الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكنيسة تحتفل بتذكار نياحة الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة في العالم

دير الأنبا أنطونيوس
دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر

احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر وكل بلاد المهجر اليوم، السبت، الثلاثين من يناير الموافق الثاني والعشرين من شهر طوبة وفقا للتقويم القبطي، بتذكار نياحة القديس الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان ومؤسس الرهبنة في العالم.


وشهد دير القديس الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر إقامة القداسات الإلهية بمشاركة الآباء الرهبان فقط، نظرا للظروف الحالية الخاصة بفيروس كورونا المستجد، حيث اقتصرت الصلوات على أباء الدير فقط.




ووفقا لكتاب السنكسار الذى يهتم بكل الأحداث والمناسبات والأعياد الخاصة التى تحتفل بها الكنيسة، ففي مثل هذا اليوم من سنة 355 ميلادية تنيح القديس العظيم كوكب البرية، وأب جميع الرهبان، الأنبا أنطونيوس.




وولد هذا البار سنة 251 ميلادية في بلد قمن العروس، من والدين غنيين محبين للكنائس والفقراء، فربياه في مخافة الله، ولما بلغ عمره عشرين سنة، مات أبواه فكان عليه ان يعتني بأخته، وحدث أنه دخل الكنيسة ذات يوم فسمع قول السيد المسيح "إن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع أملاكك وأعط للفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني".


فعاد إلى بيته مصمما على تنفيذ هذا القول واعتبره موجها إليه، فأخذ في توزيع أمواله على الفقراء والمساكين، وسلم أخته للعذارى، ولم يكن نظام الرهبنة قد ظهر بعد، بل كان كل من أراد الوحدة، يتخذ له مكانا خارج المدينة، وهكذا فعل القديس العظيم أنطونيوس، حيث اعتزل للنسك والعبادة وكان الشيطان يحاربه هناك بالملل والكسل وخيالات النساء، وكان يتغلب على هذا كله بقوة السيد المسيح، وبعد هذا مضى إلى أحد القبور وأقام فيه وأغلق بابه عليه، وكان بعض أصدقائه يأتون إليه بما يقتات به.


وبعد إقامته في عدد من الأماكن طالبا حياة الوحدة والتفرغ للصلاة، توغل في الصحراء الشرقية إلى وجد عين ماء وبعض النخيل فاختار ذلك الموضع وأقام فيه ، وكان العرب يأتون إليه بالخبز.


وتنبأ بالاضطهاد الذي سيحل بالكنيسة وتسلط الهراطقة عليها، ثم أعادتها إلى حالتها الأولى، وعلى انقضاء الزمان ولما زاره القديس مقاريوس ألبسه زي الرهبنة وأنباه بما يسكون منه.


ولما دنت أيام وفاة القديس الأنبا بولا أول السواح، مضى إليه القديس أنطونيوس، واهتم به وكفنه بحلة أهداها إليه القديس أثناسيوس الرسولي، البابا العشرون.


ولما شعر القديس أنطونيوس بقرب نياحته، أمر أولاده أن يخفوا جسده، وأن يعطوا عكازه لمقاريوس، والفروة لأثناسيوس، والملوطة الجلد لسرابيون تلميذه، ثم رقد ممددا علي الأرض وأسلم الروح، فتلقتها صفوف الملائكة والقديسين، وحملتها إلى موضع النياح الدائم، وقد عاش هذا القديس مائة وخمس سنوات، مجاهدا في سبيل القداسة والطهر.