الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبل انطلاقه بشهرين.. يحيي حقي يضيء معرض القاهرة للكتاب.. وتلاميذه يحتفون بصاحب قنديل أم هشام

يحيى حقي
يحيى حقي

قرابة الشهرين تفصلنا عن انطلاق الدورة الـ 53 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، في مركز المعارض الدولي بالتجمع الخامس، والتي تحل فيها اليونان ضيف شرف، وأسم الكاتب الكبير الراحل يحيى حقي شخصية الدورة، بعدما استقرت اللجنة العليا المنظمة للمعرض عليه.

 

احتفاء خاص بالكاتب يحيى حقي في معرض القاهرة 

وفي هذا السياق تستعد الهيئة العامة للكتاب الجمهة المنظمة للمعرض، للإحتفاء بالكاتب الكبير بشكل خاص، من خلال مجموعة من الفعاليات التي تناقش أعماله وتحتفي به، وبدوره في الحياة الثقافية، فضلا عن إصدار كتاب جديد له، وهو ما كشف الدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة العامة للكتاب لـ "صدى البلد"، قائًلا: "الدورة الجديدة للمعرض تشهد احتفاء خاص بالكاتب الكبير يحيى حقي، الذي يحل شخصية الدورة"، لافتا إلى أن الهيئة من المقرر أن تطبع كتاب خاص بالراحل يحيى حقي، لم يصدر من قبل، وهو عبارة عن المقدمات التي كتبها لشباب القصاص فترته.

وأوضح أنه سيتم تجميع تلك المقدمات في كتاب لتصدر لأول مرة، ومن المقرر أن يتم تنظيم ندوة في المعرض يشارك فيها الكتاب الذين كتب لهم يحيى حقي مقدمات مؤلفاتهم وقت أن كانوا شباب.

ومن المقرر أن يتم تنظيم ندوات للكتب التي صدرت عن يحيى حقي بعد رحيله، على سبيل المثال كتاب "أوراق مطوية" للكاتب الكبير الراحل٬ يحيى حقي٬ الإعداد والمراجعة: صلاح معاطي٬ التقديم: نهى يحيى حقي، والكتاب يضم مجموعة من المقالات التي كتبها يحيى حقي في الفترة التي رأس فيها تحرير مجلة المجلة من عام 1960 إلى عام 1970 وتتناول أهمية الثقافة في المجتمع ودور المثقف في الارتقاء بالذوق العام وثقافة المجتمع وكذلك لمن يكتب الكاتب هل للنخبة المثقفة أم للعامة وهل المطلوب من الكاتب أن يرضي النخبة أم يهبط لمستوى العامة، أم يحاول التقريب بين ثقافة النخبة وثقافة العامة، وما هي القراءة وأهميتها؟.

الكتاب عبارة عن خلطة ثقافية رائعة بالرغم أنها كتبت في فترة الستينيات لكن كأن يحيى حقي يحدثنا اليوم.

 

يحيى حقي علامة بارزة في تاريخ الأدب والسينما

يحيى حقي، يعد رائدًا من رواد القصة القصيرة،  ولد في القاهرة لأسرة ذات جذور تركية، درس الحقوق وعمل بالمحاماة والسلك الدبلوماسي والعمل الصحفي، ويعتبر علامة بارزة في تاريخ الأدب والسينما ويعد من كبار الأدباء المصريين، في مجاله الأدبي نشر أربع مجموعات من القصص القصيرة، ومن أشهر رواياته قنديل أم هاشم، وكتب العديد من المقالات والقصص القصيرة الأخرى.

قضى يحيى حقي فترة التمرين بمكتب نيابة "الخليفة"، وبهذه الوظيفة بدأ حياته العملية، وما لبث أن ترك بعد مدة وجيزة هذه الوظيفة ليعمل بعدها بالمحاماة ولما تحقق له الفشل سافر إلى الإسكندرية ليعمل في أول الأمر عند الأستاذ زكي عريبي المحامي المشهور وقتذاك، بمرتب شهري قدره ستة جنيهات، لم يقبض منها شيئًا ثم انتقل إلى مكتب محام مصري بمرتب قدره ثمانية جنيهات شهريًا، وسرعان ما هجر الإسكندرية إلى مديرية البحيرة ليعمل فيها بمرتب شهري قدره اثنا عشر جنيهًا، وقد سمح له هذا العمل بالتنقل بين مراكز مدينة البحيرة، ولم يلبث في عمله بالمحاماة أكثر من ثمانية أشهر؛ حتى وجد له أهله وظيفة معاون إدارة في منفلوط بالصعيد الأوسط؛ وبعد وفاة والده عام 1926، فقبلها وتسلم عمله بها في 1 يناير 1927.

