الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بحيرة قارون بالفيوم تبحث عن حل.. شاهد| التلوث ونفوق الأسماك والرائحة الكريهة أبرز المشكلات

صدى البلد

تقع بحيرة قارون شمال مدينة الفيوم، على بعد حوالي 27 كم، وهي تعد من أعمق البحيرات، حيث يوجد بها أماكن تصل أعماقها إلى 14 م، وبها أسماك تخص المياه المالحة وأخرى للمياه العذبة.

 

كانت البحيرة تمد بماء النيل أثناء الفيضان أيام الفراعنة، نظرا لمستواها المنخفض عن سطح البحر (45 مترا)، وفي عهد فرعون مصر أمنمحات الثالث (أسرة مصرية ثانية عشر)، أمر ببناء قناة إليها وسدين لتخزين مياه النيل فيها أثناء الفيضان، وكانت البحيرة تخزن المياه 6 أشهر وتمد الأراضي بالمياه ستة أشهرأخرى.

 

يقول الدكتور نبيل حنظل، المستشار السياحى بالفيوم، إن البعض يعتقد أن البحيرة استمدت أسمها من أحد أغنياء قوم سيدنا موسى "عليه السلام"، قارون، وإن أرض البحيرة هي نفس الأرض التي خسف الله فيها قارون بكل كنوزه، ولكنه للحقيقة جاءت التسمية نتيجة لكثرة القرون والخلجان، فأطلق عليها المصريون بحيرة القرون ثم حُرفت إلى بحيرة قارون، ورغم ذلك مازالت البحيرة مطمع للكثيرين ممن يبحثون عن ثروة قارون، وإن كان البعض يؤكد أن اسم البحيرة في العصور الفرعونية كان بارون  وحُرف إسمها مع الزمن ليصل إلى قارون.

 

وأوضح عوض محمود، مهندس زراعى بالفيوم، أن البحيرة تبلغ مساحتها نحو 55 ألف فدان، والآن تعتبر الخزان الرئيسى لمياه الصرف الزراعى بالفيوم، إضافة إلى استقبالها صرف منازل مئات  القرى والعزب الواقعة على المصارف التى تصب مياهها فيها، ما أدى إلى ارتفاع نسب التلوث فى البحيرة وانتشار الحشرات القاتلة للأسماك، كما أن قرابة 6 آلاف صياد يعملون فى البحيرة التى يوجد بها بعض الأنواع من الأسماك مثل البلطى، والموسى والبورى والجمبرى الأبيض، وبعد ارتفاع معدلات التلوث فى مياه البحيرة، انتشرت الحشرات القاتلة للأسماك، ما أدى إلى توقف الصيادين عن الصيد بعد نفوق الأسماك.

 

ويقول الدكتور ديهوم الباسل، الأستاذ المتفرغ بكلية العلوم بجامعة الفيوم، إن بحيرة قارون تعانى كثيرا من التلوث الكيمائى ممثلا فى صرف مصانع الأملاح، إضافة إلى عدم وجود شبكات صرف صحى بالقرى المحيطة بالبحيرة، مما يضطر الأهالى إلى الصرف على المصارف المغذية للبحيرة، وأيضا التلوث البيولوجى ممثلا فى النقل الخطأ للزريعة، وما ينقل فيها من حيوانات معدومة القيمة الاقتصادية وطفيليات ورخويات تنافس على الغذاء والأكسجين، أدت إلى نفوق الأسماك بالبحيرة وتوقف أعمال الصيد بها، بالإضافة إلى انبعاث الرائحة الكريهمة من مياه البحيرة.

 

وأكد الدكتور أحمد الأنصارى، محافظ الفيوم، حرص الدولة على إعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون، كونها مصدرا غذائيا للثروة السمكية، ومصدر عمل مباشرا وغير مباشر للكثير من أبناء المحافظة، مشيرًا إلى ضرورة تضافر جهود جميع الجهات المعنية والعمل التشاركي وتبادل الخبرات العلمية، للوصول إلى خطة عمل شاملة واضحة التفاصيل للسيطرة على مشكلات البحيرة، وعودتها إلى سابق عهدها من الإنتاج السمكي، وكذلك وضع حلول نهائية لمشكلة طفيل الأيزوبودا، وتنقية مياه البحيرة من الملوثات العضوية، وتقليل نسب الأملاح بها استنادًا إلى الدراسات العلمية.

 

وقال إن مشروع رفع كفاءة محطة الصرف الصناعي بمنطقة كوم أوشيم، والقرض الأوروبي لتنفيذ مشروعات الصرف الصحي، وكذلك إنشاء مشروع جديد لاستخلاص الأملاح من بحيرة قارون، جميعها عوامل مؤثرة بالإيجاب في تحسين خواص مياه البحيرة وتخفيض نسبة الملوحة بها.

 

وكشف أن مجموعة عمل من أكاديمية البحث العلمي، وفريق عمل من هيئة الثروة السمكية، يقومان حاليًا بإجراء تحليل لخواص مياه بحيرة قارون، كل فريق بشكل مستقل.


وكلف المحافظ، الدكتورة نسرين عز الدين، بأخذ عينات أخرى من مناطق مختلفة بالبحيرة، مشيرًا إلى أنه سيتم بعد أسبوعين استعراض جميع  النتائج للوقوف على خطة عمل واضحة للتعامل مع المشكلات التي تعانيها البحيرة.

 

فيما أشار رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، إلى التحديات الكبيرة التي تواجه تنمية البحيرات المصرية ومنها بحيرة قارون، وتوجيهات رئيس الجمهورية بعودة جميع البحيرات إلى طبيعتها، لافتًا إلى أنه تم ضخ استثمارات ضخمة ببحيرتي البرلس والمنزلة، ويجري حاليًا دراسة خطط تطوير بحيرة البردويل.

 

وقال إن بحيرة قارون لها طبيعة خاصة في التعامل معها، وتعاني العديد من المشكلات الناجمة عن الصرف الزراعي والصحي والصناعي إلى جانب طفيل الأيزوبودا، موضحًا أن هناك محاولات كثيرة خلال السنوات الماضية للتغلب على المشكلات التي تواجه البحيرة، ولدينا آمال كبيرة في التغلب على جميع التحديات، متابعًا أن العمل لا يتم من خلال جزر منفصلة وإنما لدى الهيئة مخطط عام للعمل بمشاركة جميع الجهات المعنية.