الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"الحركي".. خانوا وطنهم وحاربوا مع الجيش الفرنسي وتدخل ماكرون للصفح عنهم

أرشيفية - جبهة الحركي
أرشيفية - جبهة الحركي

طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الجزائر، العفو عن مقاتلي "الحركى الجزائريين"، والذين حاربوا إلى جانب صفوف الجيش الفرنسي خلال حرب التحرير الجزائرية من الاستعمار الفرنسي عام 1962.

واستقبل ماكرون حوالي 300 حركي وأحفادهم في قصر الرئاسة الفرنسي – الإليزيه – أمس الاثنين الماضي، وذلك في ظل دعوات من المنظمات التي تمثلهم برفع قيمة التعويضات المرصودة لهم والتي تبلغ 40 مليون يورو.

ويستعرض "صدى البلد"، أبرز التفاصيل والمعلومات عن الحركي ومن هم وقصتهم في الجزائر خلال السطور التالية.

الحركي هي كلمة تعني "العميل أو الخائن"، ويطلقها الجزائريون على مواطنيهم الذين حاربوا في صفوف الجيش الفرنسي ضد ثورة التحرير والتى استمرت من عام 1954 إلى 1962.

بداية الحركي

في عام 1954  انطلقت حركة انتصار الحريات التي أسسها مصالي الحاج بعد الحرب العالمية الثانية والتي تكون منها حركة التحرير الوطني، وكانت كلمة الحركي مشتقة من الحركة الوطنية، لأنها عارضت حركة التحرير فيما بعد، وأصبح اسمها "الحركي"، ويطلق على كل الذين عارضوا  جبهة التحرير الوطني.

أعمال الحركيين وخيانة فرنسا لهم

شن الحركيون الحرب على جبهة التحرير الوطني، والتي كانت في نظرهم جماعة إرهابية، وكان عددهم حوالي 200 ألف حركي حاربوا إلى جانب جيش فرنسا الاستعماري في الحرب الدموية التي دارت ما بين عامي 1954 و1962 ضد جبهة التحرير الوطني الجزائرية.

وبعد انتهاء الحرب تم تجريدهم من أسلحتهم وتركتهم فرنسا في الجزائر ليلاقوا عقوبة الخائن لوطنه.

كما واُتهمت باريس بالتخلي عن الحركى، وهو ما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف منهم على يد قوات جبهة التحرير الوطني والتي تصفهم بـ العملاء الخونة.

مصير مجهول في فرنسا

وبعد توقيع اتفاقية وقف الحرب مع الحكومة الجزائرية المؤقتة، استقبلت فرنسا حوالي 60 ألف حركي، ووضعوا في مراكز إيواء، وظروف غير ملائمة، وبلغ عددهم في فرنسا حاليا حوالي نصف مليون إنسان.

ويشكل مصير هؤلاء الجزائريين نقطة خلاف كبيرة بين فرنسا والجزائر، وذلك لحساسية القضية خاصة لأنهم قاتلوا بلادهم في صفوف الجيش الفرنسي، في حرب استمرت حوالي 7 أعوام.

كان قد اتخذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرارا أثار استياء العديد من الجزائريين في ديسمبر 2018، عندما كرم 26 حركيا ومنح 6 منهم رتبة فارس في جوقة الشرف للدولة الفرنسية، وقال وقتها إن فرنسا فشلت في القيام بواجباتها نحو الحركى، ووعد بإقامة نصب تذكاري لهم وسن تشريعا يخصهم.