مسئول إيراني: التخوفات الدينية من السائح الإيراني فى مصر ليست صحيحة..وطهران مستعدة لتوفير احتياجات مصر من البترول والغاز

مسئول إيراني:
المخاطرات للاستثمار فى السوق المصرية مدروسة ومحسوبة بدقة
لا مانع ولا اشتراطات من السائح الإيرانى لزيارة مصر
مستعدون للدخول في مشروعات البتروكيماويات والطاقة الكهربائية والتى تصل إلى 500 مليون دولار
أكد رئيس المجلس التجارى الإيرانى المصرى الدكتور صباح زنكنه، احترام جميع القرارات الصادرة عن الحكومة المصرية الخاصة بعملية السياحة مع إيران وكيفية إدارتها من الجانب المصرى، مشددا على أن التخوفات من بعض الأحزاب السياسية والتيارات الدينية لا أساس لها من الصحة وهى إثارة للشارع المصرى فى اتجاهات غير إيجابية.
وشدد زنكنه، فى حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط، على احترام الشعب الإيراني للتعامل مع العالم أجمع ومع اشتراطات السياحة مع مختلف الدول وبالتالى مع مصر بصورة أكثر لأنها أقرب إليه ويرحب بها ويتطلع إليها، وإذا كان هناك توجس دينى من السائح الإيرانى فلا يوجد توجس إيرانى من زيارة المصريين لإيران وهو ما يدحض التخوف الدينى من السائح الإيرانى.
وأعرب عن رغبة إيران فى جذب السياحة المصرية إلى إيران أو من دول أخرى عن طريق مصر سواء من أفريقيا أو أوروبا والأمريكتين، والأمر فقط يحتاج إلى تنسيق لزيارة مصر وإيران فى برامج مشتركة.
وأكد أنه لا مانع ولا اشتراطات من السائح الإيرانى لزيارة مصر لأن أى شخص يقوم بالسياحة له الحرية فى تصرفه، والسائح الإيرانى يزور تركيا والصين وتايلاند وعددا من الدول الأوروبية ولا يقوم بالصلاة ليلا ونهارا ويقيم فى الفنادق المختلفة ويستمتع بجميع أنواع السياحة فيها.
واعتبر أن السياحة لن تنجح فى أى دولة إذا تم منع السائح من التحرك بحرية، والسائح يريد أن يرى مصر فى كل حضارتها وآثارها وشواطئها فى سيناء ومختلف الإمكانيات السياحية الخاصة بها، مشيرا إلى أن هناك رغبة شديدة لدى الشعب الإيرانى فى زيارة الساحل الشمالي المصرى الذى يسمع عنه ويراه فى وسائل الإعلام فقط.
وأكد أن السائح يحتاج إلى احترام وتعامل بمحبة وتواصل مع الدولة التى يذهب إليها، مشددا على أن "الشعب المصرى منه من يرفض السياحة الإيرانية وهناك من يوافق عليها وهو الأغلب، ونحترم رفض الاتجاهات التى ترفض وتتخوف من السياحة الإيرانية".
وأكد أنه سيتم تنفيذ البرامج السياحية التى تعرضها الشركات السياحية المصرية بالتزام كامل بجميع الضوابط المطروحة من الجانب المصرى.
وقال رئيس المجلس التجارى الإيرانى المصري، إن التجارة الإيرانية المصرية تتمثل فى الزراعة والمحاصيل الزراعية وتصدرها إلى مصر مثل التفاح والكيوى والكريز وبعض الياميش، فيما تستورد البرتقال وبعض المنتجات البسيطة.
وأضاف أن المجالات التجارية أوسع من هذا بكثير باعتبار أن مصر من وجهة نظر رجل الأعمال الإيرانى تعتبر بوابة أفريقيا والجسر لأوروبا، وهى تمثل لرجل الأعمال المصرى البوابة لدول آسيا الوسطى والتى تمثل حوالى 400 مليون نسمة وهى ليس لها حدود بحرية وتمر التجارة اليها عبر إيران.
وأشار إلى أن احتياجات السوقين يمكن أن يتم تأمينها من السوق الأخرى بمعنى أن يكون هناك تبادل تجارى نشط بين الدولتين، وهناك الخام الإيرانى من البترول والغاز وتم تصدير غاز سائل من إيران إلى مصر بحجم 210 ملايين برميل مؤخرا.
