الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما تخافش من الضرائب



 
لنا صديق وكيل وزارة سابق بالضرائب ,رجل طيب كان موظفًا تقيًا فى عمله ولذا أكرمه الله بالبركة فى ذريته , عندما يسمع أحدًا منا يُحجم عن الاقدام على عمل أى مشروع خوفًا من مشاكل الضرائب , أو يذهب ليستشيره كيف يتفادى التقديرات الجزافية للضرائب , يرد عليه بجملة واحدة بنبرة حزن واضحة , أشتغل وما تخافش من الضرائب .

تذكرت صديقنا صاحب كمال الاخلاق فى عمله الوظيفى وانا أتابع بالامس  تحقيق حلم من أحلامى القديمة , ألا وهو تبسيط الاجراءات الضريبية للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر , ذلك الحلم الذى كان بعيد المنال وكتبت عنه منذ سنوات مضت فى مقالات عديدة وكتب عنه من هم أكثر منى علمًا وخبرة بمشاكل المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر فى مصر , والحمد لله جاء اليوم الذى صدرت فيه لائحة تنفيذية مبسطة تنظم أداء الضرائب بصورة مخفضة وبسيطة وسهلة على الجميع , وكفى الله مصر والمصريين شر بعض الباحثين عن تفريغ القوانين من مضمونها .

فمضمون هذا القانون الجديد للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر هو غلق باب الرعب الضريبى , الذى كان يواجه الشباب نتيجة التقديرات الجزافية والطعون والتلويح بالتهرب الضريبى وخراب البيوت , الى آخر المآسى التى تزخر بها المحاكم والقضايا فى مصرنا الحبيبة منذ عشرات السنين , وجاء اليوم الذى يعرف فيه الشاب صاحب المشروع الصغير أو المتناهى الصغر المبلغ الضريبى الذى سوف يدفعه من قبل ان يبدأ نشاطه الصناعى أو التجارى أو الخدمى .

ذلك لأن القانون حدد مبلغ الف جنيه فقط ضريبة ثابته قطعية اذا لم يتجاوز دخل المشروع ربع مليون جنيه , ومبلغ ثابت قدره الفان وخمسمائة جنيه اذا لم يتجاوز دخل المشروع نصف مليون جنيه , وواحد فى المائة من الايرادات اذا بلغت الايرادات ثلاثة ملايين جنيه ولم تتجاوز العشرة مليون جنيه , بالاضافة الى الى عدم مطالبة الشاب صاحب المشروع بما يثبت المشتريات أو المبيعات أو أمساك دفاتر منتظمة , بالبلدى , حققنا لك أحلامك وأغلقنا لك باب مشاكل الضرائب ووفرنا لك أتعاب الطعون والقضايا والتعطيل وفتحنا لك باب العمل فى آمان من مشاكل الضرائب أو أغلقنا باب مشاكلك مع الضرائب فأعمل فى آمان منها .

والآمان الذى وفرته الحكومة للشباب من متاعب الضرائب يجعلنى أطالب بتحقيق حلمى القديم وحلم كل أصحاب المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر , بمنح كل صاحب مشروع منهم رخصة مؤقته لمدة خمس سنوات بمجرد حصوله على بطاقة ضريبية , فاذا كان ما يهم الدولة فى المقام الاول هو أن يدفع المواطن حق المجتمع عليه بسهولة ويسر للجميع , فمن حق المواطن أيضًا ان يدفع حق الدولة وهو آمن من تفتيش المحليات والتأمينات والتموين والصحة ومكتب العمل والمسطحات المائية والبيئة والدفاع المدنى والمصنفات الفنية وغيرها من الجهات الرقابية التى أعجز عن حصرها .

لقد حققت الحكومة وعود الرئيس بتيسير حياة أصحاب المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر فى واحد من أعقد وأهم الملفات وهو ملف الضرائب , بقى ان تتخذ الحكومة قرار منح التراخيص المؤقته بنفس القوة التى أتخذت بها قرار التيسير الضريبى على الناس , فهذا الاجراء سوف يحول مصر الى صين صناعية مصرية ووول ستريت مالية مصرية وهونج كونج وسنغافورة خدمية فى غضون شهور معدودة , فنحن نمتلك الشاب المبدع الذى ينتظر ان نفتح له آفاق العمل الخاص لينطلق بسرعة البرق , وساعتها لن ينتظر أحد وظيفة من أحد , بل سيبحث الناس عن عمالة تساعدهم فى أعمالهم , وستعود اعلانات الصحف تمتلىئ بطلب الموظفين والعمال من شتى التخصصات.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط