الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإذاعة المصرية تاريخ من التألق|ماهر عبد العزيز: كانت منارة للتثقيف وتنوير العقول

الإذاعي المخضرم ماهر
الإذاعي المخضرم ماهر عبد العزيز

قال الإذاعي المخضرم ماهر عبد العزيز، مدير راديو مصر سابقًا، إن  الإذاعة المصرية كانت بدايتها في شكل إذاعات أهلية يملكها أفراد وتعتمد في تمويلها على الإعلانات، ثم تحولت إلى إذاعة حكومية واعتمدت على تثقيف الناس وتنوير عقولهم.

وأوضح عبد العزيز في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الإذاعة في الوقت الراهن اختلفت كثيرا عن الإذاعة قديما، ففي الوقت الراهن أصبحت الإذاعة المصرية "ترفيهية فقط"، ولم يمر عليا برنامج يقدم معلومة جديدة أو يعتمد على التثقيف، متسائلا: "أين لغتنا الجميلة التي تبني ثقافة؟، فعندما بدأت الإذاعة اعتمدت أولاً على ثقافة جميع الشعب".

وأضاف رئيس راديو النيل، أن الإذاعة المصرية والمنطقة العربية وشعوب كاملة بنت ثقافتها على "هنا القاهرة وصوت العرب"، معقبا "فالآن الإذاعة ترفيهية وتجنبت الثقافة التي كان أسسها".

وتابع "برغم التطور الكبير في التليفزيون والموبايل والإنترنت ما زالت الإذاعة محتفظة بجمهورها ومكناتها الكبيرة لأنها الوسيلة الأسهل والأمن والأسرع للمستمع".

ولفت "من أشهر الإذاعات المفضلة، إذاعة برنامج العام، وهنا القاهرة، والشباب والرياضة، والإذاعات المصرية الموجهة بكل اللغات إلى دول العالم، وصوت العرب، حيث استطاع الراحل العظيم (أحمد سعيد) أن يضع صوت العرب على خريطة الإذاعات "العالمية".

واختتم "رسالتي لكل إذاعي في عيد الإذاعة المصرية هي: كل عام وانتم طيبين، اشتغل، اجتهد، ابتكر، اعرف دائما إنه يوجد مواطن يستمع للإذاعة، وأنت الوسيلة التي توصل إليه معلومة وتجعله سعيدا".

الإذاعة المصرية تاريخ من التألق

عرفت مصر الإذاعة في مرحلة مبكرة عن باقي الإذاعات العربية، فقد كان أول ظهور لها عام 1925 أي بعد ظهور أول محطة إذاعية في العالم بـ5  سنوات، وكانت بدايتها في شكل إذاعات أهلية يملكها أفراد وتعتمد في تمويلها على الإعلانات ومن بين الإذاعات في ذلك الوقت راديو فاروق، فؤاد، فوزية، سابو، محطة مصر الجديدة، وفيولا.

وفي بداية مايو 1926وبعد تزايد التجاوزات الأخلاقية والأمنية صدر المرسوم الملكي الذي حدد ضوابط وشروط العمل الإذاعي ومنها الحصول على ترخيص وفى 29 مايو 1934، تم إيقاف جميع الإذاعات الأهلية وتم التعاقد مع شركة ماركوني على إنشاء الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية.

وقضى العقد المبرم بين الجانبين أن تكون الحكومة هي المحتكرة للإذاعة وأن الشركة موكلة من الحكومة في إدارتها وإنشاء برامجها لمدة عشر سنوات قابلة للتجديد، وأنه في مقابل الإدارة تتلقى الشركة حصة من حصيلة رخص أجهزة الاستقبال، قدرها 60%، وإنشاء لجنه عليا للإشراف على البرامج، تتكون من 5 أعضاء 3 منهم تعينهم الحكومة وعضوان تعينهما الشركة،

وكان أول رئيس لهذه اللجنة العليا هو الجراح المصري الشهير وعميد كلية الطب وقتها ورئيس الجامعة المصرية لاحقا الدكتور علي باشا إبراهيم، وكان العضو الثاني في اللجنة هو حافظ عفيفي باشا والعضو الثالث حسن فهمي رفعت باشا، وفي 31 مايو 1934، بدأ بث الإذاعة.

 واستمر إرسال اليوم الأول 6 ساعات، وكانت أول الأسماء التي شاركت بهذا اليوم أم كلثوم وعبد الوهاب والشاعر علي الجارم وصالح عبدالحي والمونولوجست محمد عبد القدوس والموسيقيان مدحت عاصم وسامي الشوا، وفي الساعة 6.45 مساء انطلق صوت المذيع أحمد سالم مفتتحا البث الإذاعي وهو يقول هنا القاهرة سيداتي وسادتي أولى سهرات الإذاعة المصرية في أول يوم من عمرها تحييها الآنسة أم كلثوم.

وكان القارئ محمد رفعت هو صاحب التلاوة الأولى في هذه الإذاعة الوليدة "الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية" ومع أحمد سالم، كان من أوائل المذيعين محمد فتحي الذي عرف بلقب كروان الإذاعة، ثم انتهى عقد شركه ماركوني مع الحكومة المصرية في 30 من مايو 1944 وفى 1947 تم تمصير الإذاعة.