الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طارق الزيات في «رجل الظل» لص متميز.. يسرق منك الوقت بالانغماس في تفاصيل روايته

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

صدرت عن مؤسسة أخبار اليوم رواية «ظل رجل» للروائى الدكتور طارق الزيات، ويرى الناقد عبد النبى النديم أن الرواية وجبة دسمة.. تتميز بالغزارة فى الأحداث والشخوص والوقائع، وتنساب فى رحاب الرواية متخذا إطارا اجتماعيا من الطراز الفريد، مكتوبة بلغة راقية،  تعكس الثقافة المتعمقة للمؤلف دون مجاملة، فالغزارة فى الحكى، والأحداث الدرامية مع تصاعد الأحداث وسلاسة الانتقال بين صفحاتها، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنك أمام روائى من طراز فريد، على دراية كاملة بقوانين السرد،  يتقن بموهبته بناء الرواية، ولا يكتفى بالسخاء الشديد فى وصف المشاهد والشخوص وصناعة المشاهد، كأنك تراها مجسدة أمامك، وتتفاعل معهم, كلوحة فنية بارعة الوصف من خلال صناعة الأجواء المحيطة بهم، ليأسرك بحروفه، وإحساسه وسرده، ليحدث بداخلك ضجيجا من المشاعر.

 

بهذا العمق وهذا الإحساس تعيش معه كل هذه المشاعر ليصعب عليك النسيان،  إنها رائعة الروائى الدكتور طارق الزيات،  «ظل رجل»، الذى بدأ حياته ضابط شرطة، ثم مراقبا دوليا ببعثة الأمم المتحدة، ثم أستاذا للقانون بأكاديمية سعد عبدالله بالكويت، رواية اجتماعية، فى إطار درامى تدور الأحداث، منذ أول كلمة يطالعك بأسلوبه الشيق، الذى يجبرك على الانصياع لإرادته, من خلال تشابك الأحداث حتى النهاية.


ويضيف النديم أنه من خلال رواية «ظل رجل» ستجد أمامك لوحات من حياتك وحياة الآخرين بكل تفاصيلها، قد تكون عاصرتها أو شاركت فى أحداثها، وقد تكون الحكاية تمثلك، أو تمثل شخوصا تحيط بك، فقد أبدع الزيات فى الإبداع برسم الملامح والشخوص والاحداث، فمن خلال الرواية تجده يكتب فى خط سير واضح، له رؤية تحترم لبعض القضايا الاجتماعية التى قد تؤرق الكثير، يتكلم بصدق وجرأة عنها.

 

ويطرح وجهة نظره ونظر غيره من الرجال والنساء من خلال الحوار بين أبطال الرواية.. فـ«ظل رجل» شدنى إلى الدهشة فى البناء الدرامى من خلال خلطة آسرة من المشاعر المربكة بين شخوصها, فتنتابك مشاعر متناقضة خلال تفاعلك مع الأحداث، خوف وإعجاب ودهشة ووجع، ينفصل فيها عقلك عن العالم المحيط حتى تكتمل الوجبة بكل أحداثها بأن وضعك الزيات على خيط رفيع بين الواقع والخيال، بين تفاصيل الواقع وجزئياته الحياتية والغوص عميقا في التخيل لدرجة تجعل عقلك مأخوذا في دهشة لا تنقطع، من خلال العلاقات المتشابكة بين ابطال الرواية، دهشة تجعلك تتدخل في الحدث السردى وتعيد تشكيله وتأويله، ليقول لنا ما عجزنا عن قوله، ورسم لنا صورة جمالية من خلال عمل فنى متكامل نراه أمامنا ونغوص فى أحداثه.. لتكتشف فى النهاية أنك أمام لص متميز استطاع أن يسرق منك الوقت بالانغماس الكامل فى تفاصيل «رجل الظل».


ويؤكد الناقد الأدبى عبد النبى النديم أن راوية «رجل الظل» للدكتور طارق الزيات, تتناول من خلال أحداثها, قصة مروان الشاب المغترب العائد من كندا، بعد أن كون ثروة كبيرة، وفقد والديه فى حادث سيارة، يظل خاملاً بلا عمل لمدة عامين، تجمعه الصدفة البحتة بـ«هناء» الفتاة الواقعية ذات البشرة البيضاء جميلة فى نهاية العقد الثانى من عمرها ذات طول متوسط وجسد متناسق وعينين عسليتين وشعر كستنائى مموج أكسبتها الحياة خبرات فى التعامل مع من يحيط بها التي تعمل بمطعم وتجد فى مروان أهلا للثقة فتطلب منه أن يجد لها وظيفة أقل جهدا وذات دخل أكبر كى تستطيع أن تنفق على أمها وشقيقتها الصغيرة بعد وفاة والدها.