الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

10 سنوات فوضى دامية.. كيف نجحت مصر في إنهاء الحرب والقتال بليبيا؟

ليبيا
ليبيا

بدأت ليبيا في استعادة مكانتها وتأثيرها الإقليمية والدولية، بعد جهود استمرت 10 سنوات لإعادة الاستقرار والقضاء على الجماعات الإرهابية، بذلت مصر خلال تلك السنوات جهودا كبيرة لمساعد الأشقاء في ليبيا على عبور تلك المحنة، ففي الوقت الذي كانت تسعى بعض الدول لتحقيق مكاسب مالية واقتصادية على حساب دماء الشعب الليبي، وقف المصريون كحائط صد للدفاع على ليبيا وثرواتها ومقدراتها، والحفاظ على ليبيا لأبنائها فقط.

 

ولعل الشكل الذي ظهر عليه مؤتمر دعم استقرار ليبيا الذي عقد أمس وحضرته 30 دولة في العاصمة الليبية طرابلس، مكللا للجهود السياسية والعسكرية الأمنية التي بذلت خلال الـ 10 سنوات الماضية، ويستعرض "صدى البلد"، أبرز ما قدمته مصر لليبيا من جهود على المستويات السياسية والدبلوماسية والعسكرية حتى تعبر محنتها.

 

الدبيبة عن دور مصر

أعرب رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، عن تقديره لدور مصر وجهودها الداعمة لتحقيق استقرار ليبيا ودفع كافة مسارات التسوية السياسية وتقريب وجهات النظر بين كافة الأطراف الليبية، مثمناً الزخم الذى تشهده العلاقات بين البلدين على مختلف المستويات.

 

والتقى وزير الخارجية سامح شكري، على هامش مؤتمر دعم استقرار ليبيا، نظيرته الليبية نجلاء المنقوش، لبحث سبل التنسيق حيال دفع جهود التسوية السياسية الشاملة للأزمة الليبية، كما ناقش مع نظيره الفرنسى جان إيف لودريان، تنسيق الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة الليبية.

 

فى غضون ذلك، طالبت الأطراف المشاركة فى مؤتمر دعم ليبيا بضرورة منع التدخلات الأجنبية فى شئون ليبيا، والعمل على إجراء الانتخابات المقررة، وإتمام عملية المصالحة الوطنية.

خطوات نجاح مصر

لم يكن وقف الحرب في ليبيا بالعمل السهل، بل تطلب 10 سنوات من التفاوض وتبادل الزيارات بين فريق الدبلوماسية والاستخبارات المصري، وبين الدول الفاعلة في ليبيا، ويمكن تحديد الدور المصري دبلوماسيا وسياسيا لوقف الحرب في النقاط التالية:

  • مشاركة مصر في مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية وتأكيدها على أنه لا مصلحة لأحد في أن تتحول ليبيا إلى بلد تمزقه الصراعات وتصبح مصدرا للتهديدات الارهابية.
  • دشنت مصر مبادرة "إعلان القاهرة" كـ مبادرة ليبية – ليبية  لحل الأزمة في إطار جهود الأمم المتحدة، والتي أعادت توحيد الجسد الليبي، وكان دعو صريحة للتمسك بالحل السياسي والسلمي للأزمات ووقف العمليات العسكرية.
  • رفضت مصر مذكرة التفاهم الموقعة في اسطنبول بين فايز السراح والحكومة التركية حول التعاون الأمني والعسكري.
  • حدد الرئيس السيسي الخط الأحمر المصري وهو خط "سرت – الجفرة"، للمليشيات المسلحة داخل ليبيا والتأكيد على أن مصر لن تسمح بتجاوزه.
  • رفضت مصر التدخلات العسكرية الخارجية في ليبيا في الاجتماع التنسيقي الوزاري الذي ضم وزراء خارجية فرنسا واليونان وقبرص وإيطاليا، لبحث مجمل التطورات في المشهد الليبي، وأكدت على عدم انتهاك سيادة الأراضي الليبية.
  • تكثيف الاتصالات والاجتماعات مع الأطراف الدولية لحل الأزمة بناء على إعلان القاهرة، وحث كافة الأطراف داخل ليبيا للعودة للمسار التفاوضي وإعادة السيادة لليبين أنفسهم والتصدي لكافة أشكال التدخلات الخارجية.
  • شاركت مصر في الاجتماعات الوزارية لدول جوار ليبيا التي عقدت بالتناوب في مصر وتونس والجزائر
  • المشاركة في الاجتماع الوزاري للجنة المتابعة الدولية التي تم تكوينها بناء على مؤتمر برلين حول ليبيا.
  • أكدت مصر على ضرورة التمسك بالحل الشامل للأزمة، واضطلاع الليبيون بالدور الرئيسي، والدفع بل جنة خبراء اقتصاديين ليبيين للقيام بدورهم في الملف الاقتصادي وعملية إعادة الإعمار.
  • السعي لإتمام المصالحة بين الفرقاء الليبيين عبر عدد من الجولات واستضافة الشخصيات الليبية إتمام المصالحات على المستوى الوطني، بجانب دعم اتفاق وقف إطلاق النار الدائم في ليبيا الذي توصل إليه المسؤولون الليبيون في محادثات جنيف.
  • زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل، إلى بنغازي ولقاء قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر لدعم الحل السياسي.
  • زيارة وفد مصري  إلى العاصمة الليبية طرابلس وعقد اجتماعات مع حكومة الوفاق أكد خلالها ضرورة دعم اتفاق وقف إطلاق النار.

