الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نوستالجيا... احتلت شوارع مصر لربع قرن.. فيات 128 سابقة زمانها في عالم التصميم والمحركات

فيات 128
فيات 128

تعد سيارة الفيات 128 التي غزت شوارع القاهرة في سبعينات وثمانينات وحتى تسعينات القرن الماضي من أشهر السيارات الكلاسيكية في العصر الحديث.

شكلت الفيات بتصميمها الثوري ومجموعة نقل الحركة ذات الدفع الأمامي نقطة تحول في صناعة السيارات ليس فقط على مستوى مصر بل على المستوى العالمي، وساهمت في كتابة تاريخ مصر المعاصر حتى أنها تحولت إلى سيارة كل المصريين في الربع الأخير من القرن الـ 20، وظهرت في العديد من الأعمال الفنية التي قدمت في السينما وعلى شاشات التليفزيون.

قبل سيارة الفيات 128 كانت معظم إن لم يكن كل السيارات وقتها بدفع خلفي مع وجود استثنائات قليلة لم يكتب لها النجاح خاصة وأنها أنها استخدمت تكنولوجيا معقدة وغير مرنة تتمثل في محرك مثبت بطول السيارة و Gear Box في مقدمة المحرك يحول الحركة من حركة طولية إلى حركة عرضية تغدى العجلات، حتى ظهرت الفيات على مسرح الأحداث بابتكار ثوري أثبت أنها "سابقة زمانها"، مع محرك مثبت بعرض السيارة وGear Box موجود على يسار المحرك ينتهى بمخرج يخرج منه محوري جر غير متساويين في الطول يغذيان العجلات.

لقد كانت فيات 128 من أوائل السيارات التي حصلت على محرك ذو كامة علوية SOHC في العالم وهو ما أكسبها ميزات رائعة فيما يخص صوت المحرك والسرعة القصوى، لتحصل الفيات بهذا التصميم الرائد على جائزة car of the year أو سيارة العام سنة 1970.

 بدأت الـ 128 تظهر في شوارع القاهرة بتوقيع اتفاقية النصر للسيارات مع فيات في نهاية 1971، وتم عمل حفل لبدء إنتاج السيارة تصدرته تورتة كبيرة على شكل السيارة  ولكن لم يقبل عليها المصريين آنذاك بسبب ظروف الحرب وفضلوا عليها سيارة الفولكس فاجن البيتلز في سنوات ما بين النكسة وانتصار 1973، ولكن عقب انتصار المصريين في الحرب ضد الإسرائيليين  وعودة الحياة الطبيعية للمصريين والانفتاح الاقتصادي بدأ الإقبال على الفيات 128 يتزايد ونجحت في الحصول على سمعة رائعة وحصة سوقية كبيرة بسبب هدوء محركها الذي يعود إلى التصميم ذو الكامة العلوية، كما تميزت بسرعة قصوى تصل ال 160 كيلومتر في الساعة وهي السرعة التي لم تكن معتادة من مثل هذة السيارات آنذاك، ولذلك فقد بدأ المصريون الذين نفروا منها في البداية يغيرون رأيهم ويقبلون عليها.