم كان انسحابها بمنزلة
اللافت أنه رغم الدفاع الأوروبي المستميت عن هذا الاتفاق واعتباره "الآلية الأكثر واقعية"، فإن الجانب الايراني لا يقدم أي شىء من أجل دعم الموقف الأوروبي، بل العكس دائمًا هو الصحيح، حيث يتعمد الملالي وضع
يعترف الشركاء الأوروبيون إذن بعدم احترام ملالي إيران
الحقيقة أن الثلاثي الأوروبي يكتفي بحض ملالي إيران "على إعادة النظر في جميع أعمالها التي تتعارض مع التزاماتها النووية والعودة دون تأخير إلى احترامها بالكامل"وهذه العبارة الأثيرة المتكررة لم تجد صدى لدى الملالي منذ عام 2019، تاريخ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، ويبدو أن استراتيجية التريث التي تمارسها العواصم الأوروبية تجاه طهران في هذا الملف لها علاقة بالقلق من سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتشوش العلاقات عبر الأطلسي في هذه المرحلة.
والحقيقة أيضًا أن ملالي إيران يلتزمون بما يخصهم في الاتفاق النووي ما لم يحصلوا من الجانب الأوروبي على مايريدون من "تعويضات"ترضيهم، وهذا أمر يدرك الجميع أنه صعب التحقق في ظل الظروف والمعطيات الاستراتيجية الراهنة، وبالتالي تبقى التهديدات الإيرانية المستمرة بالانسحاب من الاتفاق هي شعار المرحلة، وهذا ما أشار إليه مندوب إيران لدی الوکالة الدولیة للطاقة الذریة كاظم آبادي، حين أكد أن طهران ستتخذ اجراءات متناسبة مع التهديدات الموجهة للاتفاق النووي والقرار 2231 ، ومن ضمنها العودة إلى التصميم السابق لمفاعل اراك اذا واجهت وضعا لا تستطيع معه التقدم بتطوير هذا الجزء من المنشآت النووية.
ما لا يدركه ملالي إيران أن اخفاق الولايات المتحدة في تمرير مشروع قرار تمديد العقوبات ضد إيران كان بسبب مواقف وحسابات وسياسات لا علاقة لها بدعم القوى الدولية لإيران بالدرجة الأولى بل بوجود توترات في علاقات الإدارة الأمريكية الحالية مع هذه القوى، وهو مايمكن وصفه بتصفية الحسابات السياسية التي
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط