الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لن تصدق قصتها.. خالص مالص بالص أسلوب حياة تحول لـ مزحة

صدى البلد

الأمثال الشعبية قد تبدو مزحه لكن إذا تنبهت قليلاً لحديثنا اليومي ومعاملتنا مع بعضنا البعض، تجد أنك تستخدمها بشكل شبه دائم، فعلى الرغم من كون بعض منها غير مفهوم أو طريف إلا أنك تجد نفسك تستخدم هذا المثل في المواقف المناسبة له.

 

"خالص مالص بالص" دائما ما تُقال هذه الكلمات الثلاثة معًا على سبيل المزاح، لكن ما لا تعرفه أن لهذه الكلمات الثلاث أصل تاريخي قديم.

أصل "خالص مالص بالص"

جد اليوم هو مزاح المستقبل.. هذه الجملة حقيقية تمامًا، وهذا تحديدًا ما حدث في الكلمات الثلاث المزاحية "خالص مالص بالص"، فنحن اليوم نمزح بها في وسط الحديث، أما في العصر الفاطمي، استخدموها على نحو أخر تمامًا غير متوقع.

 

يعد الفاطميون أول من بنوا سورًا حول العاصمة في مصر الإسلامية، فكانت الفسطاط من قبلهم مدينة بلا أسوار لفترة طويلة، وكان الغرض الأساسي من بناء السور ليس الدفاع عن المدينة، ولكن إحكام السيطرة على مداخل المدينة حتى لا يدخل التجار ببضائعهم إلى أسواقها إلا بعد دفع الضريبة.

ولإحكام السيطرة وإحداث نظام ثابت كانت أبواب المدينة تفتح مع أول ضوء للفجر، وتغلق بعد المغرب يوميًا، ويظل التجار يحتشدون على الأبواب ويبيتون بجانبها ليلًا في انتظار فتح مصارعها صباحًا.

 

ومع فتح الأبواب، كان بعض التجار يدفعون الضريبة بالكامل، فيحصل على صك بأنه (خالص) الضرائب، وله أن يبيع بضاعته في أي سوق أو أي وكالة.

وبعض التجار كانوا يرى أن الضرائب المفروضة كثيرة، فكان يمنح الجنود الواقفين على البوابة لكل واحد بلاص من العسل أو المش أو ما شابه، فيسمح له الجنود بالمرور، وحين التفتيش يقولون لبعضهم البعض اتركه فهو (بالص) أي منحهم بلاصًا أو أكثر.

 

وتجار أخرون من كانت تجارته صغيرة لا تتعدى حمولة حمار أو جمل واحد، فكان يسير بها بجوار قافلة ممن دفعوا الضرائب فيعد منها ويتهرب من الضريبة، فلو رآه الجنود في شوارع المدينة يسألون: أهو (خالص)؟، أم (بالص)؟، لتأتي الإجابة من أحدهم: لا هذا ولا ذاك لعله (مالص) أي تملَّص من دفع الضرائب، فيذهبون إليه مطالبين إياه بتقديم صك الدفع، فتواردت الكلمة على لسان العامة فيما بعد خالص.. مالص.. بالص.