نوبل الفيزياء.. الثقب الأسود نجم 2020.. فوز العلماء بنروز وجنزيل وجيز بالجائزة لإثباتهم «نسبية أينشتاين» ونظريات هوكينج

فاز العلماء، البريطاني "رودجر بنروز"، والألماني "راينهارد جنزيل"، والأمريكية "أندريا جيز"، بجائزة نوبل للفيزياء لعام 2020 على اكتشافاتهم بشأن واحدة من أكثر الظواهر الطبيعية غرابة وهي "الثقب الأسود"، وفقًا لما أوردته الهيئة المانحة لجوائز نوبل اليوم الثلاثاء.

وقال "ديفيد هافيلاند"، رئيس لجنة نوبل للفيزياء لدى إعلانه الجائزة التي تبلغ قيمتها عشرة ملايين كورنا سويدية (1.1 مليون دولار) "اكتشافات الفائزين بالجائزة هذا العام مهدت الطريق لدراسة المواد المضغوطة وفائقة الكتلة".

وقال جوران هانسون، سكرتير الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، إن الجائزة تدور حول "أحلك أسرار الكون". 

وفاز بنروز، الأستاذ في جامعة "أكسفورد" البريطانية العريقة، والذي عمل مع العالم الشهير الراحل ستيفن هوكينج، بالجائزة الشهيرة لاكتشافه أن "تشكل ثقب أسود هو بمثابة تنبؤ صلب بنظرية النسبية العامة" في إثبات لنظرية النسبية لألبرت أينشتاين، في حين أن جنزيل وجيز كوفئا "لاكتشافهما جسما مدمجا فائق الضخامة في وسط مجرّتنا"، على ما أعلنت لجنة التحكيم خلال إعلانها أسماء الفائزين في ستوكهولم.

وقال توم ماكليش، أستاذ الفلسفة الطبيعية في جامعة يورك، لمركز "ساينس ميديا"في لندن: "أظهر العلماء الثلاثة معا أن الثقوب السوداء مذهلة ورائعة من الناحية الرياضية، وهي موجودة بالفعل".

وتعتبر أندريا جيز، التي في مدينة "نيويورك"، وتعمل كأستاذ في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، رابعة امرأة تفوز بجائزة نوبل للفيزياء. وحصلت أول امرأة على جائزة نوبل في الفيزياء بعد 55 عاما حيث حصلت عليها دونا ستيريكلاند في عام 2018 بسبب الاختراعات الرائدة في مجال فيزياء الليزر. 

وقالت جيز بعد الإعلان: "أعتقد اليوم أنني أشعر بحماسة أكبر تجاه الجانب التدريسي من وظيفتي أكثر من أي وقت مضى"، مشيرة إلى أنه "من المهم للغاية إقناع جيل الشباب بأن قدرتهم على التساؤل، وقدرتهم على التفكير، هي فقط ضرورية لمستقبل العالم". 

وأضافت: "أشعر بسعادة غامرة لاستلام الجائزة وأتعامل بجدية مع المسئولية المرتبطة لكوني رابع امرأة تفوز بجائزة نوبل. أتمنى أن ألهم شابات أخريات في هذا المجال، إنه مجال به الكثير من السعادة، وإذا كنت شغوفًا بالعلوم، فهناك الكثير مما يمكنك القيام به".

وفازت ماري كوري، المرأة الوحيدة التي تم تكريمها مرتين من قبل لجنة نوبل، بجائزة نوبل في الفيزياء عام 1903 وجائزة نوبل في الكيمياء عام 1911. كانت ماريا جوبرت ماير هي ثاني سيدة تفوز بجائزة الفيزياء عام 1963 لاكتشافاتها المتعلقة ببنية الغلاف النووي.

عمل بنروز، المولود في كولشيستر بإنجلترا، مع زميله الفيزيائي هواكينج لدمج نظرية النسبية لإينشتاين مع نظرية الكم لاقتراح أن المكان والزمان سيبدأان بالانفجار العظيم وينتهيان بالثقوب السوداء.

وقال ديفيد بيندليبري، المحلل في كلايفات، الذي يقوم بتجميع قائمة سنوية للفائزين بنوبل، في تصريحات لشبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، إن وصية نوبل تنص على أن الجائزة لا تمنح لشخص بعد وفاته،وإسهامات هواكينج ذكرت في الخلفية العلمية لنوبل، وفي حيثيات منح الجائزة للعملماء الثلاثة، عبر ذكر اسم الفيرزيائي البريطاني الشهير الراحل". 

وأضاف جيم الخليلي أستاذ الفيزيائي بجامعة ساري:  "لا أستطيع أن أخبرك كم أنا سعيد لأن روجر بنروز حصل على جائزة نوبل. بالنسبة للكثيرين خارج الفيزياء، كان ينظر إليه على أنه مساعده منذ فترة طويلة، الراحل ستيفن هوكينج". 

وتابع أنه "بينما توقعت نظرية النسبية لإينشتاين وجود الثقوب السوداء، لم يؤمن إينشتاين نفسه بوجودها، وكان بنروز أزل من أثبت ذلك رياضيا عام 1956، أن الثقوب نتيجة طبيعية لنظرية النسبية، وليست فقط خياليا علميا". 

ولد جينزل في مدينة "باد هومبورج فور دير هوهي" بألمانيا، وهو مدير معهد ماكس بلانك للفيزياء الفضائية في جارشينج بألمانيا وأستاذ في جامعة كاليفورنيا الأمريكية. 

إلى جانب جينز، اكتشف جينزل أن جسما غير مرئي وثقيل للغاية، بحجم 4 ملايين شمس، يتحكم في مدارات النجوم في مركز مجرتنا. الثقب الأسود الهائل هو التفسير الوحيد المعروف حاليا.

جائزة نوبل في الفيزياء للعام الماضي كانت أيضا لعلم الكونيات، والتي قال بينجت جوستافسون، عالم الفلك السويدي وعضو الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، إنها تعكس ثراء المجال.

وقال جوستافسون في تصريحات لـ CNN: "في تلك الأيام، عندما بدأت، كانت الثقوب السوداء حلا رسميا لمعادلات إينشتاين، لم نكن نعتقد أن لها أي تطابق حقيقي فيزيائي. أظهر بنروز ، على وجه الخصوص، أنه يمكن أن توجد".  

وأضاف:  "نحن لا نرى الثقوب السوداء مباشرة، بل نرى آثارها وهي رائعة. إنها أكثر الأشياء لمعانا في الفضاء".

أمس، فاز عالمان أمريكيان وعالم بريطاني بجائزة نوبل للطب لعام 2020 لجهودهم في اكتشاف فيروس التهاب الكبد الوبائي (سي) الذي يصيب الكبد بالتليف والسرطان، وهي جهود امتدت لعقود من الزمن وساعدت في الحد من انتشار المرض القاتل وتطوير عقاقير مضادة للفيروسات لعلاجه، حسبما ذكرت وكالة "رويترز". 

وأتاحت اكتشافات العلماء هارفي ألتر وتشارلز رايس والبريطاني بريتون مايكل هوتون فرصة الآن للقضاء على فيروس (سي)، وهو الهدف الذي تسعى منظمة الصحة العالمية لتحقيقه خلال العقد القادم.

وقال ألتر (85 عاما) "إنه أمر من العالم الآخر. شيء لا تعتقد أنه سيحدث على الإطلاق".