الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المستشار سُليمان عبدالغفار يَكْتُب: لَمَحات مِنْ حياةِ «العَقَّادْ»

صدى البلد


قَليلونَ هُمْ مَنْ يَسْتَحِقُّونَ الكِتابة عَنْهُم – وقَدْ شَغَلوا الدُّنيا في حياتِهِم وبَعْدَ رَحيلِهِم – في مُقَدِّمة هؤلاء يأتي المُفَكِّر الكَبير "عَبَّاسِ مَحْمود العَقَّاد" الذي أثْرى حياتَنا الثقافية بِكتاباتِهِ ومواقِفِهِ وأفْكارِهِ ...!؟! – فَقَبْلَ أنْ يَنْتَهي القَرنِ التاسِعَ عَشْر وفي عام 1889م بَعْدَ سَبْعَ سَنْوات مِنْ هَزيمة العُرابيين ودُخولِ الإنْجليز مِصْر – وُلِدَ العَقَّاد في ظِلِّ تِلْكِ الأجْواءِ الحَزينة ...!؟! ولَمْ يَكُنْ إخْفاقِ الثَوْرة هوَ العامِلِ الوَحيد لِسَريان روحِ الاسْتسْلام في حياةِ المَصْريين، إنَّما كانَتْ هُناكَ بواعِثْ أُخْرى لِحالَةِ القُنوطِ واليأْس – فَقَدِ انْهارَ البِناءِ المَصْري بِكامِلِهِ – حُكومَتِهِ وجَيْشِهِ ومَجْلِسِهِ النيابي – ومَعَ انْهيار قادة الثَوْرة وإنْكارِ أعْمالِهِم وإلْقاءِ اللَوْم على بَعْضِهِمُ البَعْض !؟!... وراحوا يَطْلُبونَ عَدالة الانجْليز وعَطْفِهِم وتَسليمَهُم سيوفَهُم بَدَلًا مِنْ أنْ يَموتوا شُهَداء !؟! – تَمَكَّنَ الاحْتِلال مِنَ التَسَلُّط على مقدِراتِ البِلاد – وباتَ المُعْتَمَد البريطاني "اللورد كرومَر" هوَ الحاكِمِ الفِعْلي يُعاوُنُه عَدَد كَبير مِنَ الموَظَّفين الانْجليز، فَقَدْ تَمَّ تَسْريح الجَيْشِ المَصْري والابْقاء على عَدَدٍ هَزيل مِنَ الجُنود يَرْأسُهُم ضُبْاط انجْليز، ولَمْ يَخْتَلِف حال قوات الأمْن (البوليس) عِنْدَ ذَلِكْ – فَلِكُلِّ مُديرية مِنْ مُديريات القُطْرِ المَصْري مُفَتِّش عام مِنَ الانجليز، كما تَوَلَّى المُسْتشارون مِنْ قواتِ الاحتِلال كافَّة نواحي الحياة – والأمرِ الذي يَدْعو لِلأسى أنَّ وَزارة الداخلية هي التي تَوَلَّتْ الإشْراف على التَعْليم ليَتَحَوَّل إلى أداة مِنْ أدوات حِفْظِ النِّظام – فَضْلًا عَنْ تَخْريج عَدَد مِنَ الموَظَّفين ليَكونوا بِمثابة أدَواتِ الإدارة الإنْجليزية في حُكْمِ البِلاد ...!؟!.

