الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وإنك لعلى خلق عظيم

تعلمنا من النبي (صلى الله عليه وسلم) وسنظل نتعلم
لماذا كان النبي (صلى الله عليه وسلم) أعظم معلم في التاريخ؟

تمثل الأخلاق والقيم ركنًا ركينًا في رسالة الإسلام التي جاء بها خير الأنام ومسك الختام سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، فهي المحرك للإنسان نحو الصلاح والفلاح والنجاح... ولقد أراد سبحانه الله تعالى أن يكون رسوله الأمين عليه الصلاة وأزكى السلام قدوة للعالمين؛ لذلك أعده ربه الكريم إعدادًا خاصًّا بتناسب مع عالمية الرسالة، وخاتميتها، وصلاحيتها لكل زمان ومكان... وقد مدحه ربُّه بما منحه، فقال في شأنه: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)(القلم: 4)، فهو رسول الرحمة... ورسول الإنسانية... ورسول المحبة والإخاء... رسول الخير، والرشاد، والبناء، والصلاح والإصلاح، والفلاح... رسول الحق والعدل والجمال والنظافة والنظام والحرية والمساواة،... إنه هدية الله وهدايته للعالمين.. إنه مَن تجسدت كل الكمالات البشرية في شخصه.. إنه مَن جمع كل معاني النبل والأخلاق في نفسه... إنه المربي الأعظم والمعلم الأكبر، الذي جاء بدستور دساتير التربية الرشيدة (القرآن الكريم)؟ فما الذي تعلمناه من النبي (صلى الله عليه وسلم) وسنظل نتعلم منه على مدى الأزمان؟
• تعلَّمْنَا من النبي (صلى الله عليه وسلم)، وسنظل نتعلم، أنْ نحترم أقدار الله عز وجل في الخلق والكون والحياة.
• تعلَّمْنَا من النبي العظيم، وسنظل نتعلم، أنَّ قدرَ الله لا يحكم الله، ولكنَّ اللهَ يحكمُ قدرَه، وأن نأخذ بالأسباب، ونتوكل على الله، وأنَّ نفسًا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها، وأنَّ الله تعالى تكفل بأرزاق كل مخلوق من مخلوقاته التي نعلمها والتي لا نعلما... التي نراها وتلك التي لا نراها، قال تعالى: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) (هود: 6). 
• تعلَّمْنَا من النبي الكريم، وسنظل نتعلم، الدعاءَ، وأنَّه لا يقدر على جلب النفع إلا الله، ولا يقدر على الضر إلا الله، ولا يقدر على دفع الضر إلى الله.. تعلَّمْنَا منه أن نتعلق بحبال الله، وأن نحفظ الله حتى يحفظنا الله، فعن عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) أنه ركِبَ خلفَ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) يومًا فقال له رسولُ اللهِ: (يا غلامُ إني مُعَلِّمُكَ كلماتٍ: احفظِ اللهَ يَحفظْكَ، احفظِ اللهَ تجدْهُ تُجاهَكَ، وإذا سألتَ فلتسألِ اللهَ، وإذا استعنتَ فاستعنْ باللهِ، واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبهُ اللهُ لك، ولو اجتمعوا على أن يَضروك، لم يَضروك إلا بشيٍء قد كتبهُ اللهُ عليك، رُفعتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ)(أخرجه الإمام أحمد في مسنده).
• تعلَّمْنَا من النبي (صلى الله عليه وسلم)، وسنظل نتعلم، أدبَ المعاملة والتواضع مع الناس، وأن الإسلام دين العلم والخير والعدل والرفق والتسامح والفضيلة والعمل الصالح، ودين الخلق القويم والسلوك الرشيد.
• تعلَّمْنَا من النبي (صلى الله عليه وسلم)، وسنظل نتعلم، أنَّ العبادات في الإسلام ليست شعائر تؤدى فقط، ولكنها موجهات للإنسان إلى طريق الله... وإلى طريق الإيمان.. وإلى طريق مراقبة الديان.. إلى طريق حب الخير للناس كل الناس... موجهات للإنسان إلى طريق الجنة التي أعدها الله للمتقين. فالصلاةَ معراجُ المسلم لربه، ومن ثم يجب أن تكون موجهة لنا نحو الإصلاح والصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة، وأنه رُبَّ قائم ليس له من صلاته إلا القيام والقعود، وأن مَن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فليس له صلاة. وأن الصيام يجب أن نعيشه ونعايشه ويعيش فينا، في سلوكنا وفي قلوبنا ووجداننا وفي كل جوارحنا؛ ليشعر الغني بآلام الفقير ويدفعه إلى العطاء والسخاء، ومن ثم يُكسب الشخص أخلاقًا نبيلة، ويربي الضمير في نفسه ويوقظه ليظل حيًّا يقظا في كينونته ويحقق لديه خصيصة المراقبة والإحسان وينميها على الدوام، وإلا فَرُّبَ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وما يقال عن الصلاة والصيام يقال عن سائر العبادات...
