الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ابتكار مصري يحصد جوائز عالمية لمستخلصات نباتية تحافظ على مناعة الإنسان خلال كورونا

صدى البلد

قال الدكتور محمود جلال ، الباحث المصري الحائز على ذهبية مرض جنيف الدولي ، إن جهاز المناعة يعتبر خط الدفاع الرئيسي للإنسان والمحدد لمصيره في مواجهة الأمراض والأوبئة المختلفة، وأصبح حديث العالم كله عامي 2020 و2021 بجميع أوسطته العلمية والإعلامية والسياسية عن المناعة وأهميتها في حماية الإنسان من جائحة كورونا وغيرها من الأوبئة.

وأضاف "جلال " لـ"صدى البلد": "شاهدنا إختلاف رد الفعل تبعا لقوة مناعة جسم الإنسان في مواجهة فيروس كورونا، من خلال إصابات للبعض بدون ظهور أعراض، وللبعض الأخر أدت الإصابة لوفاتهم، كما وجدنا أيضا حدوث وفيات للعديد ممن هم في عمر الشباب بسبب الإصابة، في مقابل تعافي الكثير من كبار السن، مسببا حتى الان 106 مليون إصابة و2.3 مليون وفاة على مستوى العالم، معظهم في الدول الأكثر تقدما والأعلى مستوى في الرعاية الصحية، كل هذا وغيره يشير الي التدهور الشديد في مناعة الشعوب على مستوى العالم، الأمر الذي أدى لإطلاق الكثير من العلماء للتحذيرات من إحتمالية ظهور أوبئة جديدة مستقبلا ستكون أكثر كارثية من تبعيات جائحة كورونا.

وأشار إلى أنه من الأسباب الرئيسية للتدهور الشديد للجهاز المناعي للإنسان، الإسراف في إستخدام الكيماويات في جميع أوجه الحياة خاصة في مأكل ومشرب الإنسان، من خلال الإسراف في التسميد ومكافحة الآفات كيميائيا أثناء الزراعة، والتي أصبحت لا غنى عنها نظرا لرخص ثمنها وسهولة إنتاجها وتداولها بالإضافة لتاثيرها السريع والفعال.

وأوضح أنه أستشعر مع فريقه منذ عدة سنوات الخطر القادم والناتج من الإسراف في استخدام الكيماويات في الزراعة، وعمل على إيجاد بديل فعال وإقتصادي للأسمدة والمبيدات الكيميائية، وذلك بإستخدام المتبقيات النباتية الناتجة من الزراعة وتحويلها إلي مستخلصات نباتية طبيعية وآمنه للتسميد الورقي ومكافحة الآفات الحشرية التي تصيب النباتات، مما يعظم الاستفادة من هذه المتبقيات من خلال تحويلها إلى منتجات عالية القيمة تعمل على تخصيب النباتات ومقاومة أخطر الآفات الزراعية مثل النيماتودا، وسوسة النخيل الحمراء والتي تلقب بإيدز النخيل.


وأشار إلى أن قد حصل إبتكاره هذا على براءة الإختراع من كلا من مكتب براءات الإختراع المصري و مكتب براءات الإختراع لمجلس التعاون الخليجي، وتم فحصه وإجازته في مرحلة الفحص الدولي من دولة النمسا، بالإضافة لحصول الإبتكار على العديد من الجوائز ومنها الميدالية الذهبية للإختراع من المنظمة العالمية للملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة (والذي يعتبر المصري الوحيد الذي حصل على هذه الجائزة)، والميدالية الذهبية من معرض جنيف الدولي للإختراعات، والميدالية الذهبية مع مرتبة الشرف من المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط، والميدالية الفضية من المعرض الأوروبي للإبداع والإبتكار، وكذلك درع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وتكريم الفيدرالية الفرنسية للمخترعين وجمعية الصداقة السويسرية المصرية.

وأوضح أن هذه المستخلصات النباتية تتميز بأنها لها تأثير مخصب للنبات وتعمل على زيادة الإنتاج كمًا ونوعًا نظرا لاحتواءها على خليط متزن من العناصر الصغرى والكبرى وهرمونات النمو الناتجة من خليط النباتات المكونة لها، ونظرًا لقيامها بإمداد النبات بالعناصر الغذائية المطلوبة فإنها تساعد النبات على مقاومة ظروف الاجهاد البيئي.

وتابع: "ذلك بالإضافة لتأثيرها المخصب للنبات فإنها أيضا تعمل على مقاومة الآفات الحشرية من خلال التأثير المانع للتغذية بتغيير الطعم المستساغ لغذاء الآفة وكذلك التأثير الطارد للآفة من خلال تغيير الرائحة الجاذبة لها، وتكسب النبات وقاية عالية ضد الفطريات والفيروسات مثل فيروسات تبرقش وتجعد الاوراق، الامر الذي ادى لإنتاج مركبات عالية الفاعلية وبدون أي تأثير ضار على الإنسان أو البيئة المحيطة، لذلك يمكن استخدامها في اي وقت حتى أثناء نضج الثمار بدون أي تأثير ضار عند تناولها".

وأكد أنه قد تم تجربة هذه المستخلصات النباتية على مدى الخمس سنوات الماضية معمليا وحقليا على الزراعات والآفات المختلفة، والتي كانت لها النتائج الباهرة، ومن هذه التجارب على نخيل التمور في مناطق النوبارية والواحات البحرية والخارجة وبلبيس، وأشجار الموالح في منطقة وادي الملاك، وعنب الكريمسون بمنطقة النوبارية، والباذنجان في منطقة أدكو، والفاصوليا بصوبة زراعية بمنطقة الجيزة.

وأوضح أن التوسع في استخدام هذه المستخلصات النباتية المبتكرة بديلًا عن الكيماويات سيؤدي للاتي: " إدارة ومكافحة الآفات المختلفة دون الإضرار بالمحاصيل والأراضي الزراعية والبيئة، والحصول على حاصلات زراعية خالية، وتماما من نسبة متبقيات المبيدات والتي تصلح أن تكون أساسا لزراعة حيوية حقيقية وصحية مطابقة لجميع الاشتراطات المحلية والعالمية، وحماية الإنسان من الأمراض التي تسببها المبيدات الكيميائية وأيضا الحفاظ على قدرات الجهاز المناعي للإنسان، خط دفاعه في مواجهة الأمراض والأوبئة، والحصول على التأثير الوقائي طويل المدى والتسميدي لهذه المستخلصات النباتية، والتي تتميز بها دون الكثير من المبيدات المتوافرة".


وأستكمل: "فتح أبواب التصدير للدول المتقدمة والتي تراعي الشروط الصحية، الأمر الذي يجلب عائدات ضخمة من العملة الصعبة فضلآ عن توفير العديد من فرص العمل، ويامل الدكتور محمود جلال يحيى وفريقه في أن يجد الدعم اللازم من الدولة في التسجيل والإنتاج الكمي لهذه المستخلصات النباتية الطبيعية تحت مظلة قانون الزراعة العضوية الجديد، لتحقيق الإستفادة القصوى منها خاصة في المشروعات الزراعية القومية مثل مشروع زراعة 2.5 مليون نخلة والمشروع القومي للصوب الزراعية".