جمال قرين يكتب : من سوهاج إلى طوخ

يقينى أن حادث القطار المتجه إلى المنصورة لن يكون الأخير وإن كنت أتمنى عكس ذلك لأن بصراحة وضع السكة الحديد أصبح محيرا رغم الخطوات الكبيرة فى محاولة إصلاح هذا المرفق الذى تعرض لإهمال وفساد متعمد طيلة ال 5عقود الماضية دون أن تفكر أى حكومات سابقة فى انتشاله من هذا الوضع الكارثى الذى تسبب فى إزهاق مئات الأرواح من المصريين الغلابة ..
وفى تقديرى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى نجح فى اقتحام عش الدبابير المعروف بالسكة الحديد وأسند مهمة إصلاحه لرجل يعترف الجميع بكفاءته وإدارته الرشيدة من خلال عمله بالقوات المسلحة والمشروعات التى تم تنفيذها تحت قيادته وهو الفريق كامل الوزير لكن الرجل لم يمض على توليه وزارة النقل عامين ومطلوب منه أن يصلح ما أفسدته حكومات سابقة ظلت تتفرج على سقوط هذا الكيان دون أن تحرك ساكنا .. 
ليس معنى كلامى أننى أبرر وقوع مثل هذه الحوادث أو راضيا عن أداء منظومة السكة الحديد و القطارات سواء بوجه بحرى أو قبلى ولابد من محاسبة المقصرين بتوقيع أقسى عقوبة عليهم لأنهم تسببوا فى إزهاق عشرات الأرواح البريئة سواء فى سوهاج أو القليوبية ولست أيضا من أنصار إقالة الفريق كامل الوزير على الاطلاق لأن موضوع الاصلاح لن يتم فى يوم وليلة ومحتاج لوقت أطول وامكانيات ضخمة ومن المهم استمرار هذا الرجل فى موقعه حتى يستكمل عملية الاصلاح لأنه تسلم مرفقا عبارة عن خرابة ..
كما أننى لست من أنصار نظرية المؤامرة التى يحاول البعض ترويجها من أن الجماعة الارهابية وراء هذا العمل التخريبى وإن كنت لا أستبعد ذلك وتاريخهم الدموى معروف وبتعليمات واضحة من ملهمهم سيد قطب صاحب هذه الأفكار الجهنمية ..
لكن اليقظة مطلوبة من كل اجهزة الدولة لوقف مثل هذه المؤامرات ووضعها فى حجمها الطبيعى لأنه مش معقول كل حادثة ننسبها الى جماعة الاخوان الارهابية وكأن السكة الحديد زى الفل ولايوجد بها أى مشكلات ..
مطلوب إذن اليقظة أولا من المسئولين بالسكة الحديد وشرطتها وأهمية مراقبة كل فرد وألاتترك الأمور هكذا والا شكلنا أمام العالم اننا دولة ضعيفة غير قادرة على ادارة مؤسساتها الى جانب الاستمرار بمعدلات أسرع فى عملية التطوير والتحديث حتى ننهى تماما على مثل هذه الحوادث التى تخصم من رصيد مصر حتى ولو تطلب الامر وقف سير القطارات بحرى وقبلى الى أجل مسمى حتى ننتهى تماما من إصلاح هذا المرفق الخرب.