في ظِلِّ هذهِ الأجْواء تَفَتَّح وَعيِ العَقَّاد على الحياة، وعلى كِتاباتِ "النَّديم" لا سيَّما مَقالات مَجَلَّة "الأُستاذ" التي كانَ يُحاكي موضوعاتِها وهو تِلْميذ – ويَقومُ بِإجْراء حوار في صَحيفَتِهِ المَدْرَسية بَيْنَ "الأُسْتاذ والتِلْميذ"!؟! – فَكانَ "عبْدُالله النَّديم" هو مُعَلِّمَهُ الذي هَداهُ إلى العَمَل بِالصَحافة – مِثْلَما تَعَلَّم مِنْ الإمام "مُحَمَّد عَبْدُه" الاهْتِمام بِالفِكْرة الإسْلامية والدِّفاع عَنِ الإسْلام ...!؟!... وتَرَكَتْ هذهِ الأحْداث الجِسام تأْثيرَها على شَخْصيَّتِهِ، فَكانَتْ مواقِفَهُ كُلَّها تَتَّسِمْ بِالصَلابة والصُمود دِفاعًا عَنْ حُرِّية الوَطَن في مواجَهة الاحتِلال القادِم مِنَ الخارِج ومُعاونيهِ مِنَ المُسْتَبدِّين في الدَّاخِل – فَكانَ رَجُلُ المَبادِئ الذي يُؤمِن بِالحُرِّية والديمُقْراطية – نَلْمَحُ هذهِ المَبادِئ بِوضوح في حياةِ العَقَّاد وتَتَجَلَّى في كُلِّ مواقِفِهِ – فَعَلى الرَغْمِ مِنْ إعْجابِهِ بِشَخْصية "سَعْد زَغْلول" كَزَعيم سياسي يَقودُ الأُّمَّة إبان ثَوْرَة 1919م – ورَغْمَ أنَّهُ كاتِبْ "حِزْبِ الوَفْد" الأوَّل – إلَّا أنَّ هذا الأمْر لَمْ يُثْنيهِ عَنِ انْتِقادِ سَعْد زَغْلول في بَعْضِ مواقِفِهِ – إيمانًا مِنْهُ بِحُرِّية الفِكْر وأنَّ الكاتِب لابُدَّ أنْ يَكونَ حُرَّ التَفْكير مُعْتَزًَّا بِكَرامَتِهِ – فَلَمْ يَمْنَعَهُ اصطفاء سَعْد   زَغْلول لَهُ أنْ يَكونَ مُسْتَقِل الرأْي مُنْتَقِدًا إيَّاهُ على هذا الأساس مِنِ احْتِرام حُرِّية الفكْر والإيمان بِاسْتِقْلال الكاتِب، كانَ تَعامُل سَعْد زَغْلول مَعَ العَقَّاد ...!؟!.

يَكْفي التَذْكير بِمَوْقِف العَقَّاد مِنَ "المَلِك فؤاد" الذي كانَ يَسْعى إلى الانْفِراد بِالسُّلْطَة و يَعْمَلْ على تَغْيير دُسْتور 1923م، ومُحاولة إصْدار دُسْتور 1930م الذي يُضاعِف مِنْ سُلُطاتِ المَلِك – هاجَمَ العَقَّاد الدُسْتور الجَديد وقالَ كِلْمَتَهُ المَشْهورة أمام أعضاءِ البَرلَمان "... إنَّ الأُمَّة على اسْتِعْداد لِسَحْقِ أكْبَر راْس في البَلَد يُحاوِل أنْ يَعْبَث بِدُسْتورِ البِلاد ..."