الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: أخطر أمراض النفس‎

صدى البلد

عزيزي القارئ تحدثنا سابقا  عن بعض ذكرياتي  وحواراتي مع شيخي رضوان الله عليه .وهذا حديث وحوار جديد ..سألته يوما عن أخطر آفات النفس البشرية ؟فقال .. أخطر آفات النفس البشرية وأضرها على الإنسان ومن المهلكات أحساسه بالأنا والكبر والتعالى و رؤية النفس والعجب بها وفتنة النساء ..فأما عن رؤية النفس والأنا ففيهما الحجاب الأعظم وربما الهلاك والطرد والإيحاش . وأول من قال أنا إبليس لعنه الله وهي ما منعته من طاعة أمر  الله بالسجود لسيدنا آدم عليه السلام  وكانت سببا في طرده من جنة الله تعالى ورحمته  والنعيم الذي كان فيه ومكانته بين الملائكة .ولقد أشار الله عز وجل إلى ذلك بقوله ( ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) ..وقوله تعالى  ( اخرخ منها مذموما مدحورا ).. وممن قالوا أنا أيضا من البشر  فرعون والنمروذ حيث قال كل منهما لقومه أنا ربكم الأعلى فإستحقا عقوبة الله تعالى لهما . ففرعون أغرقه الله تعالى ونجى بدنه ليكون آية للناس وعبرة  إلى أن تقوم الساعة . أما النمروذ فسلط الله تعالى عليه بعوضة دخلت في أذنة وأخذت تأكل في مخه حتى أنه كان لا يهدأ إلا بضرب رأسه بالنعال وفي النهاية قطعت رأسه وكان من الهالكين.. ومن هنا نعلم خطورة الكبر ورؤية النفس ومعايشة الأنا .. هذا وأما عن رؤية النفس ونسب الفضل إليها فهو الجحود بنعمة الله وفضله ولقد بين الله لنا عقوبة من لا يرى فضل الله عليه ويرى نفسه في الفضل وهي الهلاك وفي قصة قارون أغنى أغنياه البشر عظة وعبرة وزجر لمن يجحدون نعمة الله تعالى وينسبونها لأنفسهم .٠ فبعدما كان عبدا فقيرا معدما فتح الله تعالى له باب الغنى بعدما رزقه علم الكيمياء فكان يحول الحجارة إلى ذهب خالص وبلغ من ثراءه أن الصناديق التي كانت تحمل مفاتيح خزانه لا يقوى على حملها العصبة من الرجال الأقوياء الأشداء وعن قصته يقول عز وجل ( إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وأتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة .أذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين وأبتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين . قال إنما أوتيته على علم عندي ) ..هنا عندما أنكر فضل الله وجحد نعمته سبحانه لرؤية نفسه وإستكباره عاقبه الله تعالى بالخسف هو وداره وكنوزه ..يقول عز وجل  ( فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين ) .. هذا وعن فتنة النساء سوف نتحدث عنها في المقال التالي بمشيئة الله تعالى.