الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سفينة الصحراء.. توظيف الإبل حسب الحاجة في شمال سيناء

الجمال
الجمال

الابل اعتاد الانسان على استخدمها منذ آلاف السنين، وقد حباها الله  بقدرات عظيمة تمكنها من تحمل السير لمسافات طويلة، سواء فوق تلال الرمال الناعمة، أو وسط صحراء قاحلة يندر فيها الزرع والماء، وتكثر فيها الرياح والعواصف الرملية الشديدة،  لذا أطلق عليه "سفينة الصحراء"، لتكيفه مع المعيشة في ظروف صعبة من حيث قلة العشب والماء. 

وتمكن أبناء محافظة سيناء من تطويع الابل لتنشسط رياضة "سباقات الهجن" التي يشارك فيها العديد من الدول العربية، وأصبحت هذه السباقات رياضة دولية تساعد علي الترويج السياحي للمحافظات التي تعتمد علي تربية الابل ورعايتها  واعدادها وفق برامج غذائية وطبية وتدريبية علمية مقننة . 

وقال سليمان عياط الباحث في تراث سيناء، ان الابل كانت هي الوسيلة الوحيدة لنقل المواد الغذائية والدقيق لأهالي محافظة شمال سيناء، المحتجزين تحت الاحتلال الإسرائيلي بعد عدوان إسرائيل  1967، كما استخدمتها المخابرات المصرية في نقل المعدات والأسلحة والألغام والصواريخ إلي شرق القناة، والتي كان من الصعب علي الرجال حملها لمسافات بعيدة سيرًا علي الأقدام دون استخدام الجمال أو الإبل، وتم استخدامها بعد ذلك في نقل الأسلحة والذخيرة والمفرقعات  إلي مجاهدي منظمة سيناء العربية. 

وظهرت معادن أهالي سيناء الصامدين الذين اقترحوا علي المخابرات المصرية نقل الجمال من الغرب إلي الشرق سباحة في الماء الي جانب اللنشات والزوارق المطاطية .. وكانت هذه أول مرة يعرف فيها المسئولين ان الجمل يعوم ويسبح في الماء.. وتم إجراء بروفة وقتها، بنقل  المعدات والأسلحة باستخدام اللنشات المطاطية التي تعبر من غرب القناةإلي الشرق وخلفها تعوم الجمال ثم يتم تحميلها لتنطلق إلي الأماكن المحددة لها لاستخدام الأسلحة في  تنفيذ الهام القتالية للقوات المسلحة.

وكان أبناء  شمال سيناء ينتظرون بالجمال في شرق القناة لاستلام هذه المعدات التي تنقل إليهم من الغرب عبر القناة أو البحيرات بالزوارق المطاطية أو اللنشات الصغيرة تم يقوموا بنقلها إلي الداخل.

وبعد أن فطن الإسرائيليين إلي ذلك قاموا بتهجير أهالي سيناء إلي مسافة 50 كيلومترا شرق القناة.. وكان عليهم القيام  بعمليات قص الأثر علي طول القنال والبحيرات القريبة من البحر ومناطق الملاحات والسبخات،  لمعرفة الآثار التي تتحرك من مناطق الغرب إلي مناطق  الشرق أو العكس.