...!؟! – وكانَ المَقْصود هوَ المَلِك فؤاد – الأمْرِ الذي جَعَلَ المَلِك وأعْوانَهُ يَعْمَلونَ على عِقابِ العَقَّاد – إنَّما حالَتْ الحَصانة البَرْلَمانية دونَ مُحاكَمَتِهِ – فَتَرَبَّصوا لَهُ، وتَمَّ الإيعاز لِلدوائِر القَضائية بِمُراجعة "مَقالاتَهُ الصَحَفية" ليَعْثُروا فيها على تُهْمة "العَيْب في الذاتِ المَلَكيَّة" فَتَتِمَّ مُحاكَمَتَهُ وحَبْسَهُ تِسْعة أشْهُر – وبَعْدَ خُروجِهِ مِنَ السِجْن حاوَلوا استِمالَتَهُ إلى جانِبِ المَلِك – وتَمَّ تَقْديم عَرْض سَخيِّ لَهُ على أنْ يَقومَ بِتأْليف كِتاب عَنِ "المَلِكْ فؤاد" مُقابِل مائة ألف جُنيه – فَكانَ جوابَ العَقَّاد "إذا ألَّفْتَ كِتابًا عَنِ المَلِك فؤاد، فلابُدَّ أنْ أقولَ أنَّهُ كانَ عَدوَّ لِلأُمَّة والدُّسْتور..." وكانَ الدُّكْتور مُحَمَّد حُسين هيكَل هوَ مَنْ قَدَّمَ إليْهِ العَرْض فَسَكَتَ عِنْدَ سَماعِ الرَّد وذَهَبَ إلى سراي المَلِك لِإبْلاغِهِم جوابِ العَقَّاد ...!؟! – هذا المَوْقِف هوَ الذي يُمَيِّزِ العَقَّاد عَنْ غَيْرِهِ مِنَ الكُتَّاب والشُعَراء – يَكْفي أنَّهُ رَفَضَ هذا العَرْضِ السَخي رَغْمَ حاجَتَهُ الشَديدة إلى المال ...!؟!.

كانَتْ قَضيَّة الأُسْتاذ العَقَّاد الكُبْرى – التي شَغَلَتْ الجُزء الأكْبَر مِنْ حياتِهِ وتَفْكيرِهِ تَتَمَثَّلْ في الدِّفاعِ عَنْ "حَقيقة الإسْلام" كَعَقيدة شامِلة وعَنِ الإبْداعِ عِنْدَ روَّادِ الفِكْرِ الإسْلامي مِثْلَما دافَعَ عَنِ الفَلْسَفة القُرآنية وعَنِ التَفْكير مِنْ حَيْثُ كُوْنِهِ فَريضة إسْلامية، وعَنِ الديمُقْراطية كَمَبْدأ اجْتِماعي في الإسْلام، وعَنِ الفِكْرة الإسْلامية التي هي أقْوى سِلاح في أيْدي العَرَب والمُسْلمين يواجِهونَ بِهِ تَحالُف الصُهْيونية والاستِعْمار – فَضْلًا عَنْ تَحالُفِ المُبَشِّرين مَعَ المُسْتَشْرقين ...!؟! فَكانَ العَقَّاد ثالِثِ اثْنين قاما بِدَوْرٍ كَبير في تاريخِ الفِكْرِ الإسْلامي الحَديث بَعْدَ "جَمالِ الدِّينِ الأفْغاني" الذي كانَتْ رِسالَتَهُ تَدْعو إلى إعْلاءِ القومية الدينية لِلمُسْلمين في مواجَهةِ سَطْوة الحَضارة الغَرْبية ومَنْ بَعْدِهِ "الإمام مُحَمَّد عَبْدُه" الذي كانَ يَدْعو إلى تَنْويرِ العُقول وتَعْليمِ النَّاس في إطارِ اهتِمامِهِ بِإصْلاحِ الأزْهَر وتَطويرِ التَعْليم – ثُمَّ يأْتي "العَقَّاد" تِلميذًا لِلإمام لَكِنَّهُ لا يَتَفَرَّغْ لِلدَرْس والمُحاضرة لِكَي يَرى جيلًا واعيًا مِنَ الطُلَّاب – مِثْلَما كانَ يَرْجو أستاذَهُ الإمام – إنَّما قامَ بِتَكْريس حياتَهُ لِلقِراءة والكِتابة ونَشْرِ الفِكرة الإسْلامية على النِّطاقِ الواسِعِ لِلجُمْهور العام – فَكانَ العَقَّاد مِنْ أكْبَر العُقول في ميادينِ التَفْكير – لا في ميْدان الفَلْسَفة العَرَبية وَحْدَها – بَلْ يَتَجاوَز العَقَّاد سابِقيهِ وقَدْ كانَتْ مُهِمَّتَهُم إيقاظ العُقول وتَنْويرِ الأذْهان – بَيْنَما ذَهَبَ العَقَّاد إلى الكَشْفِ عَنْ أصالةِ الفِكْرِ الإسْلامي، وأصالَةِ اللُّغةِ العَرَبية، التي أسْماها "اللُّغة الشاعِرة" وكَيْفَ أنَّ لِهَذِهِ اللُّغة مَزايا خاصَّة في الفَنِّ والتَعْبير – يَتَلاقى فيها تَعْبيرِ الحَقيقة وتَعْبيرِ المَجاز على نَحْو لا يوجَد لَهُ نَظير في سائِرِ اللُّغات. وكَما دافَعَ العَقَّاد عَنِ اللِّسانِ العَرَبي مِنْ خِلال دِفاعِهِ عَنْ لُغَتِهِ الشاعِرة، انْبَرى يُدافِعُ أيْضًا عَنِ العَقْلِ الإسْلامي مِنْ خِلال إثْباتِهِ أنَّ التَفْكير فَريضة إسْلامية، وأنَّ الإنْسانية أيْضًا فَريضة إسْلامية، ثُمَّ يَجيئ دِفاعِ العَقَّاد عَنْ حَقائِقِ الإسْلام ورَدِّهِ على أباطيلِ خُصومِهِ كاشِفًا القِناع عَنْ مؤامَرات المُسْتَشْرقين والمُبَشِّرين وغَيْرِهِم مِنَ الصَهاينة والمُسْتَعْمرين ...!؟!.

في الذِكْرى الخَمْسين لِدُخول الانْجليز مَصْر في 14 سِبْتَمبْر 1982م – كَتَبَ العَقَّاد مَقالًا هامًَّا في صَحيفة "المؤيِّد" الصادِرة في عام 1932م – يُدافِعُ فيهِ عَنِ الثَوْرَة العُرابية وزَعيمَها أحْمَدْ عُرابي والرَدِّ على مُهاجِميه "... مؤَكِّدًا أنَّهُ كانَ يَعْرِف إخْلاصَهُ إنَّما خَذَلَتْهُ الحوادِث والظُروف – موضِّحًا أنَّ على كَثْرة الذين يَكْتبون عَنْ ذِكْرى 14 سبتمبر أو ذِكْرى الاحْتِلال البريطاني لِلبِلادِ المَصْرية، لا نَجِدْ إلَّا قَليلًا مِنَ الكُتَّاب أنْصَفوا الذِكْرى وعَرَفوا عِبْرَتِها حَقَّ عرفانِها، لأنَّ أكْثَرَهُم يَسْتَمِدُّون عِلْمَهُم أو شُعورِهِم مِنْ أُكْذوبة قَديمة عاشَتْ في هذهِ البِلاد خَمْسينَ سَنَة، ولَمْ يَتَعَرَّض أحَدْ لِتَصْحيحها، وإعادَةِ النَظَرْ فيها، إلَّا ما نَدُرْ – هذهِ الأُكْذوبة التي تَرى أنَّ البَطَلِ المَصْري أحْمَد عُرابي كانَ خائِنًا لِوَطَنِهِ مأجورًا لِلانْجليز على أنْ يَقوم بِالثَوْرة ويُمَهِّد لَهُم سُبُلَ الاحتِلال، وأنَّهُ هوَ المَسْئول وَحْدَهُ عَمَّا حَدَث كُلَّهُ، ولَيْسَ هُناك تَبعة على أحَدٍ سِواه – ويؤكِّد العَقَّاد أنَّ هذا كُلَهُ خَطأ شَنيع وكَذِب خَسيس رَوَّجَهُ المُجْرِمونَ الحَقيقيون لِتَبْرِئة أنفُسَهُم وإدانة عُرابي وإخْوانِهِ ..."...!؟! فَكانَ إنْصافَهُ لِلثَوْرة العُرابية مِنْ مُنْطَلَق رَفْضِهِ التَدْليس والظُلْم والتَجَرُّؤ على تَزْوير أحْداثِ التاريخ ...!؟!.