وقال إن هناك حاجة مصرية للبترول والغاز وهناك فائض إيرانى وهناك طلبات من القطاع الخاص المصرى بحجم 30 مليون برميل بترول فى العام التجارى الحالى 2012 - 2013، معربا عن استعداد إيران التام لتوفير جميع احتياجات مصر من البترول والغاز.
وأعرب عن استعداد بلاده للدخول فى مشروعات الطاقة والبتروكيماويات والطاقة الكهربائية والتى تصل إلى 500 مليون دولار.
وأضاف أن هناك تعاونا تجاريا بين مصر وإيران قبل ثورة يناير وما يحدث الآن هو توسع فى العلاقات التجارية بعد زيارة الرئيس مرسى إلى إيران، مشيرا إلى أن إيران ومصر فى حاجة إلى تدعيم العلاقات التجارية بين البلدين.
ولفت إلى أن هناك تعاونا بين إيران ومصر فى مجال السكك الحديدية لأن إيران تنتج القاطرات والعربات الخاصة بالقطارات منذ عدة سنوات وهناك تعاون لافت بين الجانبين نتيجة تشابة السكك الحديدية فى البلدين.
وقال رئيس المجلس التجارى الإيرانى المصرى الدكتور صباح زنكنه إن هناك اتجاها لزيادة رأسمال بنك مصر إيران نتيجة التوسع فى الاعمال الإيرانية فى مصر إلى مليار دولار وهو ما وعدت الحكومة المصرية بالموافقة عليه من خلال البنك المركزى المصري.
وأضاف أن الاستثمارات الإيرانية فى مصر قبل ثورة 25 يناير فى قطاعات الفنادق والنسيج وصناعة السيارات والنقل البحرى وكانت حجمها فى مصر مليار دولار ونسعى إلى مضاعفتها حاليا بعد الثورة والتى يتوقع أن ترتفع إلى عشرة مليارات دولار.
وشدد على رغبة رجال الأعمال الإيرانيين فى المساهمة فى الاستثمار فى المجالات الأساسية فى مصر مثل السيارات والأتوبيسات والسكك والحديدية، وبناء السفن وإنتاج سيارة مشتركة إيرانية مصرية.
واعتبر أن مجال النقل النهرى مازال متراجعا فى مصر بالنسبة للإمكانيات الكبيرة التى تمتلكها مصر، خاصة نهر النيل الذى لم يتم استغلاله بعد فى حركة النقل ويمكن لإيران أن تسهم فى تنمية هذا القطاع.
وأعرب عن استعداد إيران التام فى العمل فى محور قناة السويس إذا ما تم طرحه على رجال الأعمال، فإيران تمتلك 400 اتحاد لرجال الأعمال ولهم العديد من التخصصات وكل منهم سيتعامل فى المشروعات الخاصة بهم حسب الجدوى الاقتصادية.
وأكد رئيس المجلس التجارى الإيرانى المصرى الدكتور صباح زنكنه أن المخاطرات للاستثمار فى السوق المصرية مدروسة ومحسوبة بدقة ولا يوجد ما يجعل الجانب الإيرانى يخشى من الاستثمار فى مصر، مشددا على أن تأمين المشروعات هو التحدى الأوحد للاستثمار الإيرانى فى مصر.
وقال إن إيران تسعى إلى التعاون مع مصر فى مجال الطاقة الكهربائية الجديدة والمتجددة والطاقة الشمسية وغيرها من المجالات الكهربائية والتى يمكن أن يتم تصديرها إلى مصر لاستخدامها وتصدير الفائض منها إلى الدول المجاورة.
وأكد أن التخوفات من الاستثمار فى السوق المصرية، إلا أن الرؤية الايرانية تؤكد أن السوق المصرية سوق واعدة وتضم 90 مليون نسمة يمكن الاستثمار فيه فى العديد من المجالات.
واعتبر أن الحكومات المصرية المتعاقبة لم تخل بالتزاماتها على الإطلاق على الرغم من اختلاف التوجهات الخاصة بكل منها، وهو أمر مشجع بقوة للمستثمر الأجنبى فى مصر، مشيرا إلى أن المرحلة الحالية فى مصر مجرد مرحلة ارتباك اقتصادى.