الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حصل على الابتدائية ولم يمنعه فقدان السمع من تحقيق حلمه.. تعرف على قصة حياة معجزة الأدب العربي

مصطفى صادق الرافعي
مصطفى صادق الرافعي

ولد مصطفى صادق الرافعي عام 1880 في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية ، وعاش حياته في طنطا ، و ينتمي إلى مدرسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي ، و يمتد نسبه إلى سيدنا عمر بن الخطاب ، كما كان يلقب بمعجزة الأدب العربي .

 ودخل الرافعي المدرسة الابتدائية في دمنهور، حيث كان والده قاضيا بها ، وحصل على الشهادة الابتدائية بتفوق ثم أصيب بمرض يقال أنه التيفود ، حيث جعله مصابًا في أذنيه ، حتى فقد سمعه نهائيا في الثلاثينات من حياته .

وكانت الشهادة التي حصل عليها هي الابتدائية فقط ، وعلى الرغم من فقدان الرافعي حاسة السمع فقد كان من أصحاب الإرادة ، حيث اجتهد وتعلم على يد والده وكان أكثر عمل عائلته في مجال القضاء .

وكان الرافعي هو من أطلق أول صرخة اعتراض على الشعر العربي التقليدي في أدبنا ، فقد كان يقول "إن في الشعر العربي قيودًا لا تتيح له أن ينظم بالشعر كل ما يريد أن يعبر به عن نفسه" وهذه القيود هي الوزن والقافية .

حيث كانت وقفته ضد قيود الشعر التقليدية أخطر وأول وقفة عرفها الأدب العربي في تاريخه الطويل ، وأهمية هذه الوقفة أنها كانت سنة 1910 وقبل ظهور معظم الدعوات الأدبية الأخرى التي دعت إلى تحرير الشعر العربي جزئيًا أو كليًا من الوزن والقافية .

اقرأ أيضا :

ويعد ميدان النثر الشعري الحر هو الميدان الأول الذي انتقل إليه الرافعي الذي كان مقيدًا بالوزن والقافية ، حيث كان يعبر عن عواطفه ولا يتعداها إلى تصرفات تخرج به عن حدود الالتزام الأخلاقي والديني كما كان يتصوره.

 أما الميدان الثاني الذي خرج إليه الرافعي فهو ميدان الدراسات الأدبية وأهمها كان كتابه عن تاريخ آداب العرب ، وهو كتاب بالغ القيمة ، ولعله كان أول كتاب في موضوعه يظهر في العصر الحديث ، لأنه ظهر في أوائل القرن العشرين وبالتحديد في سنة 1911 ، ثم كتب الرافعي بعد ذلك كتابه المشهور تحت راية القرآن وفيه يتحدث عن إعجاز القرآن. 

واخيرا يأتي الميدان الأخير ، الذي تجلت فيه عبقرية الرافعي ووصل فيه إلى مكانته العالية في الأدب العربي المعاصر والقديم ، وهو مجال المقال والذي أخلص له الرافعي في الجزء الأخير من حياته وأبدع فيه إبداعًا عجيبًا ، وهذه المقالات جمعها الرافعي فكانت كتابه وحي القلم .

توفى الرافعي عن عمر يناهز 57 عامًا يوم الإثنين الموافق 10 من مايو عام 1937 بعد أن استيقظ لصلاة الفجر ، وأثناء قراءته القرآن شعر بحرقة في معدته ، فتناول الدواء ثم عاد إلى الصلاة ومضت ساعة ثم توفى بعدها، ودفن إلى جوار أبويه في مقبرة العائلة بطنطا .