الملف الأمني والعسكري

إن الملف الأمني الليبي مرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن القومي المصري، لأن ليبيا دولة جوار لـ مصر، وتربط البلدان حدود طويلة وبالتالي عدم استقرار ليبيا، ومحاولة بعض الدول الداعمة للميليشيات الارهابية والمتطرفة التي تقوم بتسليح الجماعات الإرهابية المعادية لمصر هو أمر غير مقبول لذلك سعت مصر خلال السنوات الماضية لدحر الإرهاب في ليبيا والتنسيق مع الجيش الليبي أمنيا وعسكريا واستخباراتيا، التعاون في مجالات التدريب لرفع كفاءة الجيش الليبي لدحر الإرهاب.

 

تفويض ليبيا للرئيس السيسي والجيش المصري

وفي 16 يوليو 2020، أعرب مشايخ وأعيان القبائل الليبية خلال لقائهم مع الرئيس السيسي، في القاهرة، عن كامل تفويضهم للرئيس السيسي والقوات المسلحة المصرية للتدخل لحماية السيادة الليبية واتخاذ كافة الإجراءات لتأمين مصالح الأمن القومي لليبيا ومصر ومواجهة التحديات المشتركة وذلك ترسيخًا لدعوة مجلس النواب الليبي لمصر للتدخل لحماية الشعب الليبي والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي بلاده.

 

جاء لقاء الرئيس السيسي مع مشايخ وأعيان القبائل الليبية في خضم التوترات في المشهد الليبي، وألقى الرئيس السيسي كلمة قال فيها: "إن الخطوط الحمراء التي أعلناها في سيدي براني هي بالأساس دعوة للسلام وإنهاء الصراع في ليبيا، إلا أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة أية تحركات تشكل تهديدًا مباشرًا قويًا للأمن القومي ليس المصري والليبي فقط وإنما العربي والإقليمي والدولي".

 

الدعم الاقتصادي والتجاري

لم يكن الدعم العسكري والأمني، هو فقط ما قدمته مصر إلى ليبيا فقط لعبور محنتها بل أصرت القاهرة  على عودة إلي بشكل كامل إلى المربع العربي والإقليمي، لتصبح دولة قوية اقتصاديا أيضا، وظهر ذلك من خلال اتفاقيات التعاون الاقتصادي العديدة التي وقعتها حكومتي البلدين لإنعاش الاقتصاد الليبي، مثل اتفاقية التجارة المشتركة، وهناك أيضًا اللجنة العليا المصرية ـ الليبية المشتركة المعنية بتيسير التعاون الاقتصادي والتجارة وتدفق الاستثمارات بين البلدين.

 

 11 وثيقة تعاون

في 20 أبريل من العام الجاري، زار الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ليبيا على رأس وفد رفيع المستوى، مكون من 11 وزيراً وعدد من المسؤولين، استقبله عبد الحميد الدبيبة رئيس الوزراء الليبى. بحثا الجانبان التعاون الاقتصادي والسياسي وعودة العمالة والمشاركة في إعادة إعمار ليبيا.

 

وشهد الطرفان، التوقيع على 11 وثيقة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات مختلفة كالتالي:

  • مذكرة تفاهم بشأن التعاون الفني في مجال المواصلات والنقل.
  • مذكرة تفاهم بشأن التعاون في تنفيذ مشروعات الطرق والبنية التحتية.
  • مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال القوى العاملة.
  • مذكرة تفاهم بشأن الاستثمار في مجال الكهرباء.
  • التوقيع على 3 اتفاقيات في مجال تطوير الكهرباء.
  • التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن الربط الدولي للاتصالات.
  • مذكرة تفاهم بشأن رفع السعات الدولية في منظومة الألياف البصرية.
  • مذكرة تفاهم في مجالات التدريب التقني وبناء القدر ات.