• تعلَّمْنَا من النبي (صلى الله عليه وسلم)، وسنظل نتعلم، أنَّه جاء ليتمم مكارم الأخلاق، ويرسخ حسن الخلق، وحسن المعاملة بين الناس، فلقد مرَّ (صلى الله عليه وسلم) في الأسواق ذات يوم فوجد رجلا يضع الطعام الجيد في أعلى الوعاء، ويضع الردئ في أسفله، فقال (صلى الله عليه وسلم) له: (مَن غشَّ فليسَ مِنَّا) (صحيح الترغيب) . 
• تعلَّمْنَا من النبي الكريم، وسنظل نتعلم، مكانةَ العلمِ والعلماء السامقة، وأننا يجب أن نبرع في العلم والتعلم مدى الحياة، ونسعي إليه ولو في الصين، فقال: (من سلَكَ طريقًا يَبتَغي فيهِ عِلمًا، سلَكَ اللَّهُ بِهِ طريقًا إلى الجنَّةِ، وإنَّ الملائِكَةَ لتَضعُ أجنحتَها لطالبِ العلمِ وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ لَهُ مَن في السَّمواتِ ومَن في الأرضِ حتَّى الحيتانُ في الماءِ وفضلُ العالمِ على العابدِ كفَضلِ القمرِ على سائرِ الكَواكبِ إنَّ العُلماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا دِرهمًا إنَّما ورَّثوا العِلمَ فمن أخذَ بِهِ فقد أخذَ بحظٍّ وافرٍ) (أخرجه الترمذي في سننه)، تعلَّمْنَا منه عليه السلام أن نتفكر ونتدبر ونتذكر ونتأمل في ملكوت الله، وأنَّ الله يعاتب الذين يغلقون نوافذ عقولهم وقلوبهم، بل ويجعلهم كالأنعام يقول تعالى: (... لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)(الأعراف: 179).
• تعلَّمْنَا من النبي العظيم، وسنظل نتعلم، الشورى والحرية، حرية المعتقد وحرية الفكر والرأي والتعبير، وحقوق الإنسان، وأنَّ الإسلام يقبل الآخر ويحترم الرسالات الأخرى والرسل السابقين؛ بل إنه جعل الإيمان بالرسل السابقين ركنًا من أركان الإيمان لدى المسلمين، ولا يُكره أحدًا على الدخول فيه؛ بل يدعو إليه بالعقل والمنطق، يقول تعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) (البقرة: 256). 
• تعلَّمْنَا من النبي الرحيم، وسنظل نتعلم، الرحمةَ والرفقَ بكل مفردات الطبيعة والكون من إنسان وحيوان ونبات وحتى الجماد. 
• تعلَّمْنَا منه عليه الصلاة والسلام، وسنظل نتعلم، الوسطيةَ، واحترامَ العقل والوجدان، والموازنة بين الروح والجسد، وأن نعمل للدنيا وللآخرة معا.
• تعلَّمْنَا من النبي الأمين، وسنظل نتعلم، أنَّ مَن أخذ أموالَ الناسِ يريد أداءها أدى الله عنه، ومَن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله. 
• تعلَّمْنَا من النبي (صلى الله عليه وسلم)، وسنظل نتعلم، أنَّ مَن أخذ دَيْنًا من أخيه، وهو ينوي ألا يؤديه، لقي الله يوم القيامة سارقًا. 
• تعلَّمْنَا من النبي العظيم، وسنظل نتعلم، ألا يبيع أحدُنا على بيع أخيه، وألا يخطب أحدنا على خِطبة أخيه حتى يذر.
• تعلَّمْنَا من النبي عليه الصلاة والسلام، أنَّ مَن تزوج امرأة على صداقٍ، وهو ينوي أن يأكل صداقها، لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان. 
• تعلَّمْنَا من النبي الرحيم، وسنظل نتعلم، عيادةَ المرضى وتفقد أحوالهم ورعايتهم، ومساعدة العاجز والضعيف، واتباع الجنائز، والحفاظ على الوقت، والحفاظ على أسرار الناس.
• تعلَّمْنَا من النبي،، وسنظل نتعلم، أنْ نكون صادقين وبعيدين كل البعد عن الكذب، فعن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه)  قال: قال (صلى الله عليه وسلم): (عليكم بالصِّدقِ. فإنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البرِّ. وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّةِ. وما يزالُ الرَّجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ صِدِّيقًا. وإيَّاكم والكذِبَ. فإنَّ الكذِبَ يهدي إلى الفجورِ. وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النَّارِ. وما يزالُ الرَّجلُ يكذِبُ ويتحرَّى الكذِبَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ كذَّابًا) (أخرجه الإمام مسلم في صحيحه) .
• تعلَّمْنَا من النبي الأمين، وسنظل نتعلم، أنْ نحفظ ألسنتنا، ولا نلوثها بالكلمات النابية أو الخارجة أو بالساقط من الكلام، أو التجرؤ على خلق الله، يقول أنس بن مالك (رضي الله عنه): "خدمتُ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) عشرَ سنينَ، فما قال لي أُفٍّ قطُّ، وما قال لي لشيٍء صنعتُه: لِمَ صنعتَه، ولا لشيٍء تركتُه: لِمَ تركتَه، وكان رسولُ اللهِ من أحسنِ الناسِ خُلُقًا..." (مختصر الشمائل) عشر سنين لم يصدر فيها -ولا في غيرها- كلمة أف -ولا غيرها- وهي أقل كلمات الضجر، ولا غرو في ذلك فهو المعصوم. 
