الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وسائل إعلام: بايدن يفكر في تمديد بقاء القوات الأمريكية بأفغانستان

صدى البلد

كشفت وسائل إعلام أمريكية، اليوم الخميس، عن تفكير إدارة الرئيس جو بايدن بإبقاء القوات الأمريكية في أفغانستان حتى نوفمبر. 

ومن ناحية أخرى، مع كل فترة رئاسية جديدة بأمريكا، تزداد الحاجة الملحة لفك ارتباط الولايات المتحدة بالشرق الأوسط، وسط خطورة التهديدات في المسارح الأخرى. 

لكن بالنسبة لكل من الرؤساء باراك أوباما ودونالد ترامب والآن جو بايدن، ظلت الحقائق الإقليمية على خلاف مع الاستراتيجية العالمية.

وحسب مقال لوكالة "بلومبرج" الأمريكية، تهدف إدارة بايدن إلى تثبيت سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ـــ إن لم يكن لتحقيق الاستقرار في المنطقة نفسها ـــ لكن حتى تتمكن من التركيز على مواجهة الصين وتحديها الذي لن ينتظر، إلا أن هناك مجموعة من القضايا الرئيسية قد تواجه الإدارة لفترة أطول وأكثر صعوبة.

ويعد قلب بايدن ليس في الشرق الأوسط، على خلاف باراك أوباما أو دونالد ترامب، حيث جادلت هذه الإدارات السابقة بشأن ضرورة تحول واشنطن التركيز بعيدًا عن تلك المنطقة لأن مستقبل السياسة العالمية سيتقرر في مكان آخر، وخاصة منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ويشارك فريق بايدن هذا الرأي - ولكن بتركيز أكبر، لأنه المستقبل الآن. 

وفي عام 2011، عالج "محور الارتكاز الآسيوي" الخاص بـ أوباما الآفاق الجادة ولكن المجردة إلى حد ما مثل عدوانية الصين. في عام 2021، هناك خطر حقيقي من نشوب حرب على تايوان، وقد يتم تحديد نتيجة التنافس بين واشنطن وبكين في العقد المقبل.

ومنذ اللحظة التي تولى بايدن فيها منصبه، أشار إلى أن الشرق الأوسط يمثل أولوية من الدرجة الثالثة، ولم يتصل بزعمائه إلا بعد التحدث إلى نظرائهم في آسيا وأوروبا.

وحسب الوكالة الأمريكية، يبدو أن هدف بايدن الاستراتيجي في المنطقة هو الحد من الضرر الذي يلحق بالمصالح الأمريكية، مع الحد من استثمارات واشنطن به.

وقد يكون من الصعب التوفيق بين هذه الأولويات خاصة بعدما شهدت إيران حملة "ضغط قصوى" من قبل ترامب، فتقوم إيران الآن بحملة ضغط خاصة بها، من خلال هجمات مليشياتها على القواعد الأمريكية في العراق والتقدم التدريجي في برنامجها النووي، وفي الوقت نفسه، فإن عملية السلام الأفغانية عالقة بين طالبان والحكومة الأفغانية.

في كل الأحوال، ورث بايدن فوضى، فتبحث إدارته حاليًا عن حلول إبداعية، مع إيران والعودة للاتفاق النووي، وأكد الرئيس الأمريكي أنه مستعد للرد على طهران حتى أثناء التفاوض معها. 

أما أفغانستان، فورث بايدن مشكلة صعبة، وهي وجود القوات الأمريكية الذي لم يكن ببساطة كافيًا لإنجاز الكثير، فضلًا عن التشكك في الموعد النهائي بسحب هذه القوات في الأول من مايو بموجب اتفاق سلام لا تحترمه طالبان بشكل كافٍ.

ويقوم بايدن بمغامرة دبلوماسية كبيرة من خلال محاولة جمع اللاعبين الداخليين والخارجيين الرئيسيين على أمل تشكيل حكومة مؤقتة وإنهاء الحرب، هذا أمر ذكي على المدى القريب، لأنه يوفر غطاءً سياسيًا ودبلوماسيًا للاحتفاظ المحتمل بالقوات الأمريكية في أفغانستان بعد الأول من مايو، بينما يخلق عاملًا مثبطًا لطالبان لتصعيد الحرب بشكل كبير أثناء بذل جهود سلام رئيسية. 

وتظهر المعاملة الصارمة مع إيران في العراق وسوريا، أنه سيكون هناك منافسة مستمرة بين واشنطن وطهران، حتى لو تم إحياء الاتفاق النووي.

وحسب الوكالة الأمريكية، فإن التحليق فوق كل هذه المشاكل هو تعقيد أخير، حيث يكون الشرق الأوسط ساحة للقوى العظمى وليس مجرد إلهاء له.

ومع زيادة دور روسيا والصين في المنطقة، تصبح الحسابات المحيطة بالتراجع الأمريكي أكثر تعقيدًا، وهذه ليست صفعة لـ بايدن، فالمشكلة الأساسية التي تواجهها واشنطن في الشرق الأوسط هي أن التراجع النسبي في أهميتها العالمية للمنطقة لم يمحُ المصالح الاقتصادية والأمنية الإقليمية لها، كما أنه لم يغير حقيقة أن أزمة الاستقرار الإقليمي التي لا تنتهي تتطلب درجة عالية نسبيًا من إدارتها اليومية من قبل واشنطن.

وبذلك يعد هذا المأزق مستمرا في القدرة السياسية للإدارة بالشرق الأوسط لثلاثة رؤساء متتاليين، وبرغم أن بايدن سيقوم بمقاربة جديدة مع المنطقة، لكن سيجد أيضًا صعوبة بالغة في الهروب منها.