الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معتز الخصوصي يكتب: مولانا الطيب.. كلماتك قذائف في صدور المسيئين لـ نبينا

 معتز الخصوصى الكاتب
معتز الخصوصى الكاتب الصحفى بموقع صدى البلد

فجّرت أزمة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم فى فرنسا مشاعر الغضب لدى المسلمين فى كل أنحاء العالم ، وزادت الأزمة بشكل أكبر حينما أعلن ماكرون عن استمرار بلاده فى نشر هذه الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم ليستفز مشاعر المسلمين ، إلا أن المسلمين لم يقفوا مكتوفى الأيدى أمام هذه البذاءات ، حيث هبوا لنصرة رسولهم الكريم بما أوتوا من خلال إطلاق العديد من الهشاتاجات للدفاع عن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ، وأطلقوا أيضا دعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية ردا على هذه البذاءات.


وجاء الرد سريعا من فرنسا على هذه الأزمة بعد لقاء فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أمس الأحد بمشيخة الأزهر، «جان إيف لودريان»، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، والوفد المرافق له ، حيث جاءت هذه الزيارة ردا على الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم ، ولعل أبرز التصريحات التى ذكرها شيخ الأزهر الشريف خلال هذا اللقاء ونالت استحسان المسلمين حينما قال إنه حين يكون الحديث عن الإسلام ونبيه ﷺ فأنا لا أجيد التحدث بالدبلوماسية، وسأكون دائمًا أول من يحتج ضد أي إساءة إلى ديننا ونبينا ، حيث كان هذا التصريح أبلغ رد من مولانا الطيب على إساءات فرنسا لرسولنا صلى الله عليه وسلم ، مما يؤكد أن شيخ الأزهر رجل دين عاقل جرىء لا يخشى فى الحق لومة لائم وهذا ما عهدناه عليه.


لقاء وزير الخارجية الفرنسية بفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب ، شيخ الازهر الشريف يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن خطاب شيخ الأزهر فى احتفالية المولد النبوى الشريف حينما دافع بكل جرأة عن الرسول الكريم صلى الله عليه بعد نشر الرسوم المسيئة له ،  كان له صدى عالمى كما سبق وأن أشرت فى مقال سابق لى ، حيث جاءت كلمات مولانا الطيب بمثابة  قذائف فى صدور كل من أساء لنبينا الكريم ، كما أنها فى نفس الوقت أثلجت صدور المسلمين الذين تأذوا للإساءة لنبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم ، وكان لها أثرها الكبير فى فرنسا ، هذا بالإضافة إلى أنها تعتبر أيضا درسا قاسيا لكل من تسول له نفسه أن يتطاول على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.


سلاح المقاطعة للمنتجات الفرنسية التى دعا لها المسلمون من خلال نشر هاشتاجات على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر"  ، كان بمثابة أكبر رد من الشعوب الإسلامية على الإساءة لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ، حيث كان له تأثير كبير بعد دعوة وزارة الخارجية الفرنسية الدول الإسلامية لعدم مقاطعة المنتجات الفرنسية ، الأمر الذى أدى أيضا إلى تراجع الرئيس الفرنسى ماكرون عن تصريحاته المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث أشار فى لقاء له على قناة الجزيرة إلى أن ردود الفعل بخصوص الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول عليه الصلاة والسّلام، كان مردها الأكاذيب وتحريف كلامه، كما أن النّاس فهموا أنه مؤيد لهذه الرسوم ، وأوضح ماكرون أن الرسومات صادرة عن صحف حرة ومستقلة وليست مشروعًا تابعًا للحكومة الفرنسية ، كما أنه يتفهم مشاعر المسلمين إزاء عرض الرسوم.


لم تكن تعلم فرنسا أن الشعوب الإسلامية سيكون لها دور قوى فى أزمة الإساءة لرسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ، حيث أثبت سلاح مقاطعة الشعوب الإسلامية للمنتجات الفرنسية أنه أقوى رد من الشعوب لأى تجاوز ضد النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ، وأن أى شخص يفكر فى الإساءة لرسولنا الكريم سيعلم أن هناك أكثر من مليار مسلم على مستوى العالم سيهبون للدفاع عن نبيهم ضد أى إساءة بما يمتلكونه ، خاصة أن الشعوب لا تمتلك سوى التعبير عن رأيها لإدانة أى إساءات ضد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.


مهما كان حجم الإساءات إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فإن الأزهر الشريف سيكون هو الصخرة المنيعة التى تتحطم عليها كل محاولات النيل من نبينا صلى الله عليه وسلم ، لأننا لدينا مؤسسة دينية عالمية عريقة تمثل قبلة المسلمين فى كل أنحاء العالم ، وهذا لم يأت من فراغ لأن مصر بلد الإسلام تحتضن الإسلام منذ القدم ، وسيظل المسلمون فى كل أنحاء العالم يدافعون عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى يوم القيامة.


فى النهاية لابد أن نؤكد أن الإساءة لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم خط أحمر لا يجوز أن يتعداه أى شخص مهما كان ، لأننا ديننا الإسلامى الحنيف يؤمن بالديانات السماوية الاخرى ويرفض الإساءة لأى نبى من أنبياء هذه الديانات ، وهذا يؤكد سماحة الإسلام وأنه دين الفضيلة الذى لا يقبل الإساءة لأى دين من الأديان وهذا خلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذى تعلمناه منه.