الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المعركة المعجزة

الذكرى 33 لتحرير جزيرة الفاو| كيف نجح الجيش العراقي في دحر إيران

أرشيفية
أرشيفية

تمر علينا اليوم الذكرى الـ 33 لبدء معارك تحرير شبه جزيرة الفاو وتطهيرها من القوات الإيرانية بهجوم من القوات العراقية خلال حرب الخليج الأولى عام 1988، بعد احتلال طهران لها عامين.


عمليات عسكرية شبيهة بعمليات أكتوبر 1973


كانت العمليات العسكرية التي نفذتها القوات العراقية شبيهة جدا بالعمليات التي نفذتها القوات المسلحة المصرية خلال حرب أكتوبر، ويرجع بعض المحللين العسكريين ذلك بسبب استعانة العراق بمصر في التخطيط للحرب، وبرزت أوجه التشابه بين الخطتين في اختيار موعد القتال في شهر رمضان فكانت حرب تحرير الفاو في الأول من رمضان، والحرب المصرية الإسرائيلية في العاشر من رمضان.


كما تشابهت الخطتان أيضا في ترتيب العمليات ودفع الجهود الرئيسة والفرعية وتقسيمها خلال سير المعركة، وبدأت الحربان بعملية القصف الجوي و التمهيد النيراني ثم عبور قوات المشاة عبر القوارب تحت غطاء القصف، ثم إشراك الدبابات والأسلحة الثقيلة.


الساعات الأولى من الحرب


في ليلة يوم 17 أبريل 1988 حضر صدام حسين القائد العام للقوات المسلحة العراقية لمقر قوات الحرس الجمهوري، وأعطى أوامره ببدء القتال تمام الساعة الرابعة والنصف مع أول ضوء، كانت حوالي أكثر من ألف دانة مدفع عراقية تقوم بعملية التمهيد النيراني والقصف المركز، لتمهيد أرض المعركة لدخول المشاة والأسلحة الثقيلة.


وفي الساعة السادسة صباحا، شاركت الدبابات العراقية في تدمير النقاط الحصينة الأمامية، وفي الساعة السادسة والنصف انطلقت قطعات الصولة لكسر الحاجز النفسي، وحاجز منظومة الموانع، وفي الثانية عشرة ظهرا نجحت كتيبة دبابات الفارس التابعة للواء المدرع 17 حرس جمهوري فى احتلال مدينة الفاو ورفعت العلم العراقي عليها.


مع التفوق الساحق للقوات العراقية وخاصة قوات الحرس الجمهوري التي حققت تقدما سريعا في سير المعركة، اضطرت القيادة الايرانية للقبول بوقف إطلاق النار، بسبب كثرة الخسائر وإخلال التوازن الاستراتيجي لقواتها الذي تسببت به القوات العراقية.


الموقف المصري المساند للعراق رغم المقاطعة العربية


كان قائد الجيش المصري في هذا التوقيت هو المشير عبدالحليم أبوغزالة، وكان داعما كبيرا للعراق في حربها ضد إيران، فقد قدمت القوات المسلحة المصرية بعض المساعدات للجيش العراقي لإتمام مهمته على أكمل وجه، وأكد أبوغزالة للصحف العالمية وقتها بكل حسم على أن مصر لن تسمح بهزيمة العراق، وستدعمها حتى النصر.


كما وأعلن كثير من المراقبين والمحللين العسكريين أن بغداد تلقت نصائح خارجية مؤثرة في التخطيط للعملية العسكرية والإعداد لها، وذكر المشير أبو غزالة في كتابه الحرب الايرانية العراقية ان المساندات المصرية خلال حرب الخليج الأولى تمثلت في مصر إرسال حوالي 2600 مقاتل من سلاح الصاعقة، بالإضافة إلى صواريخ سكود بي أو صواريخ صقر، كما ونقلت مصر تكتيكات العبور والمناورة الخاصة بحرب أكتوبر مما ساعد في تحرير البصرة، واخيرا وضع خطة تحرير الفاو بالتعاون مع القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية.


من ناحية أخري أكد عمرو موسي، وزير الخارجية وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، خلال مذكراته أن مصر دعمت العراق بشكل صريح في حربه ضد ايران، وقدمت الدعم المادي والعسكري له، مما كان له أثره في مسار الحرب، وكان أحد المحددات الرئيسية للعَلاقة بين القاهرة وطهران في تلك الفترة وما بعدها، موضحا أن القرار المصري اتفق مع نظيره العربي في تلك الفترة بسبب مخاوف الأمة العربية من الثورة الايرانية بسبب أهدافها فى نشر الفوضى وتهديد الأمن العربي.