الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد شندي يكتب: السلطة والمال والعلاقات

صدى البلد

كثيرا ما يتبادر إلي ذهن العامة وأغلب الناس أن الحياة تسير على وتيرة واحدة وأهواء وحياة العديد من الناس، لكن هناك حتمية القدر ومشيئة الخالق عز وجل فوق كل إرادة، لذلك كان علينا السعي في الحياة والأخذ بالأسباب.


مفهوم اختزل الكثير من المعاني " السلطة والمال والعلاقات " عزيزي القارئ:
هل السلطة تكمن في حياة الرفاهية والعلو والتعدي علي ضعاف الناس؟
هل السلطة تكمن في الإرث المتداول؟
هل المال يعوض الإنسان عن بعض سقطات الحياة؟
هل المال يحول ضعاف النفوس لنفوس شريرة تفسد طبيعة المجتمع؟
هل العلاقات تجمع بين السلطة والمال؟
هل العلاقات تسبق العلم وأصحاب العقول الذكية؟


عزيزي القارئ دعني أتفق معك كثيرا ولكن أختلف معك في بعض الأمور والنقاط الهامة لأن " الإنسان ابن أغيار" مفهوم لا يختلف كثيرا عن مفهوم " السلطة والمال والعلاقات " ؛ فعندما يري إنسان إنسانا آخر أقل منه مكانة اجتماعية وعلمية ويعيش في حالة من التكابر والتباهي والتفاخر علي الناس بجهله وماله يخلق حالة من اليأس والتفاوت بين طبقات المجتمع الواحد.


وعلاوة على ذلك يعتبر المال وسيلة تترجم كل معاني ولذات ومتع الحياة بشتي أشكالها كما قال المولي عز وجل " المال والبنون زينة الحياة الدنيا" ويظهر ذلك جليا عندما يتم توظيف المال في المسار الصحيح يصنع مجد حضارات وعقول وعامل مهم في صناعة وعي وعقول الطبقات المثقفة.


تعتبر السلطة أنها الحق في اتخاذ القرارات بدون موافقة سلطة أعلى قبيل امتثال وطاعة الأشخاص الآخرين المعنيين؛ حيث تنساب السلطة من أعلى إلى أسفل، بمعنى أن من هو في مستوى الإدارة العليا لديه سلطة أكبر ممن هو مستوى إداري أقل، أي أنها تقل تدريجيا كلما اتجهنا نحو المستويات التنظيمية الوسطى في المباشرة.


حينما يلتزم الموظف بأداء المسؤوليات والواجبات التي عهدت إليه فإنه لا يستطيع القيام بذلك ولا يمكن مساءلته بدون تفويض سلطة رسمية له بقدر واجباته ومهامه. فالسلطة أساس المسؤولية وهي التي تربط أجزاء ووحدات المنظمة ببعضها البعض وتحدد العلاقات الرأسية والأفقية فيها.


وتتمثل السلطة فيما يلي:
 السلطة الرسمية = الحق في إصدار الأوامر واتخاذ القرارات.
 السلطة الفعلية = الحق في إصدار الأوامر واتخاذ القرارات. 
السلطة الفعالة = الحق × القوة + القدرة على مقاومة الضغوط الخارجية.


الصراع على المال والسلطة لا ينتهي، فالبشرية جبلت بالشر كما هو الخير يؤكده قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} كما جبلت على الطمع واللهث وراء المال كما هي القناعة والرضا.


ولكن تبقى نزعة الشر مرتفعة بمؤشرها يفسره الواقع، ويبقى الطمع مستمرا، صراعات دولية، ونزاعات أخوية، يجمعها المال، تموت الشعوب وتعاني الفقر والعوز لا يهم !! عند من يبحث عن استمرارية السلطة واستقرارها تحت عباءته، يفترق الإخوة وأبناء العم وتنتهي العلاقة الأسرية الودّية التي هي الصلة بين الإنسان وربه، وتمتلئ المحاكم بالقضايا من أجل حفنة من المال، ثم يرحل أصحابها، وتبقى الأموال المتنازع عليها حبيسة البنوك لا يهم !!.


فالكارثة الكبرى اليوم التي نعيشها ليست وباء " كورونا" على الرغم من فتكه وما خلفه من كوارث بشرية واقتصادية في معظم دول العالم، إنما هو وباء السلطة ووباء جمع الغنائم ووباء الكراسي ووباء النزاعات والصراعات، فأصبح العالم في غابة بلا قوانين تحكمه البقاء للأقوى.