الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تاريخ قياس الوقت.. تطور اختراع الساعة

ساعة
ساعة

اجتهد الإنسان منذ أقدم العصور في اختراع الساعة؛ إدراكا منه بأهمية الوقت؛ وأصبح من الصعب معرفة تحديدا من هو مخترع الساعة، وفي الاستخدام الحديث، تعرف الساعة بأنها وحدة قياس الزمن، وهي مكونة من 60 دقيقة، أو 3600 ثانية وتساوي 1/24 من يوم الأرض المتوسط، ويمكن أن تتضمن الساعة ثانية قفز موجبة أو سالبة في التوقيت العالمي المنسق، لذا يمكن أن تصبح مدة الساعة 3599 ثانية أو 3601 ثانية.

اعتمد الإنسان البدائي على مراقبة الشمس لتحديد الوقت، ومن أمثلة الأجهزة البدائية في قياس الوقت هي المزولة على شكل المسلة فعندما تتحرك الشمس، تلقي المسلة بظلها على الأرض مشيرة إلى علامات معينة موضوعة على الأرض يتنبأ من خلالها الناس الوقت وقد استخدم المصريون المزولة لتحديد الوقت، وتبعهم اليونانيون والرومان.

وكان الاعتماد على الظل الناتج عن سقوط أشعة الشمس على الأجسام، الذي كان الاعتماد عليه غير مجدي في الجو الغائم أو في الليل، كما كان يتطلب إعادة المعايرة مع تغير الفصول (وذلك عندما يصبح مؤشر الساعة الشمسية غير متطابق مع محور الأرض).

أما أقدم ساعة معروفة تستخدم تقنية ميزان الساعة المدفوع بقوة المياه، الذي ينقل طاقة الدوران إلى حركة متقطعة تناوبية، فتعود نشأتها إلى القرن الثالث قبل الميلاد في اليونان القديمة، وفي القرن العاشر الميلادي، اخترع المهندسون الصينيون ساعات تستخدم تقنية ميزان الساعة المدفوع بتساقط الزئبق بديلًا عن الماء، وفي القرن التالي، صنع المهندسون المسلمون ساعات مائية تدور بالمسننات.

اخترع الإنسان علي مر التاريخ العديد من الساعات كالآتي:

 تاريخ الساعة الشمسية:
تعتبر أقدم الطرق في تحديد الوقت التي كانت تعكس ببساطة الدورات التي تحدث في السماء ليراها الناس وكانت استخدامها شائعًا في اليونان القديمة وكانت تعتمد بشكل كبير على الظل لتحديد قياس الوقت من خلال أجزاء جهاز دائري والتي تبين التوقيت بين شروق الشمس وغروبها ولكن يعيب هذه الساعة أنه لايمكننا التعرف على الساعة في الأوقات الغير المشمسة أو ليلاَ.


تاريخ الساعات المائية:
الساعة الشمسية لم تكن مفيدة دائمًا فهي مثلًا لم تكن تعمل في الأيام غير المشمسة ولم تكن تعمل ليلًا بالطبع. منذ ما يقرب من 3400 سنة عرف المصريون القدماء كيف يبتكرون دورات يمكن استعمالها لمعرفة الوقت فقد أدركوا أن تدفق الماء من ثقب في وعاء مملوء بالماء يحدث بمعدل ثابت وقد أدت هذه الفكرة إلى اختراع الساعة المائية وكان الماء في تلك الساعات المائية القديمة ينساب من ثقب قرب قاع إناء حجري وكانت العلامات المحفورة على جدران الوعاء تبين الساعات بحيث يعرف الناس الوقت بالنظر إلى كمية الماء المتبقية في الوعاء
 

تاريخ الساعات الرملية:
تتكون الساعة الرملية من كرتين (حجرتين) من الزجاج فوق بعضهما متصلين بفتحة ضيقة، وتكون الكرة العليا مليئة بالرمل الناعم الذي يتسرب إلى الكرة السفلى، ويمكن قلب الساعة عندما تمتلئ الكرة، ويعتبر الوقت الذي تحتاجه الكرة العلوية لتبدو فارغة مقياسًا للوقت.


تاريخ ساعة الفيل:
ومن الساعات العجيبة أيضًا ساعة الفيل التي صنعها الجزري؛ وهي عبارة عن ساعة مائية كانت تضبط الوقت مرتين في اليوم عند شروق الشمس وعند الغروب، وهي على شكل فيل ضخم، يعلوه بيت صغير، ويقود الفيل رجال آليون، ويوجد تنين وطائر العنقاء، وقد دمجت هذه الساعة في تصميمها حضارات العالم القديم؛ حيث يمثّل الفيل الحضارة الهندية، ويمثل التنين الحضارة الآسيوية، أما طائر العنقاء فيمثل الحضارة المصرية القديمة.

أول ساعة يد صغيرة
جدير بالذكر أنه تمّت صناعة أول ساعة يد صغيرة محمولة في القرن السادس عشر بواسطة صانع أقفال ألماني يدعى بيتر هينلن، استطاع هينلين بعد أكثر من عشرة أعوام من البحث والدراسة من ابتكار نابض صغير يطلق عليه النابض الرئيسي، وهو نابض يزود الساعة بالطاقة اللازمة لتشغيلها، وقد اشتهرت صناعة هذا النوع من الساعات في سويسرا، وإنجلترا، وفرنسا، ثم طُوِرت هذه الساعات بإضافة عقرب يشير إلى الدقائق، كما تمكنوا فيما بعد من إضافة عقرب يشير إلى الثواني.

ومع مرور الوقت في تاريخ الساعات عبر العصور، ظهرت الحاجة إلى صناعة ساعة تناسب النساء؛ لذا تمّ ابتكار ساعة صغيرة تلف على معصم اليد تعرف بساعة اليد، وفي الحروب وجد الجنود أنهم بحاجة إلى ساعة يد بدلًا من تلك التي يضعونها في جيوبهم لتسهل عليهم معرفة الوقت، فأصبحت ساعة اليد حينذاك ترتدى من قبل الرجال والنساء. 

وقد تم تطوير الساعة لتصبح أكثر دقة وفعالية، فقد صنعت ساعات اليد الإلكترونية التي تحتوي على بطارية صغيرة تزودها بالطاقة، كما ظهرت ساعات يد أكثر دقة من الساعات الإلكترونية عرفت باسم ساعات الكوارتز.

الساعات في الوقت الحالي
اليوم يمثل التيار الكهربائي القوة المحركة المفضلة لتشغيل الساعات مثلما هو حال أي جهاز يمكنه توظيف هذه القوة. وتستخدم بطاريات صغيرة لتشغيل الساعات الكهربائية وهي مكونة أساسًا من ميزان ونابض شعري متأرجح تحركه القوة الجاذبة بين وشيعة نحاسية ومغناطيس لكن هناك أيضًا ساعات تعمل بما تسمى طاقة الرنين.

ومع عصر الخيال العلمي الواقعي أصبحنا نواجه يوميًا عددًا لا يحصى من الأجهزة الإلكترونية ، تزخر الأسواق اليوم بساعات من كل الأشكال وبشتى المزايا والإمكانيات والكثير من هذه الساعات تعرض الوقت بصيغة رقمية بل إن بعضها قد يخبرك به كلامًا إن طلبت وهناك ساعات لا تزال تدرج ضمن خانة المجوهرات، وأخرى تتضمن هاتفًا أو كاميرا رقمية أو كل هذا.