الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف تتعامل دار الإفتاء مع هجوم المتشددين على فتاويها؟.. المفتي يرد

مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية

رد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، على الجدل غير المبرر الذي يصدره أتباع الفكر المتشدد بشأن الفتاوى التي تصدرها دار الإفتاء، وكيف تتعامل الدار مع هذا الهجوم؟

 

وقال المفتي، في حواره لصدى البلد، إن دأب أصحاب الفكر المتشدد يعتمد دائما على إثارة الجدل بلا مبرر، منوها بأنهم يظنون أنهم يحتكرون الحق، مع أن الخلافات الفقهية موجودة، والقاعدة تقول: "إنما ينكر المتفق عليه، ولا ينكر المختلف فيه"، وهو مبدأ أصيل عمل به جميع العلماء المجتهدين.

وتابع مفتي الجمهورية: لم ينكر الإمام الشافعي على الإمام أبو حنيفة، ولم ينكر الإمام أحمد على الإمام الشافعي أو أبو حنيفة، بل كانوا يحترمون الاختلاف والاجتهاد المعتبر، وخلاصة الأمر أن "من كثر علمه قل إنكاره".

 

منهج النبي في التعامل مع غير المسلمين؟

وأشار مفتي الجمهورية، إلى أن رحمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم تقتصر على المسلمين فحسب، بل شملت أيضًا غيرهم؛ فقد احترم صلى الله عليه وسلم وجودهم، وعاهدهم وساكنهم وعاملهم بالبيع والشراء وسائر أنواع التصرفات وعاش معهم حياة اجتماعية قويمة قوامها مراعاة حقوقهم العامة التي قرر فيها أنَّ لهم ما للمسلم وعليهم ما على المسلم.



كما اقتصر في حروبه معهم على دفع العدوان وإقرار مظاهر الحرية والسلام والاستقرار دون تعدٍّ أو انتقام، بل كان شأنه صلى الله عليه وسلم الدعاء لخاصتهم ولعامتهم بالهداية، وفي ذلك يقول: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً» "صحيح مسلم"، ويقول أيضًا: «أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا».

 


والنبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بالبر وحسن المعاملة والرحمة مع من سالمنا من غير المسلمين؛ فقال سبحانه: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]، فالآية تقرر مبدأ التعايش، وتبين أن صلة غير المسلمين، وبِرَّهم، والإحسان إليهم، من الأمور المستحبة شرعًا.