الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أغلقت باب الرحمة .. رسالة مؤثرة من مستشار المفتي لمريض كورونا لا يصلي خوفا على عائلته

دار الإفتاء
دار الإفتاء

أرسل شخص سؤال الى دار الإفتاء ، عبر صفحتها الرسمية يقول فيه : انا مريض كورونا واحجز نفسي في غرفة بالمنزل ولا أخرج منها ولكني لا أصلي خوفا على أهل البيت ، فما الحكم الشرعي ؟

ورد الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهوري، خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء قائلا: نحن الآن في زمن الوباء فما احوجنا الى الدعاء والذكر ، حتى يرفع الله عنا هذا المرض ويشفي مرضى المسلمين .

وأضاف عاشور: إذا كانت الصلاة فرض واجب على كل مسلم عاقل بالغ فهي الآن وفي وقت الوباء أوجب ، فكيف وانت مريض بفيروس كورونا ولا تصلي فما احوجك لسجدة تدع الله فيها.

وتساءل مستشار المفتي متعجبا: فإذا لم تصل الآن في مرضك فمتى تصلي ؟ ، فاعلم أنك بترك الصلاة أغلقت باب الرحمة الوحيد الذي يمكنك الاعتماد عليه في الشفاء . 

وتابع الصلاة حماية لك ولأهل بيتك فلا تتركها بحجة عدم نقل الفيروس لأسرتك ، ولكن عليك أن تصلي في غرفتك منفردا وادع الله يعجل بشفائك.

ونصح مجدي عاشور السائل بإمكانية الجمع بلين الصلوات المغرب والعشاء في وقت المغرب والظهر والعصر في وقت الظهر وذلك لعذر مرضك فقط وحتى لا تذهب كثيرا الى دورة المياه وتؤذي أهل بيتك وصلي بغرفتك ولا شيء في ذلك . 

واستطرد: إذا نصحك الطبيب بعد الوضوء لأي سبب ممكن فعليك بالتيمم بالضرب على الحائط ومسح وجهك وذراعيك ، فالقاعدة الفقهية تقول لا ضرر ولا ضرار .

ترك صلاة الجماعة في المسجد بسبب كورونا جائز شرعا

وقالت دار الإفتاء في بيان سابق لها : بأن «هناك مجموعة من الأسباب التي يُترخَّصُ بها لترك الجماعة في المسجد بل والجمعة، ومنها أسباب عامة؛ كالمطر الشديد والوحل الذي يُتأذى به وكذا الظلمة التي لا يُبصر بها الإنسان طريقه إلى المسجد. ومنها أسباب خاصة؛ كالمرض، والخوف على نفسه أو ماله أو أهله، وكذلك أكل ما له رائحة كريهة، وأيضًا إذا غلبه النوم، وغير ذلك من الأسباب وما يشبهها».

وأضافت الإفتاء أنه يدل على ذلك ما ورد في الصحيحين أن ابن عباس قال لِمُؤَذِّنِه في يوم مَطِير: «إذا قلت: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، فلا تقل: حي على الصلاة، قل: صلوا في بيوتكم»، قال: فكأن الناس استنكروا ذاك، فقال: «أتعجبون من ذا، قد فعل ذا من هو خير مني، إن الجمعة عَزْمة -أي: واجبة-، وإني كرهت أن أخرجكم فتمشوا في الطين والدَّحض -أي: والزلل والزلق».

وذكرت أنه لا شك أن خطر الفيروسات والأوبئة الفتاكة المنتشرة وخوف الإصابة بها أشد، خاصة مع عدم توفر دواء طبي ناجع لها، لذا فالقول بجواز الترخُّص بترك صلاة الجماعات في المساجد عند حصول الوباء ووقوعه بل وتوقعُّه أمر مقبول من جهة الشرع والعقل.

وتابعت: الدليل على أن الخوف والمرض من الأعذار المبيحة للتخلف عن صلاة الجماعة: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه، عذر»، قالوا: وما العذر؟، قال: «خوف أو مرض، لم تقبل منه الصلاة التي صلى» [رواه أبو داود]، والأصل في ذلك القاعدة الفقهية: «لا ضرر ولا ضرار».

واختتمت الإفتاء: «فإذا أخبرت الجهات المعنية بضرورة منع الاختلاط في الجمع والجماعات بقدر ما وألزمت به، فيجب حينئذ الامتثال لذلك، ويتدرج في ذلك بما يراعي هذه التوصيات والإلزامات، ويبقى شعار الأذان».