الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صدرت عام 1813.. حكاية «جورنال الخديوي» أقدم الصحف المصرية

حكاية «جورنال الخديوي»
حكاية «جورنال الخديوي» أقدم الصحف المصرية

"جورنال الخديوي".. هو الاسم الذي أُطلق على الصحيفة الرسمية التي توصف بكونها أقدم الصحف المصرية على الإطلاق والتي كانت خاصة بالوالي محمد علي باشا؛ وفي كتاب بعنوان "الصحافة المصرية في مائة عام"، سلط  الكاتب عبد اللطيف أحمد حمزة الضوء على تاريخ الصحافة المصرية منذ نشأتها وعلى مدار مراحل مختلفة لتطورها، كما تناول مجموعة من أبرز الصحف والجرائد التي صدرت في مصر باللغة العربية،  ومن بينها "جورنال الخديوي".

وبالنسبة إلى تفاصيل إصدار هذه الصحيفة، فقد أوضح الكاتب أنه عندما انتهى الوالي محمد علي من تنظيم الحكومة وإنشاء الدواوين في عام 1813، فإنه كانت هناك حاجة إلى إعداد ملخص أو تقرير يُقدم إلى الوالي بشأن سير الشئون المالية والزراعية والتعليمية والعمرانية، وُعرف التقرير أو الملخلص باسم "جورنال".

وفي بادئ الأمر، كان الوالي ينتظر "الجورنال" مرة شهريًا على الأقل، لكنه رأى بعد ذلك أن تلك المدة أطول مما ينبغي، لذا طلب أن يُقدم التقرير إليه بشكل أسبوعي، وأصدر بعد ذلك أمرًا إلى المسئولين بأن يكونوا على استعداد لتقديمه في أي وقت يطلبه.

وأفاد الكاتب بأن "الجورنال" كان يصدر عن جهة رسمية تُعرف باسم "ديوان الجورنال"، ويُطبع في مطبعة القلعة، والتي تعتبر واحدة من تسع مطابع أنشأها محمد علي باشا في مصر.

تجدر الإشارة إلى أن عدد النسخ التي كانت تُطبع من "جورنال الخديوي"، والذي كان يصدر باللغة العربية وكذلك التركية، لم يكن يتجاوز الـ100 نسخة؛ وبالنسبة إلى محتوى "الجورنال" فإنه لم يكن يشتمل على الأخبار الحكومية فحسب، بل تضمن أيضًا بعض القصص من "ألف ليلة وليلة" بهدف تشويق القراء.

وأوضح الكاتب عبد اللطيف أحمد حمزة في الجزء الأول من كتابه أن المسئول عن إعداد وتحرير هذه الصحيفة كان يُلقب بـ ناظر التقارير، أو رئيس التحرير بصيغة أخرى؛ وكانت مهام عمله تتضمن تلقي تقارير الإقليم أسبوعيًا ثم العمل على ترتيبها وتنسيقها تمهيدًا لعرضها على الوالي قبيل الطباعة.

واستطرد الكاتب أنه لم يكن مسموحًا سوى لفئة قليلة من كبار موظفي الحكومة بالاطلاع على هذه الصحيفة، ولم يكن للشعب آنذاك صلة بها، لكن الوضع لم يستمر على ذلك النحو، حيث أدرك الوالي أنه من الجيد أن يكون الشعب على اطلاع بأعمال الحكومة، وهو ما استدعى توسيع نطاق الصحيفة المعروفة بـ"جورنال الخديوي" ونشرها بين أكبر عدد ممكن من أفراد الشعب المصري، ومن ثم تم إصدارها باسم جديد هو "الوقائع المصرية"، وكان ذلك في الثالث من ديسمبر لعام 1828.

وكانت "الوقائع المصرية" تُوزع على موظفي الحكومة وعدد كبير من العلماء ورجال الدين بالإضافة إلى طلاب العلم في مصر وأوربا.