الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد اعتذار الحريري.. ما مصير المبادرة الفرنسية في لبنان؟

بعد اعتذار الحريري..
بعد اعتذار الحريري.. ما مصير المبادرة الفرنسية في لبنان؟

دخلت الأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان، فصلا جديدا، بعد اعتذار سعد الحريري عن تشكيل الحكومة اللبنانية، لتعود البلاد مجددا إلى المربع الأول بعد نحو 9 أشهر من المفاوضات والمبادرات العالمية، فشلت في حل الأزمة.

 

منذ انفجار مرفأ بيروت في أغسطس الماضي، تولي دول العالم اهتماما بالغا إزاء الأوضاع في لبنان على رأس تلك البلدان كانت فرنسا، التي طرح رئيسها إيمانويل ماكرون مبادرة بهدف تسريع عملية تشكيل حكومة جديدة في هذا البلد.

 

وفقا لصحيفة "لاكسبرس" الفرنسية، تشير تقديرات البنك الدولي إلى أن لبنان تواجه واحدة من أسوأ 3 أزمات في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر، ورغم ذلك لم يحرك ذلك الطبقات السياسية.

 

مصير المبادرة الفرنسية

يبدو أن فرنسا غاضبة من اعتذار سعد الحريري عن تشكيل الحكومة اللبنانية، حيث أعربت عن امتعاضها من الإخفاق المروع، محملة الطبقة السياسية في لبنان مسؤولية ما حدث.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن قادة لبنان عاجزون عن إيجاد حل للأزمة التي تسببوا بها، معربا عن أسفه لاعتذار الحريري، قبل أيام من الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت.

 

في السادس من أغسطس الماضي، بعد يومين فقط من انفجار مرفأ بيروت، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، حيث قام بزيارة موقع الانفجار المروع والأحياء السكنية المتضررة.

 

ومن بيروت، أطلق ماكرون مبادرة فرنسية لإعادة إعمار البلاد، حيث اجتمع مع ممثلي القوى السياسية المختلفة وطرح عليهم مبادرة اقتصادية مالية إصلاحية لإنقاذ لبنان من الأزمة.

 

تكونت المبادرة الفرنسية من 40 بندا، لكنها اشترطت تشكيل "حكومة مهمة" بالمواصفات التي نصحت بها إدارة ماكرون، وهو ما وافق عليه الساسة في لبنان لتخرج المبادرة الفرنسية إلى النور رسميا في سبتمبر 2020.

 

وحسب الخطة، كان من المفترض أن يتم تشكيل الحكومة خلال 3 أسابيع، حيث تم تكليف السفير اللبناني لدى برلين مصطفى أديب بالمهمة، لكنه استقال بعدما واجه ضغوطا من القوى السياسية، لتبدأ رحلة سعد الحريري لتشكيل الحكومة.

 

ورغم اعتذار الحريري عن المهمة قبل يومين، أكدت وسائل إعلام لبنانية أن المبادرة الفرنسية مازالت قائمة.

 

ويواجه لبنان ضغوطا دولية، قد تنتهي بفرض عقوبات على سياسيين لبنانيين، أبرزها فرنسا التي لا تزال ترفض التسليم بالعجز والفشل في هذا البلد.

 

وتعليقا على اعتذار الحريري، قال وزير الخارجية الفرنسي  إن لبنان يشهد حالة تدمير ذاتي، والطبقة السياسية تتحمل المسؤولية.

 

وتحاول فرنسا إنقاذ ما يمكن إنقاذه من دورها ومصالحها في لبنان، ومن المقرر أن تعقد باريس مؤتمر لدعم اللبنانيين في أغسطس المقبل.

 

وخلال زيارته الأخيرة لبيروت، استعرض مستشار الرئيس الفرنسي للشأن اللبناني باتريك دوريل تداعيات اعتذار الحريري على المبادرة الفرنسية.

 

والتقى دوريل، عددا من الشخصيات اللبنانية بعد اعتذار الحريري، مؤكدا على ضرورة التعجيل في تشكيل حكومة مهمة تتولى تنفيذ الإصلاحات.

 

كما تعمل فرنسا على تكثيف اللقاءات والاتصالات مع القادة في لبنان بينهم "حزب الله" للخروج بصيغة مقبولة لتشكيل الحكومة الجديدة، حيث تحاول إعادة طرح المبادرة بطريقة أكثر تماشيا مع تطورات الأزمة الداخلية الحالية.