EN 
ينتظر المسلمون بين العام والآخر الاحتفال بالمولد النبوي ، يعبرون فيه عن فرحتهم بالنبي الأعظم والرسول الخاتم، يشعرون فيه بالفرحة والبهجة والسرور، ولكل منهم طريقته في الاحتفال والتعبير عن حبه لرسول الله.
وفي الاحتفال بالمولد النبوي، يأخذنا الشوق إلى روحانيات الزمان، ومواكب الصوفية بالأعلام الخضراء، التي تشارك فيها الرجال والنساء والشباب والأطفال، في صفوف منتظمة ، تجمعهم محبة رسول الله.
كانت البيوت قديما، تعتبر ذكرى المولد النبوي، يوم عيد، فيتزاورون فيما بينهم، ويجتمعون عائلات وأسر في طقوس وشعائر جميلة وطيبة، وكانت حلوى المولد النبوي هي شعار الاحتفال بالمولد، علاوة على إخراج الصدقات وإقامة الولائم ومساعدة الفقراء والمحتاجين، فكلها قربات إلى الله فرحة وحبا في رسول سيد الأمة.
تاريخ مولد النبوي
في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، أو ربيع الأنور، كما يطلق عليه، يحتفل المسلمون بذكرى المولد النبوي الشريف، فالنبي الكريم ولد في يوم 20 أبريل عام 570 ميلادية ، أي بعد سيدنا المسيح عيسى ب570 عاما، ووافق هذا اليوم تقريبا طبقا للأبحاث 8 ربيع الأول الذي وافق يوم الإثنين الذي ولد فيه النبي بشكل قاطع فلم يولد في أي يوم آخر من الأسبوع.
أغلب الروايات التي انتشرت عن تاريخ يوم مولد النبي ، أنه ولد في يوم 12 من ربيع الأول ، بالرغم من أن هناك متشددون ينكرون هذا التاريخ لمولد النبي، وفي النهاية، فشهر ربيع الأول أو ربيع الأنور، فيه ولد رسول الله ، في يوم الإثنين الثاني من شهر ربيع الأول، سواء وافق اليوم الثامن أو اليوم الثاني عشر.
الاحتفال بالمولد النبوي، ليس حديث العهد، وإنما بدأ من رسول الله نفسه، فقد كان النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - يصوم يوم الإثنين من كل أسبوع، فلما سئل عن سبب صيامه، قال "ذاك يوم ولدت فيه".
تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي
حظى الفاطميون بالسبق في نشر ظاهرة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وكان الاحتفال وقتها يشتمل على صناعة الحلوى وتقديمها للناس، وكذلك توزيع الأموال على المحتاجين، وكان الجامع الأزهر وقصر الخليفة، هو مقصد المواكب المحتفلة بالمولد النبوي وفيها كان المحتلفون يحملون الأواني المحملة بالحلوى.
احتفال المماليك بالمولد النبوي
كان السلطان برقوق، في عصر المماليك، يقيم احتفالات مميزة بالمولد النبوي الشريف، فكان يكرم العلماء والفقهاء ويجلهم بشكل يليق بهم، ونظم احتفالا بالمولد النبوي أنفق عليه أموالا باهظة من طعام وشراب وتوزيع أموال على القراء والمشاركين في الاحتفال.
احتفال المولد النبوي في الدولة الأيوبية
احتفل بالمولد النبوي في الدولة الأيوبية، الملك المظفر كوكبوري، وأنفق عليه أموالا باهظة وكان يأتي إلى هذا الاحتفال الجميع من شتى البلاد ، فكانت تخرج الإبل والأغنام قبل المولد وتزف بالطبول قبل الذبح وإقامة الولائم التي يشارك فيها الجميع.
احتفال المولد النبوي في الدولة العثمانية
كانت الدولة العثمانية تحتفل بذكرى المولد النبوي، فكان الاحتفال يقام في أحد المساجد الكبرى ، يحدده السلطان العثماني، يشارك فيه رجال الدولة العثمانية بالزي التشريفي، وتتضمن الاحتفالية قراءة القرآن وتطلق حلقات الذكر والفقرات الإنشادية.
احتفال المولد النبوي إبان الحملة الفرنسية
كان الوقت حينها لا يسمح بإقامة احتفالات دينية شعبية، بسبب حالة البلاد، فأمر نابليون بونابرت بإقامة احتفالات كبرى وكلف الجيش والموسيقى العسكرية بالمشاركة في الاحتفالات وتطلق الألعاب النارية ليلا وتضاء القناديل لإضفاء الشكل الجمالي، بمناسبة المولد النبوي.
كانت شوارع القاهرة تتحول إلى أسواق وتستمر كذلك لعدة أيام في ذكرى المولد النبوي، فكان الصوفية يسيرون المواكب المحتلفة ويدقون الطبول نهارا، وينشدون بمدائح النبي ليلا.
المولد النبوي في عصر محمد علي
وفي عصر محمد علي، كانت تقام الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، وتقام لها الخيم والسرادق لاستضافة المحتلفين بالمولد ، وتستمر تلك المظاهر من بداية شهر ربيع الأول حتى اليوم الثاني عشر.
وكان الجميع يجتمع في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول، في منطقة الأزبكية وكانت تقام الفقرات الدينية طوال اليوم ويشاهدها الجمهور، كما كانت الدكاكين تملئ بالحلوى وكانت المقاهي تمتلئ بالزوار ليلا ونهارا.
احتفال المولد النبوي بعد ثورة يوليو
أقامت الطرق الصوفية سرادق كبيرة للاحتفالات بالمولد النبوي، بالإضافة إلى سرادقات الاحتفالات التي أقيمت في أماكن أخرى.
شارك في احتفالات المولد النبوي، الرئيس محمد نجيب، وتم عزف السلام الوطني وإطلاق دانات المدافع ، وكانت تلقي الخطب الدعوية والآيات القرآنية طوال اليوم.
