الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل ستشهد غزة سلاما دائما في المستقبل؟.. مخاوف من عودة التصعيد بسبب الاعتداءات الإسرائيلية في القدس وتهجير أهالي الشيخ جراح.. وخبراء: الضغط الدولي على الاحتلال هو الحل

صدى البلد

فورين بوليسي:
- غزة لن تشهد سلامًا في القريب العاجل.. والعنف يتأجج مع الوقت 
- عباس ألغى الانتخابات العامة لرفض إسرائيل السماح بإجراءها في القدس
- خبراء يؤكدون: الضغط الدولي على إسرائيل هو الحل لتمهيد الطريق لتسوية القضية الفلسطينية


رغم مرور 3 أيام على سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد 11 يومًا من التصعيد العنيف بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، لا تزال هناك مخاوف شديدة من شبح التصعيد المسلح داخل الأراضي الفلسطينية، وهو ما يهدد مسألة المصالحة برمتها، وبالتالي تسوية القضية الفلسطينية.

 

وكشفت مجلة "فورين بوليسي" في تقرير نشرته، أمس، أن الاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني رفعت من حالة الانتفاضة سواء في القدس أو في رام الله، أو حتى في مدينة حيفا المحتلة، وصولاً إلى لبنان والأردن، وهو الأمر الذي يجعل من فكرة المصالحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين أمرًا بعيد المنال.

 

وقال التقرير إنه وعلى الرغم من أن دولاً شتى رحبت بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلا أن الأمن الإسرائيلي استمر في اقتحام المسجد الأقصى في القدس المحتل، ومارس عنفًا شديدًا على الفلسطينيين واشتبك معهم، وهي نفس الممارسات التي جعلت حركة حماس تطلق الصواريخ داخل المستوطنات الإسرائيلية لمدة 11 يومًا.

 

وأضاف "لا تزال تلوح في الأفق مسألة طرد عدد من العائلات من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، وهي الخطوة الإسرائيلية التي أشعلت الموقف في بادئ الأمر مع إرجاء المحكمة إصدار قرارها في القضية إلى الشهر المقبل فقط".

 

وقبل ساعات من سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، سار الآلاف في شوارع أم الفحم في جنازة محمد كيوان، الفتى إبن الـ17 الذي قتل بإطلاق الرصاص على رأسه عندما كان جالسًا في سيارة مع أصدقائه خلال احتجاجات الأسبوع الماضي، من قبل الشرطة السرية الإسرائيلية.

 

ورفع آلاف المشيعيين العلم الفلسطيني. وقبل الجنازة، انتشرت الشرطة الإسرائيلية حول أم الفحم، مما جعل هذه المدينة، التي لا تبعد كثيراً عن حيفا، تبدو وكأنها منطقة من مناطق الضفة الغربية المحتلة.

 

أما بالنسبة لما يربوا على مليوني عربي من مواطني إسرائيل-يقول التقرير-على غرار هؤلاء الذين يعيشون في أم الفحم، فإنهم يعانون من معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية، وقد تفاقمت هذه المعاملة أكثر من أي يومٍ مضى.

 

وفي الأيام الـ11 الأخيرة، شهدت المدن المختلطة في إسرائيل صدامات غير مسبوقة بين اليهود والعرب الإسرائيليين، فضلاً عن أعمال شغب وفوضى وإحراق للمحال التجارية ومقتل كيوان وفلسطينيين آخرين وكذلك يهود إسرائيليين. وتم إحراق مساجد وكنس وانتشرت الكراهية على وسائل التواصل الإجتماعي.

 

ونقل التقرير عن أحد الباحثين قوله إن "القضايا ذاتها التي أدت إلى الاحتجاجات والصدامات في القدس الشرقية، وداخل إسرائيل، وغزة ستستمر في التفاعل...والجولة الثانية ستكون مسألة وقت، لأنه لا يمكنك أن تتوقع من الناس الذين يتعرضون للقمع، البقاء صامتين".

 

ورأى الباحث أن المطلوب حاليًا هو ممارسة ضغط دولي على إسرائيل كي تمتثل للقوانين الدولية وتمنح المساواة للفلسطينيين. لكن فلسطينيين آخرين، يبدو أنهم قد تخلوا عن عقود من الجهود الفاشلة والمؤسسات الدولية التي تقف وراءها.

ولفت التقرير إلى وجود حالة من اليأس يتم التعبير عنهما بصوت أعلى وأقوى من قبل شبان فلسطينيين في المخيمات الفلسطينية، وفي شوارع المدن المختلطة داخل إسرائيل، وفي الضفة الغربية، التي توجد فيها السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس التي انتخبت آخر مرة في عام 2005، لولاية من أربعة أعوام، لكنها لا تزال في السلطة حتى اليوم.

 

وأشار التقرير إلى أن الرئيس الفلسطيني ألغى انتخابات كانت مقررة هذه السنة، ولذلك لرفض إسرائيل السماح بإجراء الانتخابات في القدس الشرقية. وهذا يعني أن الفلسطينيين لم تتح لهم الفرصة في الأعوام العشرين المنصرمة لاختيار قياداتهم.

 

وبالنسبة إلى كثيرين من الفلسطينيين، فإنهم كانوا ينظرون إلى اندلاع العنف والإحباط وكأنه انتصار للوحدة وليس لمقاتلي غزة. وبعدما تصاعد القتال الأسبوع الماضي، تم توزيع بيان على الإنترنت يدعو إلى "انتفاضة موحدة"، للفلسطينيين، من غزة إلى الضفة الغربية والقدس وملايين اللاجئين في الشتات.