اهْتَمَّ العَقَّاد طوال حياتَهُ بِالدِّفاع عَنْ حُرِّية الإنْسان – فَكانَ أنْ اعْتَبَرَهُ العَديد مِنَ المُفَكِّرين والكُتَّاب مُمَثِّلًا لِهَذِهِ الحُرِّية في أنْقى صوَرِها وَمعانيها – يَصِفَ الكاتِبُ الروائي الكَبير "نَجيب مَحْفوظ" الأُسْتاذ العَقَّاد "بِأنَّهُ مِثال الحُرِّية بِكُلِّ ما تَعْنيهِ مِنْ أبْعاد – فَهوَ الحُرِّية إذا الْتَمَسْنا لِشَخْصيَتِهِ فِكْرة يُرْمَز بِها إليْها – فَالحُرِّية هي الجَمال في فَلْسَفَتِهِ، وهي الديمُقْراطية في سياسَتِهِ، وهي الفَرْدية في رأْيِهِ الاجْتِماعي – وهذهِ هيَ القيَم التي دافَعَ عَنْها وسُجِنَ في سَبيلِها، واضْطُهِدَ كَثيرًا مِنْ أجْلِها – ومِنَ الحُرِّية اسْتَلْهَمَ أدَبَهُ على تَعَدُّد جوانِبِهِ في الفَلْسَفة والشِعْرِ والنَقْد مِثْلَما كانَ كاتِبْ سيرة يؤْمِنُ بِالعَبْقَرية بِاعتِبارِها القوة الخالِقة والموجِّهة وَسَطِ الأحْداث والمُجْتَمَعات ..."...!؟!.... رَحِمَ اللهُ المُفَكِّر الكَبير الأُستاذ الَعَقَّاد الذي آمَنَ بِالحُرِّية والديمُقْراطية – لَيْسَ فَقَطْ بِاعتِبارِها مُجَرَّد نِظامًا لِلحُكْم بِقَدْرِ ما هي مَنْهَج لِلحياة كُلَّها – غايَتُها أنْ تَرُدُّ الأوطان إلى شُعوبِها وأنْ تَضَع كُلَّ قوى الاقْتِصاد والسياسة الاجْتِماع في خِدْمَةِ الإنْسان – اعتْمادًا في إنْجاز كُّل ذَلِكْ على تَحْقيقِ العَدْل ...!؟!... 

... لَقَدْ تَلَقِّيْتُ العِلْمَ في الدَّاخِل والخارِج على أيْدي أساتذة كِبار – غَيْرَ أنَّني أدينُ بِتَكْويني الفِكْري لِجامِعة الاُسْتاذ العَقَّاد – الذي كانَ بِموسوعيَّتِهِ "جامِعةً وَحْدَهُ في كافَّةِ العُلوم" فَضْلًا عَنِ المبادئ والأفْكار...!؟! – أتَمَنَّى على "وزارة التَعْليمِ العالي" أنْ تُطْلِقَ اسْمِ "العَقَّاد" على "جامِعة أسْوان" ليَكون ذِكْرُهُ مَصْدَر إلْهام لِكُلِّ الدارِسين "أساتِذة وطُلَّاب" لِنَشْرِ الثَقافة والعُلوم في رُبوعِ البِلاد – فَرُبَّما تأْتي رياحُ "العِلْم والمَعْرِفة" بِأصالَتِها مِنْ "أقْصى الجَنوب" – مِثْلَما وَرَدَتْ إليْنا وافِدةُ "مِنَ الغَرْب" مَعَ الطَهْطاوي مِنْ قَبْل ...!؟!.