الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبير مياه: إثيوبيا تتعمد استنزاف الوقت لفرض سياسة الأمر الواقع في ملف سد النهضة

الدكتور نادر نور
الدكتور نادر نور الدين أستاذ الأراضى والمياه

قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الأراضي والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إن تصريحات الرئيس السيسي فى فرنسا حول أزمة سد النهضة مبنية على الموقف الحالى، فقد استمررنا 10 سنوات من المفاوضات، منها خمس سنوات بعد توقيع إعلان مبادئ الخرطوم في مارس عام 2015. 

وأضاف "نور الدين" لـ"صدى البلد"، أن الرئيس عندما وقع الاتفاقية أعلن أنه يبنى جسور الثقة مع الجانب الإثيوبى، ويأمل أن يمد الجانب الإثيوبى يد الثقة لمصر، ويتفهم أن نهر النيل مسألة حياة أو موت لبلد صحراوى مثل مصر التى تمثل الصحراء بها 93,5% ونحن نعيش على أقل من 7% على ضفتى نهر النيل وروافده وفروعه، ومصر لديها نيل واحد ونهر واحد، وإثيوبيا لديها 9 أحواض أنهار وكل منها له العديد من الروافد. 

وأشار الخبير المائى إلى ضرورة مراعاة دولة الوفرة المائية أحوال دولة الشح المائى التى تعانى من عجز كبير يصل إلى 42 مليار متر مكعب نعيد استخدام 20 مليار من المخلفات لنخفض العجز إلى 22 مليار متر مكعب فقط. 

وأكد أن إثيوبيا تتبع سياسة التسويف واستنزاف الوقت والوصول إلى سياسة فرض الأمر الواقع؛ حتى يأتي وقت الملء الثاني للسد حيث سيتم تخزين 18,4 مليار شهر 7 القادم، إضافةً إلى 5 مليارات الذى تم تخزينها فى الملء الأول للسد، وبالتالى سيكون فى سد النهضة حوالى 23,5 مليار مما يجعل اتخاذ مصر أى موقف تجاه السد مستحيلًا.

ونوه بأنه يجب على إثيوبيا أن تضمن لمصر سلامة تدفقات النيل الأزرق، كما كان قبل بناء السد أو حتى أقل قليلًا، وأن تكون شروط الملء والتشغيل بشكل لا يضر بمصالح مصر والسودان خاصة الخزانات، فالروصيروص فى أسوان يبعد 20 كيلومترًا فقط عن سد النهضة؛ مما قد يعرضه للانهيار والذى يولد كهرباء للجزء الشرقى كله ويخزن حوالى 7 مليارات متر مكعب من المياه، ويليه سد سمنار ثم سد ملوى ثم السد العالى، وعلى إثيوبيا أن تتفهم أنها سدود استراتيجية وتقوم بعمل مهم فى مصر والسودان، وعليها أن تضمن سلامة عملها فلا يحدث ضرر للسدود أثناء ملء وتشغيل السد، إضافةً إلى ضمان حد أدنى للمياه يخرج من خلف سد النهضة يقارب ما كان يخرج من قبل من النيل الأزرق.

وأوضح أستاذ الأراضى والمياه، أن حديث الرئيس فى فرنسا يؤكد أن الحلول الدبلوماسية هى الخيار الوحيد المتاح لنا، وأننا مستمرون فى المفاوضات ونتمنى أن تعود إثيوبيا للمفاوضات بفكر جديد. 

ولفت إلى توجه رئيس الوزراء السودانى إلى إثيوبيا لمحاولة حلحلة الموقف وشرح موقف مصر والسودان للجانب الإثيوبى، وأنه لابد من التوصل لاتفاق قبل الملء الثانى للسد الذى سيكون أربعة أمثال الملء الأول الذى تم العام الماضى، ولابد أن تعرف مصر والسودان تدابير المياه ومقنناتها المائية التى تستلمها وأتمنى أن تكون تصريحات الرئيس مطمئنة لإثيوبيا بأن خيارنا الوحيد المفاوضات بعد أن كانوا يتحدثون عن تحرك عسكرى من مصر ضد السد.