أسرة "العقاد" ترفض بيع منزله لدولة قطر

رفضت أسرة الكاتب الراحل عباس محمود العقاد عملاق الادب العربي بيع منزله لدولة قطر، رغم المبلغ المالي الكبير الذي عرض عليهم من الشيخة موزة أميرة قطر.
"عباس محمود العقاد " ابن أسوان الذي ولد وترعرع داخل هذه المحافظة الهادئة في عام 1889 حيث ترسخت أفكاره ومبادئه البناءة ، وحرصه الشديد علي كرامته وحبه لبلده داخل أفراد أسرته والمقربين له .. وهذا ما لمسناه لدي عائلته عندما قام "صدي البلد " بزيارة إلي منزل عملاق الأدب العربي الكائن بمنطقة عباس فريد بمدينة أسوان والذي تركه الكاتب الراحل في مارس من عام 1964 ، وبعد مرور حوالي 48 عاماً علي وفاته ، إلا أننا بالتجول والحديث مع عائلة الكاتب الكبير ، علمنا مدي وطنيتهم وانتمائهم وحبهم لوطنهم مصر مثلما تربي وترك كاتبنا العظيم العقاد ذلك في أنفسهم .
حيث رفضت أسرة العقاد الهدية والمنحة التي قدمتها دولة قطر ممثلة في الشيخة موزه التي زات في أكتوبر الماضي محافظة أسوان حيث عرضت علي أسرة الفيلسوف الراحل فكرة شراء بيت العقاد بقرابة عشرة ملايين جنيه وتحويله إلي متحف أثري كبير باعتباره أثرا معماريا تاريخيا ليضم ما بقي من مقتنيات شخصية ومؤلفات من تراث الكاتب الكبير ، وزار وفد من طرفها البيت في ذلك الوقت وتم تصويره بالكامل بناء علي حد قول أسرته.
ولكن كعادة أبناء مصر وأحفاد وأقارب الأديب العملاق رفضت أسرته هذا العرض المالي المغري حيث يؤكد المهندس عبد العزيز أحمد العقاد ابن شقيق عملاق الأدب العربي وعميد الأسرة أن أسرة العقاد بكاملها رفضت بيع بيت العقاد ، وأشاروا في ردهم علي مندوبي دولة قطر الي أن بيت العقاد يعد ملكاً لمصر ولا يمكن التصرف فيه إلا من خلال الحكومة المصرية ومحافظة أسوان وخاصة أنه مصنف ضمن المباني التراثية بقرار مجلس الوزراء ، معربين عن أنه شرف لهم تحويل بيت العقاد لمتحف أثري .. فهذا هو المتوقع والمنتظر من أبناء العقاد الذي أحب هذا الوطن وكان هذا شعار أسرته.
وأشار عبد العزيز العقاد إلي أنه في بداية التسعينات كانت هناك مبادرة من الحكومة المصرية ووزارة الثقافة لتحويل بيت العقاد إلي متحف ، لافتاً إلي أن وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني أرسل أحد المصورين وتم تصوير البيت في ذلك الوقت ، ولكن لم يكتمل ذلك حيث ماتت الفكرة والمبادرة الكريمة وأصبحت في طي النسيان ، لتولد من جديد ، ولكن علي يد غير المصريين .
وأضاف ابن شقيق العقاد أن بيت العقاد مقام علي مساحة 220 مترا مربعا ومكون من ثلاثة أدوار أرضي ودورين علويين ، وهو منزل كان ملكا ليوسف العقاد الجد الأكبر وتم هدمه وإعادة بنائه في أوائل الخمسينيات ، وكان عباس العقاد الأديب الراحل دائماً يتردد عليه أثناء زيارته لأسوان ، وكان يجلس أغلب الوقت في مكتبه الذي يتضح بعض مقتنياته في الصور التي تم أخذها من داخل منزله.
وتجدر الإشارة إلي أن محافظة أسوان بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة تنظم سنوياً احتفالية كبري للاحتفال بذكري الأديب الراحل عباس العقاد .. كما نظمت محافظة أسوان في يوليو 2011 احتفالية كبري لإزاحة الستار عن تمثال عملاق الأدب العربى عباس العقاد الذي تم صنعه من البرونز خلال 3 سنوات على نفقة صندوق التنمية الثقافية حيث نحته الفنان الكبير عبد العزيز صعب وتولى تنفيذه الفنان السيد عبده سليم وتم تصميم قاعدة جرانيتية له تتناسب مع الطبيعة الصخرية للموقع الذي تم تشييد التمثال به ، حيث تم وضع التمثال بميدان العقاد بجوار مقبرته فى المدخل الجنوبي لمدينة أسوان ويرتفع 6 أمتار ويزن 7 أطنان.