الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد الغنام يكتب: واقع ملموس

صدى البلد

كثيرا ما يعد عمل الناقد من اسهل الاشياء وليس به مخاطرة لا نخاطر بشيء ونستمتع بالتحكيم. وكثيرا ما ننجذب للنقد السلبي. ما أمتع النقد السلبي لمن يكتبه ولمن يقرأه لكن الحقيقة التي يجب ان نواجهها انه وبكل المقايس احيانا نجد أن أتفه الاشياء التي ينتجها الاخرون قد تزيد اهميه عن ما نقول لكن المخاطره الوحيده التي يتعرض لها الناقد هي عندما يتحمس ويدافع عن الجديد او التغيير، فالتغير قد يحدث من حيث لا تتوقع ولكن سيواجه التغيير انتقادات كثيرة من طبقات المجتمع منهم من يقرأ النقد ويتفهمه ومنهم من لا يريد التغيير.

 
إذا تطرقنا إلي اللعبة الشعبية وهي كرة القدم نجد لها مشجعين من كل الطبقات والاعمار اذا انتصر هذا الفريق نجد نقدا بناء واشادة بالروح القتاليه وكل يتغني بمن يحب من الفريق وتري البسمه تملأ وجوههم وبرغم انهم لم يتقاضوا اجورا اذا فاز الفريق ولم يخسروا شيئا اذا انتكس فريقهم.
 

وعند انتكاسة الفريق نجد تغييرا في الانتقاد ليصبح نقدا هداما ويظهر علي وجوههم عدم الرضا ولكن في كلتا الحالتين يجب ان يكون النقد بناء فالاختلاف بين البشر امر طبيعي، فقد خلق الله الناس مختلفين"ولو شاء  ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين". 


إن من اهمية النقد البناء والاختلاف، بين اجناس البشر يكمن في التواصل، مع الاخر وهي وسيلة تكامل، ولقد خلقنا الله مختلفين لنتعارف ولنتكامل لا لنتصادم، وكل هذا يفسر لنا بأن الانسان لا يقدر علي أن يعيش  منعزلا عن الاخر وعن المجتمع، فالاختلاف بين البشر هو اختلاف بناء وليس خلافا هداما، فالاختلاف مؤشر صحه وتقدم وتغير، اما الخلاف والنقد الهدام هو مؤشر انحطاط وتخلف في المجتمع الانساني فما احوجنا في هذه الايام ان نتعلم ثقافة الاختلاف لا الخلاف، فنحن نعيش في مجتمع واحد نبني ولا نهدم نتغير ونطور وان لا نصدق ما نقرأ ولا ما نسمع بل نحكم علي ما نراه بأم أعيننا.


 فكيف تحكم على واقع بدون رأي واضح؟ كما هو الحال الان في مصر تغير في كل الاتجاهات وفي كل المجالات ونجد من ينتقد ومن يحكم علي الواقع من وجهة نظره ليبني نقدا سلبيا غير بناء لينجذب له من يسعي للخلاف لا الاختلاف وفي واقعنا هذا لا نجد نقدا بناء الا في أتفه الاشياء التي ينتجها الاخرون.


ومنذ ان بدأت مصر في التغير في ظل قيادة حكيمة وهي تتعرض للانتقادات الهدامه من الداخل والخارج، ومنذ ان بدأت مصر في التغير والاصلاح الاقتصادي وتتعرض مصر للانتقادات الهدامة من الداخل والخارج وبعد سنوات نجد التغير علي ارض الواقع ويراه العالم اجمع وفي خضم ما تشهدة الساحه الإقليميه من احداث عنف وحروب أهليه بالوكاله وانتشار العنف المسلح ولم تكن مصر خارج هذا الاطار بل كانت هدفا  لكل من تسول له نفسه ان يضع نقدا غير بناء لهدم الدوله وتأجيج الخلاف لا الاختلاف.


كثير من النقد ما نجده حلو الكلام ولكنه يحمل في طياته سما قاتلا لتشتيت الفكر وتأجيج الفوضي وزرع الشك بين الناس. فكم من عقول ونقد وكلمات بناءة اقامة اوطان وكم من افكار مأجورة ونقد هدام أباد شعوبا، كما هو الحال في الشرق الاوسط. فالحرب ليست حرب سلاح بل هي حرب افكار وعقائدـ فلنحافظ فيما بيننا علي الاختلاف لا الخلاف.