الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«حان الوقت لكي تستلهموا عزيمة أجدادكم».. قصة نضال شيخ المجاهدين الذي استشهد السيسي بعزيمته

عمر المختار
عمر المختار

مرت 75 عاما على تأسيس منظمة اليونسكو، ذات الأهداف النبيلة في خدمة الثقافة والعلوم والحضارة الإنسانية، وبمناسبة الاحتفال ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة، متطلعًا خلالها لتعزيز التعاون المثمر معها، امتدادًا للشراكة الطويلة بين مصر والمنظمة على مدى عقود.

أثناء خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه كلمة للشعب الليبي قائلاً: « يا أحفاد عمر المختار، لقد حان الوقت لكي تستلهموا عزيمة أجدادكم الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل الحرية واستقلال القرار الوطني، وأن تلفظوا من بلادكم كل أجنبي ودخيل مهما تغني بأن في وجوده خيراً لكم، فالخير في أياديكم أنتم إن تجاوزتم خلافاتكم وعقدتم العزم على بناء بلادكم بإرادة ليبية حرة، وستجدون مصر سنداً لكم وقوة متى احتجتموها، دعماً لأمنكم ولخياراتكم وطموحاتكم».

من هو عمر المختار

شيخ المجاهدين – عمر المختار-  الذي ولد في منطقة برقة بالجبل الأخضر شمال شرق ليبيا، عام 1862م، تعلم القرآن في طفولته، ودرس الفقه والحديث والتفسير واللغة العربية،  ليحصل فيما بعد على لقب « سيدي»، الذي يحظى به شيوخ الحركة السنوسية الكبار، بعد ان كلفة المهدي السنوسي عام 1897م، بشياخة بلدة زاوية القصور في الجبل الأخضر.

أسد الصحراء

عين المهدي السنوسي، عمر المختار نائب له في السودان، وخلال سفرهم إلى هناك، مروا بأغرب القصص والحوادث، حيث أقام المختار في الغرب السوداني بقرية قرو، ثم عُين بعدها شيخًا لزاوية عين كلك، أثناء طريق السفر إلى السودان، هاجمهم أسد، وبدلاً من ترك جمل للأسد كي ينصرف عنهم، هب «أسد الصحراء» عمر المختار، وأطلق النار مصيبًا الأسد، وطارده تم عاد للرحلة مرة أخرى برأسه، ومنذ ذلك الحين أطلقوا عليه لقب «أسد الصحراء».

عمر المختار

نضاله ضد الاستعمار

مع مرور الوقت، تجاوز عمر المختار علمه بأمور الدين إلى الإلمام بأحداث وتاريخ القبائل، ليتحول من طريق الدعوة إلى فض النزاعات، وحمل الأسلحة، ووضع استراتيجيات ضد الاستعمار، حيث شارك في القتال الذي نشب بين الحركة السنوسية والفرنسيين في المناطق الجنوبية في السودان.

عاد شيخ المجاهدين إلى ليبيا مجددًا بعد وفاة محمد المهدي السنوسي، ليتم تعيينه شيخًا لبلدة زاوية القصور، وظل في هذا المنصب لمدة 8 سنوات حتى عام 1911، قاتل خلال تلك المدة جيوش الانتداب البريطاني على الحدود المصرية الليلية في البردية والسلوم.

كرس عمر المختار كل طاقته وخبرته الكبيرة لقتال الاستعمار الإيطالي بعد إعلان إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية، عام 1911م، ودخلت قواتها الأراضي الليبية، وإعلان روما أن ليبيا أصبحت مستعمر إيطالية، فـ كرس شيخ المجاهدين حياته، لقيادة المقاومة الليبية ضد الإيطاليين لمدة 20 عامًا كاملة، أوقع خلالها خسائر فادحة في صفوف الإيطاليين.

أسد الصحراء يقود المقاومة ضد الاستعمار الإيطالي

تمكن عمر المختار من جمع القبائل الليبية في الجبل الأخضر، ودام القتال ضد الاستعمار الإيطالي لسنوات طويلة، أوقعت خلالها المقاومة الليبية بقيادة أسد الصحراء، هزائم وخسائر كبيرة في صفوف جيش الاستعمار، خاصة في معركة درنة التي استمرت لمدة يومين، والتي انتهت بمقتل 70 جندي إيطالي وإصابة 400 أخرين، ومعركة بو شمال عند عين ماره عام 1913، وغيرها من المعارك الدامية، والتي تنقل عمر المختار خلالها بين جبهات القتال، ما أثار غضب قوات الاستعمار وعزموا على القبض على شيخ المجاهدين.

عمر المختار

أسر شيخ المجاهدين

تمكنت قوات الاستعمار الإيطالي من أسر عمر المختار، بعد معركة دامية، بعد أن قاموا بقتل حصانة، وتحطيم نظارته، في 11 سبتمبر 1931م، فكان بمثابة انتصار لهم، وأعلن القائد الإيطالي غراتسياني محاكمة شيخ المجاهدين، يوم 15 سبتمبر من نفس العام.

إعدام عمر المختار

كانت أشهر المقولات التي وجهها عمر المختار لقادة الاحتلال الإيطالي عندما  طالبوا بالإستسلام: «نحن لن تستسلم، ننتصر أو نموت».

أسر عمر المختار

جاء اليوم المحدد لإجراء المحاكمة يوم 15 سبتمبر، وتم الحكم على شيخ المجاهدين عمر المختار، بالإعدام شنقًا في اليوم التالي 16 سبتمبر، على الرغم من كبر سنة، حيث كان قد بلغ الـ 73 عام.

وبالفعل تم تنفيذ الحكم الصادر بإعدام عمر المختار، أمام الألاف من القبائل الليبية، هادفين إضعاف الروح المعنوية للمقاومين الليبيين والقضاء على الحركات الناهضة للحكم الإيطالي، لكن حدث ما كان غير متوقع وارتفعت حدة الثورات وتمكنوا من طرد القوات الإيطالية من البلاد عام 1943م.