الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مخبر وطيارة وتل أبيب..التفاصيل الكاملة لعملية اغتيال سليماني رجل إيران الثاني

ذكرى اغتيال سليماني
ذكرى اغتيال سليماني الأولى

كما ذكر خبراء عسكريون، أظهرت عملية اغتيال الرجل الثاني في إيران قاسم سليماني قبل سنة، مدى براعة الولايات المتحدة في صيد وقتل أعدائها، بشكل سينمائي، مصحوبًا بأكبر ضجة إعلامية في العالم، وأكبر تصعيدٍ حربي أنذر بحربٍ واسعة في المنطقة، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام أمريكية.





في مطار بغداد 
بعد وصول سليماني مطار بغداد الدولي وتحرك موكبه خارجه إلى وجهة غير معلومة، أقدمت طائرات بدون طيار أمريكية على اختراق الأجواء العراقية وضرب الرجل وكل من معه، وتدميرهم في لحظات.

أدى مقتل سليماني في محيط مطار بغداد الدولي قبل عام، بعد وصوله عاصمة المطار من دمشق إلى ردود فعل دولية، طالبت  بالتهدئة، مع ارتفاع نذر الحرب المحتملة بين البلدين.

وفي ذكرى اغتياله، تحدثت الصحافة الأمريكية عن العملية، ناشرة تفاصيل العملية، فكيف حدثت؟

عملية الخلاص من الرجل الثاني
تقول التفاصيل، إن معلومات وردت للمخابرات المركزية الأمريكية عن مكان وجود سليماني،  دفعت أمريكا  للتحمس واخبار القيادة الأمريكية التي وافقت على انهاء وجود الرجل من على الساحة الاقليمية ومن الحياة بشكل عام واغتياله.

وتقول أمريكا أنها أقدمت على ذلك، نظرًا لتورط سليماني منذ نحو عقدين في إثارة القلاقل في دول المنطقة العربية في لبنان والعراق وسوريا واليمن.

هذا إضافة إلى إن قتل سليماني أتى لإنهاء التحركات الإيرانية في المنطقة، ومنعًا لحدوث حرب بين دول الخليج العربي والدول العربية من جهة وإيران، فبادرت أمريكا لقتل رأس التخطيط في إيران، إنهاء أحلامه.

كلام الخبراء
ويقول خبراء، إن وتيرة العمليات الإنتقامية والهجومية من قبل إيران هدأت قليلًا بعد اغتيال سليماني، مايشير إلى أهمية الخطوة الأمريكية، التي لايزال بالمناسبة يشكك في جدواها خبراء ومسئولون أمريكيون إلى الآن.

المخبرون وإعلام واشنطن
قالت تقرير شبكة  إن بي سي، إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تحركت مسلحة بمعلومات من مخبرين في مطار العاصمة السورية دمشق عن الموعد الدقيق لإقلاع طائرة الجنرال الإيراني ويد المرشد على خامنئ "قاسم سليماني" في طريقها إلى بغداد، وهو ما أتاح زمنًا كافيًا للتحرك والإعداد.

إسرائيل متورطة في العملية
وتلقت المخابرات الأمريكية مساعدة من المخابرات الإسرائيلية في تأكيد التفاصيل ، وفق ماذكرت شبكة إن بي سي الأمريكية التي، قالت إن كل ذلك أدى إلى إطلاق أمريكا لطائرة بدون طيار اصطادت سليماني واغتالته مع رجاله في الحال.

وبمجرد هبوط الطائرة  إيرباص A320 ، أكد الجواسيس الأمريكيون في مطار العراق الرئيسي ، الذي يضم عسكريين أمريكيين ، مكان وجوده بالضبط.

تحركت ثلاث طائرات أمريكية بدون طيار إلى مواقعها في السماء ، كان كل منها مسلحًا بأربعة صواريخ هيلفاير.

واستند التقرير في هذه الرواية إلى مقابلات حصرية مع مسئولين على دراية مباشرة بتفاصيل العملية، بالإضافة إلى مسؤولين أمريكيين آخرين تم إطلاعهم عليها.

شاشات كبيرة
على شاشات كبيرة ، شاهد العديد من المسؤولين الأمريكيين قائد ميليشيا عراقية يصعد  السلالم لتحية قائد فيلق القدس الإيراني عند خروجه من الطائرة.

كانت الساعة تتجاوز الساعة الواحدة صباحًا ، لذا لم تكن صور الأشعة تحت الحمراء بالأبيض والأسود واضحة جدًا، فلم يكن من المممكن رؤية الوجوه.

مديرة المخابرات
كانت مديرة وكالة المخابرات المركزية، جينا هاسبل، تراقب من مقر الوكالة في لانجلي بفيرجينيا مع وزير الدفاع السابق مارك إسبرما يحدث، وتم عرض موجز آخر مصور للبيت الأبيض ، حيث إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان في فلوريدا في ذلك الوقت.

وبعد ركوب سليماني ورجاله سياراتهم للتحرك خارج المطار، تتبعت الطائرات المسيرة السيارات، وقام متخصصو  الإشارات إلى اختراق  الهواتف المحمولة لموكب  سليماني، للتأكد من هوياتهم.

وما إن جرى التأكيد بشكل نهائي من إن من في الموكب سليماني ورجاله حتى عاجلت الطائرات الموكب بإطلاق أربعة صواريخ، أحدثت دويًا هائلًا، قتل الجميع بمن فيهم سليماني،  وأنهت حياة الموكب بحيث لم يكن به ناجون.

اغتيال باهظ التكلفة
قال أنطوني كوردسمان ، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن :"إن الضربات مثل تلك التي قتلت سليماني تمثل تغييرًا جوهريًا في الحرب".

أضاف "إنها تتطلب جهدًا هائلًا حقًا من الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع ، وهو أمر مكلف للغاية ويستغرق وقتًا طويلًا ويتطلب الكثير من الخبرة".

أبومهدي المهندس
قبل الاغتيال وفي مطار بغداد ، كان في استقبال سليماني أبو مهدي المهندس نائب رئيس إحدى المليشيات العراقية المناهضة للولايات المتحدة والمشتبه به في تفجير السفارتين الأمريكية والفرنسية عام 1983. 

وبالطبع ركب  المهندس السيارة  مع سليماني ومعهما الحراس ورجال آخرون، قتلوا جميعًا في الغارة.

ردود الأفعال قبل سنة
وحول رد العراقـ، فلم تكن الحكومة العراقية راضية عن الأنباء التي أفادت بأن الولايات المتحدة قتلت مسؤولًا بدولة مجاورة على أراضيها دون استشارتها أو إعلامها.

 قال مسؤولان أمنيان عراقيان لرويترز إنه جرى فتح تحقيق في دور المخبرين الأمريكيين المشتبه بهم في مطار بغداد.

أفادت رويترز أن المخابرات السورية فتحت هي الأخرى تحقيق مع اثنين من موظفي شركة الشام للطيران.




قال مسؤولون أمريكيون لشبكة إن بي سي نيوز إنهم كانوا يتتبعون عن كثب تحركات سليماني في جميع أنحاء المنطقة العربية قبل أيام من اغتياله.

وعللت إدارة ترامب الإغتيال، لأن سليماني  كان يخطط لشن هجمات ضد الأمريكيين ، رغم أنهم لم يكشفوا عن أي دليل حول ذلك.

وأوضح قبل سنة  وزير الخارجية مايك بومبيو في مؤتمر صحفي  الأمر بقوله :"كانت لدينا معلومات محددة عن تهديد وشيك"، وشملت تلك التهديدات الهجمات على السفارات الأمريكية.