• تعلَّمْنَا من النبي الكريم، وسنظل نتعلم، أنْ نُكرِم المرأةَ ونكون بها رفقاء... فهي أم وأخت وزوجة وبنت، وأن نمازح أهلنا ونتلطف بهم، ونوسع عليهم في النفقة، ونضاحكهم، ونكون رحماء بالزوجة خاصة، والنساء عامة، وتؤكد السيدة عائشة (رضي الله عنها) هذه المعاني بقولها: "ما ضرب شيئًا قط، ولا ضرب امرأة ولا خادمًا"، وكان (صلى الله عليه وسلم) يوصي بالنساء خيرا فيقول: (خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي) (صحيح ابن حبان)... لقد كان النبي زوجًا رحيمًا بكل زوجاته جابرًا بخواطرهن... غمرهم بفيض حبه وحنانه وعفى عن المسيئ منهن... وكان يقابل إساءتهن بالإحسان، ويحث أتباعه على الرفق بهم على الدوام. فقد كان في سفرٍ، وكان معه غُلامٌ له أسْوَدُ يُقالُ له "أنْجَشَةُ"، يَحْدُو –أي يسوق الإبل وينشد حثًّا لها على السير-، فقال له رسولُ اللهِ: (ويْحَكَ يا أنْجَشَةُ، روَيْدَكَ بالقَواريرِ)(أخرجه البخاري في صحيحه). إنه يعلمه ومَن يأتي بعده من الأمة الرفق بالنساء... فما أبلغ هذا التعبير النبوي الدقيق، وما أعظم هذا التوجيه العظيم!! حيث شبه النساء في رقتهن وخلقتهن بالزجاج الرقيق، في إشارة منه عليه الصلاة والسلام إلى ضرورة معاملتهن بمنتهى الرفق واللين.
• تعلَّمْنَا من النبي العظيم، وسنظل نتعلم، أنْ تكون حياتنا سهلة وميسرة ومتوازنة لا يعرف التعقيد والجمود والتشدد والتزمت، والإفراط أو التفريط سبيلا إليها؛ فديننا واضحٌ لا غموض فيه ولا لبس فيه ولا تناقض فيه، وتعاليمه سهلة ميسرة تناسب الإنسان في كل زمان وفي كل مكان، قال تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ...) (الحج: 78) . 
• تعلَّمْنَا من النبي، وسنظل نتعلم، النظافةَ والنظامَ والدقةَ والتخطيطَ وإتقانَ العملِ ومراقبةَ الله جل وعلا..، فعن السيدة عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ) (صحيح الجامع).
• تعلَّمْنَا من النبي الأمين، وسنظل نتعلم، أن نؤدي الأمانات إلى أصحابها، وأن نكون أوفياء بالوعود والعهود والعقود، وأنْ نحسن إلى مَن أحسنَ إلينا، وأنْ نقابل إساءة مَن أساء إلينا بالإحسان، وأن نبسط أيدينا ووجوهنا وقلوبنا لكل الناس. 
• تعلَّمْنَا من النبي (صلى الله عليه وسلم)، وسنظل نتعلم، أنْ نشكر الله تعالى عند النعمة، وأن يرى ربُّنا أثرَها علينا، وأن نرضى عند القضاء، ونصبر عند البلاء، ونتوب إليه ونستغفره، ونذكره آناء الليل وأطراف النهار. 
• تعلَّمْنَا من النبي (صلى الله عليه وسلم)، وسنظل نتعلم، أنَّ الغيبة والنميمة من الكبائر، وأن الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِه يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُقْتَصُّ لِهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَلِهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِذَا فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّار.
• تعلَّمْنَا من النبي العظيم، وسنظل نتعلم، حقوقَ الجار والإحسان إليه، فعن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (ما زالَ جِبريلُ يوصيني بالجَارِ، حتَّى ظنَنتُ أنَّهُ سيورِّثُهُ) (أخرجه البخاري في صحيحه).
• تعلَّمْنَا من حضرته (صلى الله عليه وسلم)، وسنظل نتعلم، أنَّ (أكثر ما يُدخلُ الناسَ الجنةَ تقوَى اللهِ وحُسْنُ الخُلُقِ، وأن أكثرُ ما يُدْخِلُ الناسَ النارَ الأَجْوَفَانِ: الفمُ والفرجُ)، وأنَّ الدنيا ستفنى، وأننا لا محالة سنموت، وأنَّ الأعمال بخواتيمها، وأنه يجب أن نحاسب أنفسَنا أولا بأول قبل أن نُحاسب في الآخرة، وأنَّ الدنيا ساعة فيجب أن نجعلها طاعة خالصة لله؛ حتى نفوز برضاه، وهكذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أعظم مربي وأكبر مُعلم، مهما تواترت السنون والدهور، ولمَ لا وهو مبعوث الله تعالى لهداية العالمين. 
 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط