13 عاما من النضال|محطات في رحلة كفاح العراق ضد بريطانيا لاسترداد الحرية

يوافق اليوم، الأحد، الذكرى 89 لاستقلال دولة العراق الشقيقة مهد الحضارات الإنسانية، الذي عاش ملحمة نضال في العصر الحديث. 

ويحتفل العراقيون اليوم، بعيدهم الوطني الذي يرتبط بإعلان استقلال البلاد عن الانتداب البريطاني ودخولها رسمياَ في عصبة الأمم المتحدة عام 1932، وأصبح  اختيار لـ 3 من أكتوبر عيدا وطنيا.

وفي السطور التالية، يستعرض موقع "صدى البلد"، أبرز المعلومات عن استقلال دولة العراق الشقيقة:

مسيرة استقلال دولة العراق كانت في القرن العشرين، حيث انطلقت مع مواجهة الانتداب البريطاني الذي بدأت فصوله ليس في نهاية الحرب العالمية الأولى، بل مع اندلاعها.

3 أكتوبر إنجازا وطنيا 

لقد كان 3 من أكتوبر إنجازا وطنيا لافتا، توج نضالات عراقية مختلفة، مسلحة وسلمية، تخللتها الكثير من الخلافات العراقية، تواصلت نحو ثلاثة عشر عاما بين عامي 1919 و 1932، وصولا إلى تحقيق مثل هذا اليوم 3 أكتوبر عام 1932، نالت دولة العراق استقلالها، بإنهاء الانتداب البريطاني عليها الذي بدأ بعد الحرب العالمية الأولى عام 1918، و انضم كعضو كامل في عصبة الأمم.

نشوب الحرب 

فبعد نشوب الحرب عام 1914 وتحالف العثمانيين مع ألمانيا ضد الحلفاء الأوروبيين بزعامة بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية، انقطعت خطوط المواصلات الاستراتيجية لبريطانيا مع مستعمراتها، وهو ما يعني انقطاع شريان الإمدادات الحيوية للحرب وإصابة الحياة العامة البريطانية بالشلل، حيث إن بريطانيا تعتمد في مواردها الأولية على الخارج.

رحلة كفاح ونضال لاسترداد الحرية 

وكان احتلال العراق من بين عدد من الأهداف التي تسعى إليها بريطانيا، وبعد إتمام احتلال العراق وضع تحت انتداب عصبة الأمم تحت الإدارة البريطانية عام 1918، ومنذ تاريخ الانتداب، حتى إعلان الاستقلال في 3 من أكتوبر 1932، خاض شعب العراق رحلة كفاح ونضال لاسترداد حريته كاملة.

نقطة تحول في تاريخ العراق.. برهم صالح: الأحد القادم عرس وطني

العراق يفتح منفذ جميمة على الحدود مع السعودية

ثورة ضد الاحتلال البريطاني

وتجلى هذا النضال الرائع في ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني وضد سياسة تهنيد العراق التي استهدفت ضمه للإمبراطورية البريطانية، وكانت الثورة من أبرز الانتفاضات التي حدثت في الوطن العربي والتي قامت بعد أن تخلت بريطانيا عن وعودها التي قطعتها للعرب، ولقد بدأت فصول الانتداب بعد بسط النفوذ البريطاني على مجمل الأراضي العراقية، وانتهت الحرب الأولى وناقشت عصبة الأمم موضوع انتدابها للعراق، فقررت أن يكون منتدبا من قبل العصبة وأن تديره مباشرة المملكة المتحدة وليست حكومة الهند الشرقية.

صك الانتداب البريطاني على العراق، ينص على أنه بناءً على المادة 132 من معاهدة الصلح، الموقع عليها في العاشر من أغسطس 1920، التي بموجبها تنازلت تركيا عن كل حقوقها وتملكها في العراق إلى الدول المتحالفة الرئيسية.

