الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد عبدالله يكتب: الذكاء الاصطناعي بين الواقع ولغز المستقبل «2»

صدى البلد

 
واستكمالا لما بدأناه فى الجزء الأول من سلسلة المقالات حول الذكاء الاصطناعي، وقد أردفنا سابقًا بأن علم الذكاء الاصطناعي هو علم تعدديMulti-disciplinary approach  يشارك فيه علماء الحاسوب، والرياضيات، وبحوث العمليات، والطبيعة، وعلم النفس، والمنطق، وعلوم اللغويات، وإضافة لهذا فهو علم متشعب يحوي الكثير من العلوم الفرعية المنبثقة عن الذكاء الاصطناعي؛ منها: علم الأنظمة الخبيرة Expert system  ، وعلم تنقيب البيانات Data Mining  ، وعلوم الشبكات العصبية Neural Networks   وما بها من تحليل للمشكلات وتقيمها ودورها فى دعم اتخاذ القرار، وعلوم تحليل البيانات الذى يحظى اهتماما بالغا من قبل الباحثين وهو علم يختص بمعرفة السلوك العام والاتجاه الخاص بسلوك البشر، وربما يظهر هذا جليا فى الحملات الإعلانية التى تعتمد بشكل كبير على هذا النوع من العلوم الخاصة بتحليل البيانات لمعرفة هوايات وتفضيلات المستهلك، وتبدأ فى شن حملات إعلانية تستهدف إشباع رغبات المستهلك النهائي وتبسيط الأمور، فعلى سبيل المثال لو لاحظنا  شخصا يهتم بالبحث عن أخبار السيارت تجد دائما الإعلانات الموجهة له تتجه نحو السيارات وأنواعها وما يرتبط بها من أخبار وسوف نتطرق إلى هذا الموضوع لاحقا عندما نتطرق للحديث عن العلوم المنبثقة عن الذكاء الاصطناعي كل علم على حدة.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، بل ويشغل بال كل المهتمين بعلوم الذكاء الاصطناعي؛ وهو هل سيحل هذا الذكاء الآلى مكان الذكاء البيولوجي الطبيعي، وهل هذا الذكاء الذي لا يعرف العاطفة ولا المشاعر سيسود العالم لنصبح كلنا دمى صناعية فى المستقبل ؟!
وللإجابة على هذا السؤال يجب علينا استدعاء اسم تكرر كثيرا فى العقد الأخير وهو أيلون ماسك الذي أزاح بيل جيتس صاحب شركة ميكروسوفت العملاقة من على عرش تكنولوجيا المعلومات، وأزاح عن كاهلنا  عبء استشراف المستقبل، وتكفل به عن الآخرين؛ فقد دشن أيلون ماسك عبر شركته العملاقة  Neuralinkشيئا جديدا، حيث أزاحت شركته الستار عن شريحة بحجم العملة المعدنية بدون أسلاك، والتي تعد  بمثابة معركة ثورية بين العقل والآلة والتي يمكن أن تطمس الخطوط الفاصلة بين الإنسانية والتكنولوجيا، حيث تثبت هذه الشريحة تحت جلد فروة الرأس؛ لتقوم بعمل الدمج بين العقل الاصطناعي وما به من دقة متناهية، وبين العقل البشرى وما يحويه من عواطف ومشاعر توجه هذا الذكاء نحو الاستخدام الخلاق المبدع وسوف تتوافق هذه الشريحة الذكية Smart SIM مع المشروع المرتقب الذي سيغير وجهة البشرية وهو مشروع الإنترنت الفضائي الذي سيجعل الإنترنت فى أحراش غابات الأمازون وفي صحاري أفريقيا عبر مجموعة كبيرة من الأقمار الصناعية ذات الارتفاع المنخفض  مستغلا صورايخ شركته space x   فى إرسالها إلى الفضاء عدة مرات والعودة سالمة دون أن تنفجر كما كان يحدث لسابقيها فى الماضي، و قد تم تدشين المشروع فى ست دول حتى الآن، وسنفرد مقالا كاملا عن هذا الموضوع .
وتبقى كلمة أود أن أذكرها وهي أن الذكاء الاصطناعي لابد أن يتكامل مع الذكاء الطبيعى؛ ليخلقا معا مزيجا من الذكاء المتكامل، وسنواصل فى حديثنا المقبل ماهي النظم الخبيرة وما دورها؟