الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى وفاته.. نجيب سرور الشاعر الذي حارب الجميع

نجيب سرور
نجيب سرور

لم تكن حياة الشاعر نجيب سرور طويلة، إذ استمرت فقط لقرابة الـ48 عاما فقط، لكن دائما ما كانت حياته مضطربة، إذ عادي جميع من حوله، بدءا بالسلطة وصولا إلى المثقفين، وزملاءه من الفنانين. إذ ربما لم يثر أي شاعر الجدل مثلما فعل نجيب سرور، فقد اتهمه البعض بـ"بالجنون" نظرا لانفعالاته ومواقفه التي اتخذها خلال حياتيه.


وهنا في ذكرى وفاته نعرض أهم المحطات التي مر بها سرور خلال حياته "المضطربة!"

نزعة ثورية

وُلد نجيب بمحافظة الدقهلية عام 1932، إذ أحب القراءة منذ صغره، وكان شغوفا بالفلسفة، والمسرح والتمثيل، وعندما أنهى دراسته الثانوية، التحق بكلية الحقوق، لكنه ترك الكلية في السنة النهائية له وقرر الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وهناك منحته الحكومة المصرية منحة إلى الاتحاد السوفيتي لاستكمال دراسته في المسرح.

ربما تأثر سرور بنزعة والده الثورية إذ كان والده قائد للثورة ضد الإقطاع داخل قريته، فعندما سافر نجيب عرف بنضاله الثوري، ونقده للأنظمة الحاكمة، فانتقد هناك النظام المصري والأردني، على حد سواء، وهو الأمر الذي أدى إلى سحب المنحة منه، وقد رفض حينها العودة إلى مصر، وسافر إلى المجر ليكتب قصيدته التي نالت شهرة واسعة "الأميات" والتي هاجمها كثيرون بسبب استخدامه لألفاظ وصفت بأنها "خادشة للحياء"، وجاءت قصيدته "الحذاء" بنفس ذات النبرة، فقد استخدم طريقة احتجاجية عالية من خلالها وهاجم خلالها سياسة الإقطاع التي كان يرفضها بشدة مثل والده.

هوية غربية

انشغل سرور دائما بما يجري في ريف مصر من ظلم واقع على الفلاحين وأصحاب السلطة والمال وقد نجح أيضا في تجسيد التراث الشعبي من على خشبة المسرح ليساهم بشكل كبير خلال ستينيات القرن الماضي في حركة تعريب المسرح الذي سيطرت عليه لعقود الهوية الغربية، وقد قدم مجموعة من الأعمال المسرحية ترقى لأن تكون ملاحم شعرية، مثل "ياسين وبهية"، و"منين أجيب ناس"، و"يا بهية وخبريني"، و"قولوا لعين الشمس".

السماح بالعودة

وما إن انتهت الحقبة الملكية التي كان يرفضها، ظن سرور في البداية أن حلمه قد تحقق، لكنه وجد نفسه مرة أخرى يقف في وجه السلطة إذ انتقد الثورة بعد ذلك وهاجم المثقفين والفنانين من خلال قصائده بعد ذلك، وتعقدت أموره بصورة كبيرة بعد ذلك فقد كان في بعثة أخرى إلى الاتحاد السوفيتي، لكن حدث بعدها خلاف بين نظام عبد الناصر، وبين الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، وقد رفض العودة إلى مصر خوفا على حياته بسبب معارضته لنظام ناصر.

ظل نجيب في منفاه الاختياري متنقلا بين عواصم العالم، إلى أن سمح له النظام المصري بالعودة، إلى الوطن، وقد هاجم السادات، بصورة أكبر مما كان يفعله مع عبد الناصر، وقد أصدر ديوانه "الأميات" وهاجم من خلاله المثقفين والفنانين بجانب السلطة في ذلك الوقت، وقد أودع عدة مرات مستشفى الأمراض العقلية، واتهم بالجنون نظرا لمواقفه.

ادعاء الجنون

واختلفت روايات المثقفين وأقرباءه حول مرضه، فمنهم من ذكروا أنه قد ذهب عقله لدرجة أنه كان يمشي وينام في الشوارع مرتديا ملابس ممزقة، ومنهم من ذكر إلى إنه كان يعانى من الاضطراب النفسي والذي دخل على إثره المستشفى أكثر من مرة قبل أن يسترد عافيته الذهنية في نهاية الأمر، وهناك رأي أخر يقول إن سرور قد ادعى الجنون احتجاجا على الجنون الذي أحاط به.

توفي الشاعر المصري نجيب سرور في أكتوبر من عام 1978، عن عمر يناهز 48 وأربعون عاما.