العراق دولة مستقلة

بناءً على المادة 94 من تلك المعاهدة، التي بموجبها قررت الدول الكبرى، وفقا للفقرة الرابعة من المادة 22 من الفصل الأول لعهد جمعية الأمم، بأن تعترف بالعراق دولة مستقلة، يشترط عليها قبول المشورة الإدارية والمساعدة من قبل منتدب، إلى أن تصبح قادرة على القيام بنفسها وحدها، وأن تحديد تخوم العراق سوى ما هو مقرر في المعاهدة المذكورة واختيار المنتدب، تتفق عليه الدول الرئيسية المتحالفة.

ضمت مواد الانتداب 20 بندا، أولها يقول إن للمنتدب أن يضع قانونا أساسيا للعراق، يعرض على مجلس عصبة الأمم للمصادقة، وهذا القانون يسن بمشورة الحكومة الوطنية، ويبين حقوق الأهالي الساكنين ضمن البلاد ومنافعهم، ويحتوي على مواد تسهل تدرج العراق وترقيته، كدولة مستقلة.       

قرار الانتداب من عصبة الأمم

وأكد صك الانتداب أنه يحق للمنتدب أن يحفظ قوة عسكرية في البلاد الواقعة ضمن هذا الانتداب، لأجل الدفاع عنها، وإلى أن ينفذ القانون الأساسي، ويوطد الأمن العام، له أن يؤلف جيشاً محلياً، لتأييد الأمن والدفاع عن البلاد، يجنده من الأهالي القاطنين في البلاد، ويكون هذا الجيش مسئولاً لدى الحكومة المحلية، وخاضعاً دائماً للمشارفة (للسلطة)، التي يتولاها المنتدب على هذا الجيش.

ولا يجوز للحكومة العراقية أن تستخدم هذا الجيش في سبيل آخر، غير ما ذكر سابقاً، إلا بموافقة المنتدب، ولا يحول شيء بما هو مذكور في هذه المادة ومن اشتراك الحكومة المحلية في مصرف أي جيش كان يقيمه المنتدب على العراق، ويحق للمنتدب، في كل وقت، استعمال الطرق والسكك الحديدية والمراسي في العراق، لتحريك القوات المسلحة، ونقل الوقود والأرزاق.

بعد إقرار الانتداب من قبل عصبة الأمم، لم تلتزم بريطانيا بما جاء في بنوده، فمثلا، أوكلت قادتها الميدانيين من جيش حكومة الهند البريطانية تشكيل الإدارة المدنية تحت الإدارة الظاهرية للمملكة المتحدة.

تشكيل الإدارة المدنية البريطانية في العراق

وشكلت القوات البريطانية ما سمي الإدارة المدنية البريطانية في العراق ترأسها السير بيرسي كوكس حتى مايو عام 1918 فتبعه السير أرنولد ويلسون، الذي ألغى العديد من المؤسسات الإدارية العثمانية وإنشاء محلها مؤسسات عسكرية خصصت لإدارة الشئون المدنية ووضع على رأسها ضباطا من رتب عالية لإدارتها بشكل إداري صارم، فبعد السيطرة على جنوب العراق، جلبت الإدارة المدنية عددا كبيرا من الكتبة والإداريين وأرباب الأعمال الصغيرة من الهنود.

ومارست الحكومة المؤقتة البريطانية الهندية سياسة التهنيد من خلال فرض القانون الهندي لحين صياغة الدستور العراقي بغية إلحاق العراق وضمه بالتاج البريطاني.

 ثورة العشرين العظيمة

من هنا كان انطلاق ثورة العشرين العظيمة، حيث واجه العراقيون العرب في الوسط والجنوب والأكراد في الشمال بضراوة الاحتلال البريطاني وإجراءات الأخرى للإدارة البريطانية من خلال العصيان المسلح والنشاطات السياسية المنظمة التي قادتها الجمعيات والمنتديات السرية منها القديمة التي تأسست في فترة الحكم العثماني والجديدة التي تأسست مع الاحتلال البريطاني.