 

عاش يحيى حقي في الصعيد، عامين، حتى قرأ إعلانا من وزارة الخارجية عن مسابقة لأمناء المحفوظات في (القنصليات)، و(المفوضيات)؛ فتقدم إلى تلك المسابقة التي نجح فيها وكان ترتيبه الأخير، فعين أمينا لمحفوظات القنصلية المصرية في جدة عام 1929 ثم نقل منها إلى إسطنبول عام 1930م، حيث عمل في القنصلية المصرية هناك، حتى عام 1934؛ بعدها نقل إلى القنصلية المصرية في روما، التي ظل بها حتى إعلان الحرب العالمية الثانية في سبتمبر عام 1939م؛ إذ عاد بعد ذلك إلى القاهرة في الشهر نفسه، ليعين سكرتيرًا ثالثًا في الإدارة الاقتصادية بوزارة الخارجية المصرية، وقد مكث بالوزارة عشر سنوات رقي خلالها حتى درجة سكرتير أول حيث شغل منصب مدير مكتب وزير الخارجية، وقد ظل يشغله حتى عام 1949م ؛ وتحول بعد ذلك إلى السلك السياسي إذ عمل سكرتيرًا أول للسفارة المصرية في باريس، ثم مستشارًا في سفارة مصر بأنقرة من عام 1952 وبقى بها عامين، فوزيرًا مفوضًا في ليبيا عام 1953.

 

أُقِيلَ من العمل الديبلوماسي عام 1954 عندما تزوج (في 22/9/1953م) من أجنبية وهي رسَّامة ومثَّالة فرنسية تدعي (جان ميري جيهو)، وعاد إلى مصر ليستقر بها؛ فعين مديرًا عامًا لمصلحة التجارة الداخلية بوزارة التجارة؛ ثم أنشئت مصلحة الفنون سنة 1955 فكان أول وآخر مدير لها، إذ ألغيت سنة 1958، فنقل مستشارًا لدار الكتب، وبعد أقل من سنة واحدة أي عام 1959 قدم استقالته من العمل الحكومي، لكنه ما لبث أن عاد في أبريل عام 1962 رئيساً لتحرير مجلة المجلة المصرية التي ظل يتولى مسئوليتها حتى ديسمبر سنة 1970.

 

تولى يحيى حقي رئاسة التحرير من مايو 1962 وحتى نهاية عام 1970، وهي أطول فترة يقضيها رئيس تحرير للمجلة في تاريخها.. لذا ارتبط اسم "المجلة" باسم يحيى حقي، حتى لقد كان شائعاً أن يقول الناس: "مجلة يحيى حقى" واستطاع خلال مدة رئاسته أن يحافظ على شخصيتها كمنبر للمعرفة، والعقل وأن يفتح صفحاتها للأجيال الشابة من المبدعين، في القصة والشعر والنقد والفكر ليصنع نجوم جيل الستينيات في "شرفة المجلة" بشارع عبد الخالق ثروت، وظل يحيي حقي يقوم بهذا الدور حتى العام الأخير من رئاسته للتحرير، حيث فوض نائبه الدكتور شكري محمد عياد لإدارة المجلة في خلال الشهور الأخيرة قبل أن يحتدم الخلاف بينه وبين المؤسسة الرسمية ويتركها في أكتوبر 1970 ليتولى رئاسة تحريرها الدكتور عبد القادر القط منذ نوفمبر 1970 حتى قرار أنور السادات بإغلاقها، وإغلاق المجلات التي كانت تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب في أكتوبر 1971 وبعدها بقليل أعلن اعتزاله الكتابة والحياة الثقافية.