الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ارحموا النساء من نغمة الحريات!

                
لماذا يصر البعض على كسر فرحتنا نحن النساء بكل إنجاز حققناه،.. وكأن وصولنا لأي حلم كان يوماً ما من قبل المحال شوكة تقف في حنجرة كل من يتغنى كذباً بدفاعه عن الحريات!،.. أقول هذا الكلام بمناسبة الهوجة "الفيسبوكية" المثارة منذ أيام على خبر ليس له أساس من الصحة... 
ففي الوقت الذي نحتفل فيه بنجاح جديد يضاف لمسيرة المرأة المصرية ألا وهو تعينها في النيابة العامة ومجلس الدولة بدءاً من شهر أكتوبر القادم، ما يعني مساواتها الكاملة مع الرجل في كافة الوظائف القضائية.. فوجئنا بحملة على مواقع التواصل الاجتماعي تتنافى تماماً مع العصر الذهبي الذي ننعم فيه بمكتسبات ونجاحات لا تعد ولا تحصى.. 
فقد باغتتنا صفحات الفيسبوك بخبر لا محل له من الأعراب عن دعوى قضائية بشأن طلب إلغاء قرار بمنع النساء المصريات والخليجيات اللواتي تقل أعمارهن عن 40عام من الإقامة في الفنادق دون محرم!.. والغريب أن بعض رواده بسوء أو حسن نية تناقلوا المنشور وعلقوا عليه دون أن يكلف أحدهم نفسه بالتحقق من مدى مصداقيته.. فهذا يطالب بتدخل وزير السياحة، وتلك تستنجد بالمجلس القومي للمرأة.. ولو سألت أحدهم هل جربت الاتصال هاتفياً بأي فندق للتأكد من حقيقة الخبر قبل أن تتراقص وتهلل مع ناشره غير المعروف نواياه، أو حتى تعلم بماهية تفاصيل الدعوى القضائية الخاصة بهذا الخبر؟!.. تنصل من الإجابة ولف ودار حول ما قرأه في عالم افتراضي مليء بالشائعات!..
ورغم أن الحكاية حسمت بنفي مصدر أمني لما جاء في الدعوى القضائية جملة وتفصيلاً.. مؤكداً على عدم وجود ثمة تعليمات أو قرارات للفنادق والمنشات السياحية في هذا الشأن إلا أن هناك سؤال لازال يحيرني.. كيف لرجل وامرأة على قدر من التعليم أن يتناقل مثل هذا الخبر أو حتى يناقشه دون الإلمام بتفاصيله؟!.. فلو تعب احدهم نفسه وأجرى بحث على "جوجل" عن موضوع الدعوى القضائية لوجد أنها خاصة "بالبنسيونات" وفنادق النجمة الواحدة!،.. وإذا فرضنا جدلاً أن هناك قليل من الصحة، فكل من يتردد على فندق يعلم تماماً أن النساء المصريات والخليجيات اللواتي اعتدن على التنقل والسفر بمفردهن من مستوى مادي واجتماعي لا يسمح لهن بالإقامة إلا في الفنادق ذات ال5 أو أل4 نجوم.. أما لو تكلمنا عن نساء المحافظات اللاتي يتنقلن لظروف عملهن فعادة ما توفر لهن جهة العمل مكان أمن للإقامة.. يعني بمعنى أدق تلك الدعوى لا تمس حقوق المرأة عن قريب أو بعيد..
المرأة يا سادة تعيش عصرها الذهبي الآن، فنحن نشغل 30% من مقاعد البرلمان، و10% من مقاعد مجلس الشيوخ، فضلاً عن 8 وزيرات، ومستشارة للأمن القومي، ومحافظة ونائبات محافظ.. ويكفينا فخراً أن الرئيس عبد الفتاح السيسي  يصفنا "بالعظيمات".
أرجوكم ارحمونا من نغمة الدفاع عن الحريات، والعزف على أوتار المساواة، دعونا نسعد بما وصلنا إليه من مناصب قيادية وما حققناه من نجاحات خلال أخر 7 سنوات.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط