الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رضا نايل يكتب: قلب الرجل لا يعرف ميناءً واحدًا

صدى البلد

القاعدة اللغوية تقول إن كلمة: "امرأة" مفرد ليس له جمع من جنسه، إذ تجمع على نساء ونسوة ونسوان.

وهناك قاعدة ثانية – وضعها العبد لله- تقول: إن المولى عز وجل عندما أراد أن يجمع جمال الكون كله في شيء واحد، جمعه في المرأة.
إنه جمال مُسْكِر كالخمر ولكنه ليس بخمر، كما قال الكاتب اليوناني العالمي نيكوس كازانتزاكيس على لسان زوربا:
- فما بال تلك المرأة تدير رؤوسنا.

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين:" ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن".

وهذا الإفراد في كلمة " امرأة" التي ليس لها جمع من جنسها، جعل لكل منكن جمالا خاصا تتمايز به عن غيرها كبصمة الإصبع:
إن النِّساءَ كَأَشجَارٍ نَبتنَ معًَا
منها المرارُ وبعضُ المرَّ مأكولُ
ولا يزدهر الربيع في قلب الرجل بجمال وعطر زهرة واحدة، لأن زهرة واحدة لا تصنع ربيعًا.

فقلب الرجل – أعزكن الله- كالسفينة التي لم تُصنع لترسو في ميناء واحد فقط، إلا أصابها الصدأ والعطب، فهو ينبوع يجري بين حناياه، متى ضربته امرأة ما بجمالها الذي يحمل هبة إلهية كعصا موسى تتفجر فيه الأنهار، فتعرف كل زهرة منكهن مشربها، ولكن:
المرأة َ الشرقية
تأتي بلا مقدمات كالإعصار
كالذبحةِ الصدرية
وتدخلُ القلب َدونما استئذان
وتقفلُ الوريد والشريان..

رغم أن " العقاد" قد أحب مي زيادة وسارة في آن واحد، وتحدث في روايته "سارة" عن حبه لامرأتين:
هما " سارة " و"مي زيادة" التي أطلق عليها في الرواية اسم "هند".. وصفهما قائلا " إحداهما حولها نهر يساعد على الوصول إليها .. والأخرى حولها نهر يمنع من الوصول إليها وكان يقصد بالأخرى مي".
وعندما سُئل كيف كان يجمع بين حبين في وقت واحد: حب "مي" وحب "سارة"؟!
أجاب: "إذا ميّز الرجل المرأة بين جميع النساء فذلك هو الحب .. وقد يميز الرجل امرأتين في وقت واحد .. لكن لا بد من اختلاف في النوع، أو في الدرجة، أو في الرجاء، فيكون أحد الحبين خالصًا للروح والوجدان، ويكون الحب الآخر مستغرقًا شاملًا للروحين والجسدين .. أو يكون أحد الحبين مقبلًا صاعدًا، والحب الآخر آخذًا في الإدبار والهبوط . أما أن يجتمع حبان قويان من نوع واحد في وقت واحد فذلك ازدواج غير معهود في الطباع، لأن العاطفة لا تقف ولا تعرف الحدود .. وإذا بلغت العاطفة مداها جبَّتْ ما سواها".

وكانت زوزو حمدي الحكيم، وزوزو ماضي تزعمان أن قصيدة الأطلال الشهيرة قد كتبها ابراهيم ناجي لها، وتدعي كل واحدة أنها صاحبة القصيدة ولديها أبيات منها كُتبت على قصاصات من الورق بخط ابراهيم ناجي الذي أحب ايضا أمينة رزق وكتب فيها قصيدته "نفرتيتي الجديدة".
فالحب في قلبي مجبول فطريا ليكون نارا أبدية دائمة التوهج والاستعار لتدفع سفينتي لتجوب كل البحار فلا يستطيع ميناء واحد فقط أن يحتويها لترسو فيه للأبد، ولكن :
كل إمرأةٍ أحببتُها قبلك ِيا صغيرتي
أدخلتني في سُجونِها السرية
وعاملت قلبي وعاملتني
بمنتهى الوحشية
وكل إمرأةٍ عرفتُها قبلكِ يا جميلتي
قد أعدمتني في مُحاكماتِها السرية
فساعديني.. ساعديني كي أعود يا حبيبتي.
وأُغلقَ القضية

* مراجع
- ديوان طفيل الغنوي
- قصيدة "المرأة الشرقية" للشاعر حمد العصيمي